الكولونيل، أفي ليفي: تجري حاليا فحوصات للتأكد مما اذا كان الصحفي البريطاني قد اصيب بنيران فلسطينية!!

وفي محاولة للتملص من المسؤولية الاسرائيلية عن مقتل الصحفي البريطاني جيمس ميلر (29عاماً) الذي كان قد اصيب بعيار ناري في الرقبة على ايدي جنود الاحتلال الاسرائيلي بالقرب من رفح في قطاع غزة مساء يوم الجمعة الفائت- اشار
ليفي في سياق حديث اذاعي صباح اليوم الى ان الحادث " وقع في ساعات الليل وسط اشتباكات دارت في المكان وقد سمع الجنود خلالها نداءات باللغة الانجليزية وعندها لاحظوا الفريق البريطاني والمصور الجريح ".

يشار هنا الى مصادر طبية فلسطينية كانت قد اكدت أن الصحفي البريطاني أصيب بطلق ناري في الرقبة، حيث حاولت سيارة إسعاف فلسطينية إنقاذه ،الا ان إحدى الدبابات الاسرائيلية اختطفته

وذكر شهود عيان ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت بدم بارد المصور الصحفي البريطاني جيمس ميلر (29عاماً) والذي كان يعمل في مؤسسة "H.P.O" للخدمات الإعلامية في رفح جنوب قطاع غزة.واضافت المصادر ان جنود الاحتلال أطلقوا النار نحو ميلر بينما كان يقوم بتصوير عملية توغل لدبابات الاحتلال في المدينة .

واكدت المصادر ان ميلر وإحدى زميلاته وتدعى "ثائرة" ،إضافة الى مواطن فلسطيني كان برفقتهم رفح ،توجهوا الى حي السلام في المدينة ،لتصوير عملية هدم منزل هناك ، الا انهم تعرضوا لاطلاق النار من دبابة للاحتلال ،مما أسفر عن أصابته بجراحه الخطيرة.

واوضح الشهود ان ميلر كان يرتدي قميصا يشير الى انه صحفي ، الا ان هذا لم يمنع الجنود من استهدافه بصورة متعمدة .
وحسب المصادر الفلسطينية فأن ميلر كان يعد فيلما وثائقيا طويلا حول الأوضاع المزرية التي تعيشها مدينة رفح منذ بداية الانتفاضة ،وكان يقيم في المدينة منذ أسبوعين .

يذكر ان ميلر هو الصحفي العاشر الذي يسقط برصاص الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية ،والصحفي الأجنبي الثاني الذي يقتل برصاص الاحتلال ،حيث كان صحفي إيطالي يدعي ميكائيلو تشيريلو قتل برصاص الاحتلال في شهر مارس الماضي ،خلال احتلال دبابات الاحتلال لمدينة رام الله .زعم الكولونيل، أفي ليفي نائب قائد قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة ان جثة الصحفي البريطاني، الذي قتل مساء يوم الجمعة الماضي نقلت الى معهد الطب العدلي في ابو كبير بالقدس بهدف التأكد من الاسباب التي تقف وراء مقتله خاصة وان الصحفي - اضاف يقول - كان يقف امام مجموعة من الجنود الاسرائيليين غير انه تعرض لاطلاق النار في ظهره ولذلك تجرى حاليا فحوصات للتأكد مما اذا قد اصيب بنيران قوات الجيش الاسرائيلي او بنيران الفلسطينيين ". ومن الجدير ذكره ، ان الصحفيين الفلسطينيين احيوا الذكرى السنوية لليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف يوم امس السبت، بمسيرة صامتة في مدينة رام الله ،واعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في المحافظة.

وسلم المعتصمون مذكرة احتجاج لممثلة المنظمة للمطالبة بتحسين وضع الصحفيين والمصورين العاملين في فلسطين بعد مقتل عشرة منهم على يد الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى قبل حوالي ثلاثين شهراً.

وكانت المسيرة قد انطلقت من ميدان المنارة وسط رام الله للإعلاميين يتقدمهم أعضاء مجلس نقابة الصحفيين ، ومحملة الشعارات الوطنية واليافطات المطالبة بوضع حد للجرائم الدموية بحق الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبر الصحفيون بأن جريمة قتل زميلهم المصور الصحفي البريطاني، جيمس ميلر (29عاماً) في رفح جنوب قطاع غزة في وقت متأخر من الليلة الماضية، بمثابة تحدي للمجتمع الدولي ورسالة تحدي ودموية لكل المدافعين عن الحريات في العالم بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ومرور 55عاماً عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أوصى بحرية التعبير والعمل الإعلامي في كل الظروف.

وسار الصحفيون والمصورون صوب مقر الصليب الأحمر الدولي ، حيث نظموا اعتصاماً احتجاجياً، وضعوا خلاله معداتهم وآلات تصويرهم على الأرض للتعبير عن رفضهم لسياسة الاحتلال العنصرية بحقهم.

وانتهى الاعتصام بتسليم مذكرة احتجاج باسم الصحفيين الفلسطينيين للسيدة كاترينا رتس، مسؤولة الصليب الأحمر في رام الله لنقلها إلى السيد فرانس بيلون، ممثل المنظمة في فلسطين.

و أكدت رتس على أن الصليب الأحمر معنية بالدفاع عن المدنيين في شتى السبل في الأراضي الفلسطينية ومن بينهم الصحفيين ، مشيرة إلى تفهماً لمطالب الصحفيين الفلسطينيين، ولذلك ستنقل مذكرتهم إلى المسؤولين للاطلاع على احتياجاتهم والصعوبات التي تواجههم.

وأعرب العديد من الصحفيين الفلسطينيين عن أملهم بالتدخل الفوري والفاعل لوضع حد للتعديات الإسرائيلية الخطيرة التي تشوش العملية الإعلامية في فلسطين ،متهمين الجيش الإسرائيلي في الوقت ذاته بارتكاب جرائم حرب مدبرة بحق الصحفيين وعموم الشعب الفلسطيني.

وشدد بيان خاص وزعته نقابة الصحفيين بهذه المناسبة على أن الصحفيين الفلسطينيين لن ترهقهم السياسات الإسرائيلية الغير مسؤولة بحقهم، بل سيستمرون بحمل الأمانة وهموم شعبهم على أكمل وجه، مهما بلغت التضحيات.