برنامج نتنياهو: تكريس الاحتلال وترسيخ سياسة العدوان والعنجهية

في وقت يشهد فيه حزبه الانهيار خطوة بعد خطوة، طرح المنافس على رئاسة حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، اليوم الاربعاء، برنامجه السياسي - الاقتصادي والاجتماعي، الذي يعتمد على مفاهيم القوة والتعامل العنجهي التي انتهجها حين كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية في اواخر تسعينيات القرن الماضي.

ففي مؤتمر صحفي عقده نتنياهو في بيت سوكولوف اليوم، في اطار منافسته على رئاسة الليكود، وتسابق الاحزاب الصهيوينة على اكتساب تأييد الشارع الاسرائيلي، اطلق نتنياهو شعاراته السياسية التي تغزل اليمين الاسرائيلي، من خلال تكريس الاحتلال الاسرائيلي وترسيخ نهج العدوان العسكري واستخدام القوة التي يعتبرها نتنياهو "قاعدة اساسية لضمان وجود اسرائيل والسعي الى السلام"!

وقال نتنياهو ان المبدأ الأكثر أهمية الذي سيحركه هو ضمان الامن، مضيفا ان "تنمية قوتنا (قوة اسرائيل) تعتبر المبدأ الأول لوجودنا وسعينا نحو السلام"! وكرر نتنياهو اسطوانة التبادلية التي ادارها خلال رئاسته للحكومة سابقا، معتبرا ان "السلام يقوم على التبادلية" وحسب قوله "مقابل كل خطوة نقوم بها يتحتم على الجانب الآخر القيام بخطوات عملية، وليس مجرد تصريحات، للقضاء على "الارهاب" واعتقال المسلحين ووقف التحريض الرهيب". وحسب تعبيره فان اسرائيل "لن تمضي كالأعمى نحو خطوات تشكل خطرا على أمن المواطنين"!

واكد نتنياهو نيته انتهاج سياسة تكريس الاحتلال في القدس الشرقية وغور الأردن وهضبة الجولان السورية، وقال انه سيعمل على تمرير قانون الاستفتاء الشعبي كي يلزم كل حكومة بالتوجه الى الشعب وليس "حياكة مؤامرات وترتيب وظائف وحقائب وزارية"!

وهاجم نتنياهو منتقدي سياسته الاجتماعية ساخرا ممن يتحدثون عن الفقراء والرأفة ودفع القضايا الاجتماعية قدما. وادعى انهم جميعا يكتفون بالتصريحات اما هو فانتهج العمل والتنفيذ. وادعى انه تسلم، خلال توليه لوزارة المالية في حكومة شارون، اقتصادا مدمرا كان على شفا الافلاس وانقذه!

وادعى انه انقذ المخصصات واعاد لعشرات آلاف المواطنين مستحقات التقاعد وخفض الضرائب المفروضة على الحاجيات الأساسية واوجد 200 الف مكان عمل للاسرائيليين.

ورفض نتنياهو الاقرار بتحطم حزب الليكود الذي التحق رئيسه ايضا، اليوم، برئيس الحكومة شارون المنشق عن الحزب مع عدد من وزرائه ونوابه في الكنيست. وادعى ان الليكود يستعيد قوته وان الذي مس به هو انشقاق شارون الذي تخلى عن مبادئ الحزب، على حد تعبير نتنياهو. وادعى ان لديه في الليكود نخبة ممتازة من المرشحين، الذين اعتبرهم "منتخبا قوميا رفيعاً"!