31/10/2010 - 11:02

تساؤلات في اسرائيل حول مدى استخلاص عبر غزة

"مراقب الدولة حذر الجيش من خلل في تحصين المدرعة التي تم تفجير مثلها في غزة"* يعلون يأمر الجيش بالتوقف عن استخدام هذه المدرعات لنقل المواد الناسفة

تساؤلات في اسرائيل حول مدى استخلاص عبر غزة

في وقت يواصل فيه الجيش الاسرائيلي تمشيط محور "فيلادلفي" الحدودي، بحثا عن اشلاء جنوده التي تطايرت بفعل عملية فدائية نفذتها المقاومة الفلسطينية، عصر الاربعاء، يتصاعد النقاش في اسرائيل حول مدى استخلاص القيادتين السياسية والامنية للعبر، خاصة في ضوء وقوع عمليتين متشابهتين، تقريبا، خلال 24 ساعة، ما كبد الجيش الاسرائيلي 11 جنديا.

ويتزامن هذا النقاش مع ما نشر اليوم عن تجاهل القيادة العسكرية لتحذيرات وردت في تقرير لمراقب الدولة، في ايلول الماضي، بشأن عدم الاستثمار في تحصين المبنى الخارجي للمدرعات بشكل يقاوم الضربات التي توجهها اليها المقاومة الفلسطينية.

وقد احيطت غالبية ذلك التقرير بالسرية المطلقة، ولم يكشف النقاب الا عن جوانب قليلة منه. وحسب ما تقوله صحيفة "هآرتس" اليوم، فان توصيات ذلك التقرير لم تحظ بالاهتمام الكافي و"لم يقم الجيش باستخلاص العبر".. كما لم يتم التداول بالنتائج التي توصل اليها المراقب، في اي هيئة من الجهات المسؤولة عن عمل الجهاز الامني. وتقول الصحيفة ان المراقب حذر، بشكل خاص، من اخفاقات فنية في تحصين مبنى المدرعة (ركام)، وهي من نوع المدرعتين اللتين تم تفجيرهما ، هذا الاسبوع في قطاع غزة.

وكان خبراء في الجيش الاسرائيلي قد اعتبروا، هذا الاسبوع، هذه المدرعة بأنها تشبه صندوقا من الالومنيوم، تم تحصينه من الجهات الجانبية، فقط. وقال احدهم انه يمكن بكل سهولة تفجير مدرعة كهذه عبر قصفها بصاروخ او بقذيفة من فوق سطح منزل، وهو ما اعتقد الجيش، في بداية التحقيق، انه العامل الوحيد الذي ادى الى تفجير المدرعة على محور فيلادلفي، حيث ساد الاعتقاد بانه تم استهداف المدرعة بصاروخ "ار بي جي" تم اطلاقه من فوق سطح منزل فلسطيني.

لكن التحقيقات اشارت، امس، الى احتمال آخر، يقول ان انفجار المدرعة نجم عن تفجير نفق تحتها قبل ان تصيبها قذيفة الـ"آر. بي. جي". وبموجب معلومات توصلت اليها اجهزة المخابرات العسكرية والشاباك، فقد فشلت الجرافة العسكرية الضخمة، من طراز "دي 9" بالتغطية على المدرعة والوقوف حائلا بينها وبين المنازل التي اطلقت القذيفة من فوق سطح احدها.

ويستدل من التحقيق، ايضا، وكما في عملية حي الزيتون، ان قوة الانفجار وتمزق جثث الجنود الى اشلاء، نجم بالاساس، عن كون المدرعة تحمل كميات كبيرة من المتفجرات، كانت ستستخدمها في نسف "انفاق تهريب الاسلحة" حسب ادعاء الجيش.

لكن الجيش الاسرائيلي يرفض اعتبار تحميل المدرعة بكم هائل من المتفجرات، بمثابة خلل عسكري او اخفاق، لأن هذه المدرعة هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن استخدامها لزرع الالغام في الانفاق، حسب ما يقوله الجيش.

وحسب الصحيفة سيحصل اللواء الجنوبي في الجيش الاسرائيلي، خلال ايام، على مقطورة مدرعة ستستخدم خصيصا لتحميل المتفجرات لهذا الغرض. وبرأي الصحيفة فقد تم تحصين المقطورة بشكل يجعل انفجارها، اذا ما اصيبت بقذيفة او اي عامل آخر، لا يشكل خطرا على المدرعة التي تجرها.

وفي هذه الاثناء، تلقى الجيش، امس، اوامر من رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه بوغي يعلون، وقائد اللواء الجنوبي، دان هرئيل، بالامتناع عن نقل المتفجرات بواسطة المدرعات داخل قطاع غزة.

التعليقات