31/10/2010 - 11:02

تصريحات لكرادي وحالوتس تؤكد انتهاج اساليب قمع خاصة بالمواطنين العرب والفلسطينيين

قالا للجنة التحقيق في احداث بؤرة عمونة انهما منعا "منعاً باتا" استخدام الغاز المسيل للدموع، وكرادي اوضح: "لأن استخدام الغاز يمكنه ان يشكل خطرا على حياة الناس". والسؤال: ماذا مع العرب والفلسطينيين؟

تصريحات لكرادي وحالوتس تؤكد  انتهاج اساليب قمع خاصة بالمواطنين العرب والفلسطينيين
اكد المفتش العام للشرطة الاسرائيلية موشيه كرادي، اليوم الاربعاء، انتهاج شرطته لاساليب قمع خاصة بالمواطنين العرب، وتعاملها مع الجمهور العربي كجمهور معاد لا تهمها حياته وما اذا كانت الوسائل التي تستخدمها ضده يمكنها ان تكون قاتلة او لا ما دامت تحقق لها اغراضها.

فخلال الافادة التي ادلى بها كرادي امام اللجنة البرلمانية التي تحقق في اعمال الشغب التي قام بها المستوطنون اليهود خلال اخلاء بؤرة عمونة، قبل حوالي شهر، توجه عضو الكنيست الليكودي يوفال شطاينتس (ليكود) الى كرادي مستفسرا عن سبب استخدام الخيالة والهراوات ضد المستوطنين وعدم استخدام الغاز المسيل للدموع او خراطيم المياه. وطبعا استشهد شطاينتس بهجوم الشرطة على المتظاهرين العرب امام كنيسة البشارة، مساء الجمعة الماضية، مفاخرا بأن استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع حققت الهدف.

وفي رده على تساؤل شطاينتس، قال كرادي حرفيا، حسب ما اقتبسته صحيفة "هآرتس" على موقعها الألكتروني: "لأن الغاز هو شيئا ليس لطيفا استنشاقه، يجب ان تأخذ بالاعتبار اتجاه الرياح وعوامل اخرى. يمكن لاستخدام الغاز ان يشكل خطرا على حياة الناس ولذلك تقرر عدم استخدامه. لو استخدمنا الغاز داخل البيوت لحدثت حالة هرب هستيرية ووقع جرحى"!

واما لماذا لم تستخدم الشرطة خراطيم المياه، فالجواب لدى كرادي هو ان الشرطة واجهت مصاعب بايصال سيارات رش المياه الى موقع الاخلاء".

لقد جاءت تصريحات كرادي هذه، بعد احداث الناصرة، لكنها تتطرق الى حدث وقع قبل احداث الناصرة بقرابة شهر، والسؤال هو: ما دامت الشرطة قد فكرت بأن الغاز يمكنه ان يشكل خطرا على حياة الناس في عمونة، قبل شهر، فهل فكرت بأن الغاز ذاته يمكنه ان يشكل خطرا على اهالي الناصرة، بعد شهر؟ وهل فكرت الشرطة وحرس الحدود بمخاطر الغاز المسيل للدموع وهي تستخدمه يوميا وبكميات لا حدود لها ضد الفلسطينيين الذي يصارعون من اجل استراداد اراضيهم التي استولى عليها مستوطنو عمونة وحكومة الاستيطان في الضفة الغربية؟ او ان الخطر من استنشاق الغاز ينطوي على المستوطنين والمواطنين اليهود دون غيرهم؟

ونذكر السيد كرادي ان استعمال الغاز ضد المواطنين العرب تم في الناصرة دون ان يتعرض افراد الشرطة الى العنف او الخطر، كما تزعم الشرطة دائما في حالات العرب، بينما واجهت الشرطة الخطر واضحا في عمونة، ومن قبلها في مستوطنات غوش قطيف، ولم تستخدم في كلا الحالتين 10% من العنف الذي تستخدمه ضد المواطينن العرب في اسرائيل والفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

اما القائد العام للجيش الاسرائيلي دان حالوتس، فقد قال امام اللجنة بأنه صادق على قائمة الوسائل التي يمكن استخدامها ضد المستوطنين اثناء اخلاء عمونة وانه "الشرطة منعا باتا من استخدام العيارات المطاطية ووسائل اخرى" لم يذكرها. وقال انه اصدر اوامره "بعدم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع وتفعيل خراطيم المياه الا بمصادقة من قيادة اللوا"ء، بل "ان استخدام الهراوات يحتم الحصول على تصريح من ضابط رفيع".

ولم يفسر حالوتس للجنة لماذا امتنع عن استخدام الرصاص المطاطي، ولا الوسائل الاخرى التي لم يفصلها. لكنه من الواضح لمن يعرف مخاطر الرصاص المطاطي، ومن شعر بهذه المخاطر على جلدته لماذا منع حالوتس استخدام المطاطي. ومن لا يعرف فليسأل الشعب الفلسطيني، والمواطنين العرب في اسرائيل، بل والنشطاء اليهود الذين يتظاهرون اسبوعيا ضد جدار الفصل العنصري ويتعرضون مثل اقرانهم الفلسطينيين للرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، والنيران الحية، التي نقدر ان حالوتس قصدها بالوسائل الاخرى. الم يقتل الرصاص المطاطي 13 شابا عربيا في احداث اكتوبر 2000، الم يقتل الغاز المسيل للدموع مسنة في سخنين خلال تظاهرة يوم الأرض قبل سنوات قليلة؟ الم يقلع الرصاص المطاطي عين متظاهر يهودي ضد الجدار العنصري؟ وكم هو عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والوسائل الاخرى؟ طبعا يعرف حالوتس هذه المعطيات ويعرف مخاطر استخدام هذه الوسائل القاتلة، ولكن مرة أخرى: هل كان سيأمر هو وكرادي بالامتناع عن استخدامها لو كانت الشرطة قد حضرت لاخلاء مواطنين عرب من بيتهم في النقب والجليل والمثلث، تمهيدا لهدمه؟ هل كان سيمنع استخدامها حين تهاجم شرطته وقوات جيشه وحرس حدوده الفلسطينيين حين يتظاهرون ضد الجدار الذي يحاصرهم من كل جانب ويسلبهم مصدر رزقهم؟

من الواضح ان الجواب لا، ولن نتوقع غير ذلك ممن امر بالقاء قنبلة وزنها طن على منزل اسكاني في غزة وهو يعرف ان فيه عشرات الابرياء الذين سيقتلهم بدم بارد، ومن ثم يذهب لينام قرير العين، ويقول لهآرتس ردا على سؤال حول شعوره عندما تسقط طائرته قنبلة كهذه "أشعر بضربة خفيفة عند جناح الطائرة وبعد ثوان معدودة يصبح وكأن شيئا لم يكن"!

التعليقات