31/10/2010 - 11:02

جلسة الحكومة الإسرائيلية: تصعيد في التصريحات وتفضيل للتهدئة

أولمرت: عقب مشاورات مع كبار الوزراء الاسبوع الماضي اصدرت تعليمات لرؤساء المؤسسة الامنية لوضع خطة في اقرب وقت ممكن لطرحها على الحكومة من اجل استعادة الهدوء الشامل في الجنوب". واضاف "وامرتهم بالانهاء الفوري للنقاشات التي طالت بين النظام القضائي والنظام الدفاعي وطرح خطط عمل مختلفة ضد حكم حماس دون اعاقة قدرتنا على استخدام القوة الضرورية في ردنا على انتهاكات التهدئة".

جلسة الحكومة الإسرائيلية: تصعيد في التصريحات وتفضيل للتهدئة
اتسمت تصريحات الوزراء في الجلسة التي ناقشت الأوضاع في قطاع غزة بالتصعيد إلا انها اتجهت نحو تفضيل التهدئة. وحمل رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزراء آخرون مسؤولية نسف التهدئة للمقاومة الفلسطينية. وذلك بالرغم من أن 17 فلسطينيا قتلوا بنيران إسرائيلية منذ توغلت قوات إسرائيلية في قطاع غزة في الرابع من الشهر الجاري لتدمير نفق زعمت ان المقاومة الفلسطينية تعتزم استخدامه لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية، وبالرغم من فرض الإغلاق التام على القطاع.

وقال اولمرت في الجلسة الحكومية الأسبوعية بعد ساعات من شن القوات الإسرائيلية غارة في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين بجراح، إن "حماس والمجموعات الارهابية الاخرى تتحمل المسؤولية الكاملة عن نسف التهدئة وخلق وضع من العنف الطويل والمتكرر في جنوب البلاد". وأضاف: "لا نتوق إلى الحرب ولا نخشاها، في كل الحالات لا يمكننا تحمل هذا الثمن الذي تحاول التنظيمات الإرهابية تحديده. عملنا وسنعمل من أجل ضرب كل من يخرق التهدئة. أنا أعرف أن الأنفس هائجة والدم يغلي في العروق، ولكن الحكومة برئاستي عملت بهدوء واتزان، درست كافة الإمكانيات واتخذت القرارات وهذا ما سيحصل أيضا هذه المرة".

واضاف "لقد قمنا بالتحرك وسنواصل التحرك حتى لا تنقلب هذه التهدئة ضد المدنيين في اسرائيل". واكد اولمرت انه طلب من قادة الاجهزة الامنية الى وضع خطط فورية وطرح خيارات امام الحكومة لانهاء سيطرة حماس على القطاع والمستمرة منذ 17 شهرا.

واوضح انه عقب مشاورات مع كبار الوزراء الاسبوع الماضي "اصدر تعليمات لرؤساء المؤسسة الامنية لوضع خطة في اقرب وقت ممكن لطرحها على الحكومة من اجل استعادة الهدوء الشامل في الجنوب". واضاف "وامرتهم بالانهاء الفوري للنقاشات التي طالت بين النظام القضائي والنظام الدفاعي وطرح خطط عمل مختلفة ضد حكم حماس دون اعاقة قدرتنا على استخدام القوة الضرورية في ردنا على انتهاكات التهدئة".

اما وزير الأمن ايهود باراك زعيم حزب العمل فكانت لهجته اكثر اعتدالا. وقال في جلسة الحكومة ان اسرائيل ربما تكون مستعدة للتفكير في العودة الى التهدئة. واوضح "عندما يحين الوقت للتحرك فسنقوم به وسننجح (...) ولكنني لست نادما على اي لحظة هدوء حصلنا عليها". وتابع "اذا اراد الطرف الاخر الهدوء فسنفكر في المسألة بجدية".
وأضاف: أجهزة الأمن ستواصل العمل ضد محاولات تنفيذ عمليات ضد الجيش والسكان. وحينما يحين وقت العملية الواسعة سنختار التوقيت المناسب. ولكن في الوقت الحالي لا ينبغي أن نندم على كل شهر تهدئة. وانفلات الغرائز ليس بديلا. إذا أراد الطرف الآخر تهدئة فسندرس ذلك.

وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني "لقد تم انتهاك الهدنة. هذه حقيقة. لا يمكن لاسرائيل ان تقبل بهذه الانتهاكات من دون ان تتخذ التحرك الذي قررته مسبقا". واكدت ان "على الجيش ان يقدم خيارات".

من جانبه دعا وزير المواصلات شاؤول موفاز إلى استئناف عمليات الاغتيال ضد قادة حركة حماس. وقال: يجب وقف الكلام والبدء في سياسة الاغتيال ضد قادة حماس. يجب بلورة خطة وعرضها على المجلس الوزاري المصغر. ,أضاف موفاز: حماس تعزز قوتها ونحن نفقد قدرة الردع. يجب إجراء مداولات عاجلة في المجلس الوزاري المصغر حول سياسة إسرائيل في القطاع ويجب التفكير بوسائل أخرى غير تلك التي تستخدم اليوم – إغلاق وفتح المعابر. فحتى يحين موعد العملية الواسعة هناك عدة مراحل".

وقال رئيس حزب شاس، ووزير الصناعة والتجارة، إيلي يشاي: من يؤمن بالتهدئة يتصرف كنعامة. بدل سحق مراكز قيادة حماس عن طريق الجو، استغلت التهدئة من أجل زيادة تسليح حماس. للأسف، الحكومة لا تتخذ قرارات. ولا أفهم لماذا نستمر بتزويد قطاع غزة بالكهرباء والماء.

كما صرح الميجور جنرال عموس جلعاد احد كبار مساعدي باراك ان اسرائيل لا تستبعد اعادة فتح المعابر امام المساعدات الانسانية. واضاف جلعاد في تصريح للاذاعة الاسرائيلية ان "قرار اعادة فتح المعابر قد يتخذ اليوم او غدا. اسرائيل لا تريد ازمة انسانية". الا انه قال انه "من غير المعقول اعادة فتح المعابر اذا استمر القصف ضد المدنيين الابرياء وضد جنودنا". واوضح ان "فرص العودة الى التهدئة عالية ولكننا مستعدون لاي تدهور في الوضع".

وكانت منظمات دولية وحركات حقوقية حثت اسرائيل على تخفيف حصارها الصارم على قطاع غزة والذي تفرضه منذ سيطرة حماس على القطاع في حزيران/يونيو الماضي.

ومن جهتها حذرت الرئاسة الفلسطينية الاحد من ان "التهديدات الاسرائيلية الخطيرة "تؤثر على مصير التهدئة" في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في اتصال مع وكالة فرانس برس من عمان "نحذر من تداعيات التهديدات الخطيرة التي تصدر عن الحكومة الاسرائيلية ضد قطاع غزة" مشددا على ان "هذه التهديدات تؤثر على مصير التهدئة وسير المفاوضات". ودعا "الى وقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على قطاع غزة فورا".

التعليقات