هاجمت مصادر امنية اسرائيلية، مساء اليوم، تصريحات المنافس على رئاسة الليكود، بنيامين نتنياهو والتي دعا فيها الى قصف ايران، واعتبرتها تصريحات انتخابية تشكل خطرا على اسرائيل .
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن هذه المصادر قولها ان تصريحات نتنياهو ليست مسؤولة وتشكل خطرا على اسرائيل. واضافت: "يمنع على اسرائيل الوقوف في خط المواجهة مع ايران وتمكين دول العالم من استكمال الجهود الدبلوماسية".
كما حذرت هذه المصادر من تحويل المسألة الايرانية الى جزء من المعركة الانتخابية الاسرائيلية.
وكان نتنياهو ورئيس حزب "كديما" اريئيل شارون ومعهم نخبة من الشخصيات السياسية والعسكرية، قد شنوا، اليوم الاحد، هجوما مركزا على ايران وحثوا الامم المتحدة على توجيه ضربات عسكرية لها، ودعا نتنياهو اسرائيل الى ضرب المفاعل النووي، حيث قال انه يعتقد بانه يجب التعامل مع المفاعل النووي الايراني "كما فعل مناحيم بيغن" في حينه، حين كان رئيسا للحكومة الاسرائيلية، والمقصود قراره قصف المفاعل النووي في العراق.
وكان نتنياهو يتحدث في مقابلة منحها للاذاعة الاسرائيلية، مساء اليوم، وقال انه سيدعم كل قرار يتخذه رئيس الحكومة، شارون، بعيدا عن الخلاف الحزبي.
وكان شارون قد سبق نتنياهو في شن هجوم على ايران، خلال مؤتمر صحفي عقده مع شمعون بيرس، صباح اليوم، حيث طالب بفرض عقوبات على ايران.
وقال شارون: "كلنا قلقون من موضوع ايران. وتوجد هناك أهمية من أجل التعاون والعمل المشترك مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع".
واضاف : "نحن نرى في ايران خطرًا كبيرًا. ولا يجري الحديث عن مشكلة لإسرائيل فقط إنما للعالم أجمع. نحن لا نريد أن نتوصل لوضعية تكون فيها ايران قوة نووية. نحن نعمل مع اوروبا والولايات المتحدة في هذا الموضوع. وأنا أرى أن حديث الرئيس بوش هو التعبير الصحيح للقضية حيث قال لا يمكن ان يكون طرح للموضوع من دون علاج اساسي له".
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد ناقشت في جلستها الاسبوعية صباح اليوم، ما تسميه الخطر الايراني، حيث استمعت الى تقرير قدمه الوزير تساحي هنغبي حول الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بشأن التسلح النووي. وقال شارون خلال الجلسة ان الحوار الاستراتيجي مع ايران هو مسألة هامة.
وفي تصريحات للصحفيين انضم هنغبي الى جوقة التحريض على ايران معتبرا ان "اسرائيل لا يمكنها الوقوف مكتوفة الايدي امام تسلح دولة "متطرفة" و"مهووسة" بالسلاح النووي. واعتبر هنغبي، ان المشكلة الايرانية لا تخص اسرائيل فقط، وانما العالم كله، وحسب رأيه هناك اصرار في اوروبا والولايات المتحدة على منع ايران من التسلح النووي.
وقال ان الاميركيين اوضحوا خلال المحادثات الاستراتيجية انهم "لن يتقبلوا اي خديعة او تهرب ايراني"
وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي فركاش، قد ادعى ان الايرانيين قد يصلوا، خلال عدة اشهر الى نقطة اللا عودة.
وانضم الى جوقة التحريض، ايضا، قائد اركان الجيش الاسرائيلي، دان حالوتس، الذي ذهب بعيدا في تحليلاته وهجومه على ايران والمجتمع الدولي، حين حكم على المفاوضات الدولية الجارية مع ايران بالفشل، بل والزعم، بشكل عابر، ان ايران قد تكون توصلت الى انتاج رأس نووي!
وحسب رأي حالوتس فان "حقيقة تمكن ايران من التهرب من الضغط الدولي، المرة تلو الأخرى، تشجعها على مواصلة التطوير النووي".
واعتبر حالوتس، الخبير في القاء قنابل قاتلة منذ شغل منصب القائد العام لسلاح الطيران الاسرائيلي واستخدم قنابل تزن طنا لقتل الفلسطينيين، ان "الجهود الدبلوماسية المبذولة ازاء ايران منيت بالفشل ولن تنجح"، على حد تعبيره.
واعتبر حالوتس ان هناك خيارات عسكرية ضد ايران، لكنه سخر من عدم تنفيذها، مؤكدا في الوقت ذاته ان اسرائيل ستواصل تطوير صاروخ "حيتس" كي تواجه الصواريخ الباليستية المنتشرة في المنطقة"، على حد زعمه.
وتطرق حالوتس الى ما يحدث في قطاع غزة، مدعيا ان الفلسطينيين لا يستغلون مقدراتهم ومواردهم لفرض الامن، وليسوا على استعداد لمواجهة المعارضة في السلطة الفلسطينية، كحركة حماس. وحسب رأيه فان السلطة ستفقد من قوتها اذا لم تتخذ الخطوات الكفيلة بالسيطرة على الفوضى.
كما ادعى ان الفلسطينيين لا ينفذون الاتفاق الذي تم التوصل اليه بشأن فتح معبر رفح، وهذا، حسب رأيه سيضطر اسرائيل الى القيام بخطوات، لانه لا يمكنها التسليم بان لا يكون معبر رفح جانبا امنيا.
ومضى حالوتس في هجومه ليطال سوريا مدعيا انها تشعر بالضغط، ولو كانت بريئة لما شعرت بذلك. وزعم ان سوريا ضالعة بما اسماه "الارهاب" في لبنان والعراق واسرائيل. كما ادعى ان تنظيمات المعارضة الفلسطينية تعمل من دمشق بالتعاون مع حزب الله وتشكل خطرا على اسرائيل والمنطقة برمتها.
وقال انه اذا تواصل ذلك فستعاني سوريا ضغطا دوليا متواصلا يمكنه ان ينتهي بنتائج دراماتيكية للنظام السوري
التعليقات