31/10/2010 - 11:02

ديسكين ودغان: نتائج حرب لبنان كارثة وطنية وضربة قاضية..

رئيس جهاز الشاباك، يوفال ديسكين: ولدت مشكلة إستراتيجية جسيمة لدولة إسرائيل، من خطأين تكتيكيين للجيش، اختطاف غلعاد شاليت وعملية الاختطاف في الشمال.

ديسكين ودغان: نتائج حرب لبنان كارثة وطنية وضربة قاضية..
"كارثة وطنية"، بهذه الجملة وصف رئيسا الاستخبارات الخارجية "الموساد"، مئير دغان، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، نتائج حرب لبنان، في اجتماع سري عقد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود اولمرت بعد انتهاء الحرب الأخيرة مباشرة، وكشف عنه النقاب مؤخرا. وعبر رئيسا الموساد والشاباك عن سخطهما من نتائج الحرب ومن أداء رئيس الأركان السابق، دان حالوتس، وألمحوا إلى ضرورة تنحيته. وبعد فترة قصيرة قدم حالوتس استقالته مدفوعا بالإخفاقات التي تكشفت شيئا فشيئا.

وقد كشف النقاب عن ها الاجتماع وما دار فيه، في كتاب صدر مؤخرا تحت اسم "مأسورون في لبنان" من تأليف الصحفيين عوفر شيلح ويوآف ليمور. ويلقي الكتاب الضوء على عملية اتخاذ القرار في المستوى السياسي وفي قيادة الجيش في حرب لبنان الثانية، ويسهب في الشرح حول خطط الجيش والمعارك التي دارت.

وقد عقد الاجتماع المذكور بعد أن وضعت الحرب أوزارها بعدة أيام، في مكتب أولمرت، ووصف مؤلفا الكتاب الاجتماع بأنه استثنائي، حيث طلب دغان وديسكين من المستشار العسكري لرئيس الوزراء، الجنرال غادي شوميني، الخروج من غرفة الاجتماعات. ويعتبر المؤلفان أن الطلب ليس عاديا لأن المستشار العسكري بحكم وظيفته يفترض به أن يشارك في الاجتماعات ذات الطابع الأمني السياسي.

ولكن دغان وديسكين فضلا أن يبقيا وحدهما مع أولمرت لينقلا له رسالة مفادها أن " الحرب كانت كارثة وطنية"، وأن إسرائيل "تلقت فيها ضربة قاضية". وطالبا رئيس الوزراء بتشكيل لجنة تحقيق بصلاحيات واسعة لفحص إخفاقات الحرب بشكل أساسي. وكان يفهم من كلام ديسكين أنه إذا لم يتم تشكيل لجنة من هذا النوع سيدرس القيام بخطوات علنية.

وانتقد رئيسا جهازي الأمن أداء رئيس الأركان السابق، دان حالوتس، وقالا في اجتماعات مغلقة أنه من الصعب التصور أنه من الممكن إجراء إصلاحات في الجيش ما دام حالوتس في منصبه. ويذكر الكتاب أنه في عدة اجتماعات مغلقة للشاباك وجه ديسكين انتقادات حادة لقيادة الجيش وينقل عنه قوله: " ولدت مشكلة إستراتيجية جسيمة لدولة إسرائيل من خطأين تكتيكيين للجيش، اختطاف غلعاد شاليت وعملية الاختطاف في الشمال".

وجاء في الكتاب أن الجيش رفض طوال فترة الحرب أي مساعدة من جهاز الأمن العام "الشاباك"، فقد عرض الشاباك على قيادة الجيش تزويدهم بمحققين للتحقيق مع الأسرى اللبنانيين، واقترح عليهم الاستعانة بموظفي الاحتياط في الجهاز، وعرض عليهم تقديم مساعدات تكنولوجية، ومختصين في عمليات الاغتيال بهدف اغتيال قيادات حزب الله . ويقول مؤلفا الكتاب أن قادة الشابك فسروا رفض الجيش المساعدة بـ "الغيرة والتنافس بين الأذرعة"، ووجهوا الانتقادات إلى حالوتس ورئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" عموس يدلين على وجه الخصوص.

وذكرت صحيفة هآلرتس الصادرة صباح اليوم أن رئيس الموساد، مئير دغان، كان قد أوصى عشية شن الهجوم على لبنان بتأجيل الرد الإسرائيلي على أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل مقاتلي حزب الله، من أجل إعداد الجبهة الداخلية لإمكانية تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا.

وكانت أقوال دغان هذه قد قيلت في جلسة تقييم للوضع عقدها وزير الأمن، عمير بيرتس، في مكتبه في أعقاب أسر الجنديين، في الثاني عشر من تموز/يوليو من العام 2006.

التعليقات