31/10/2010 - 11:02

شارون يتهم معارضيه بالتحريض على الحكومة وانخفاض حاد في تأييد فك الارتباط

شارون يناجي المستوطنين العودة الى حضنه ويذكرهم بأنه الاب الروحي لمشروعهم الاستيطاني* بيرس: "الحكومة بذلت جهودا جمة لارضاء المستوطنين"* المستوطنون: شارون يعاني من حالة ذعر

شارون يتهم معارضيه بالتحريض على الحكومة وانخفاض حاد في تأييد فك الارتباط
وكان شارون قد صرح مساء أمس، بان خطة الانفصال ستنفذ بالكامل ووفقا للجدول الزمني المقرر.

جاء تصريح شارون هذا خلال كلمة ألقاها في حفل لتوزيع شهادات الدكتوراة الفخرية في جامعة بار ايلان، حيث اعتبر ان قرار تنفيذ الانفصال "يشبه في قسوته قرار قطع البحر الأحمر"، لكن "المسؤولية عن مصير البلاد يحتم اتخاذ قرارات صعبة" على حد تعبيره!

وناجى شارون المستوطنين العودة الى احضانه مذكرا اياهم بأنه كان الأب الروحي للمشروع الاستيطاني ، لكن ذلك لم يسعفه أمام صراخ بعض الفتيات المعارضات للخطة اللواتي صرخن في وجهه: "خائن" و"يهودي لا يطرد يهودي".

وتوجه شارون الى المستوطنين بكلمة "اخوتي" واصفا اياهم بـ"ملح الأرض"، مضيفاً: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً معاً، أقمنا استيطاناً نفتخر به وحققنا جانباً من حلمنا. والا لما كان يمكننا الصلاة في الحرم الابراهيمي وزيارة قبر راحيل".

وقال شارون "ان قرار الخروج من غزة سينفذ ولا تراجع عنه"، معتبرا انه "قرار هام لشعب اسرائيل، وهو قرار صعب كقطع البحر الميت ليس بالنسبة للمستوطنين فحسب وانما بالنسبة لمن عمل على توطين البلاد، أيضاً، مثلي، لكن المسؤولية عن مصير البلاد تحتم اتخاذ قرارات صعبة" على حد تعبيره.

وبرأيه "لا يمكن القول ان تنفيذ خطة الانفصال سيؤدي الى القضاء على الدولة وعلى مشروع الاستيطان، ويجب عدم السماح للخلافات في الراي بالقضاء على وحدة الشعب".

وافادت تقارير صحفية اسرائيلية بان شارون بدأ يشعر بالضائقة جراء انحسار تأييد الاسرائيليين لخطة فك الارتباط، واتهم "جهات سياسية اسرائيلية بالتحريض على الحكومة الاسرائيلية".

وقال النائب الاول لرئيس الحكومة شمعون بيرس للاذاعة الاسرائيلية، صباح اليوم، انه "من الضروري التوصل الى تفاهمات واتخاذ قرارات خلال جلسة اليوم". واوضح انه "يجب معرفة عدد المستوطنين الذين اعربوا عن رغبتهم في مغادرة منازلهم وعدد المعارضين".

واضاف بيرس ان الحكومة بذلت جهودا جمة لارضاء المستوطنين.

وسيلتقي بيرس، صباح اليوم، وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي يزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وسيتوجه الوزير البريطاني بعد ذلك الى رام الله للاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث الوضع في الاراضي الفلسطينية وسبل تفعيل الدور الاوروبي في عملية السلام وزيادة الدعم المادي للسلطة الفلسطينية.

وتأتي زيارة سترو تمهيدا لتسلم بريطانيا لرئاسة الدورة المقبلة للاتحاد الأوروبي، في مطلع يوليو/ تموز المقبل.

وسيلتقي سترو رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ثم يعود الى اسرائيل لاجراء مباحثات مع رئيس الوزراء اريئل شارون قبل مغادرته الى الاردن.

من جهته قال وزير الصحة داني نافيه للاذاعة الاسرائيلية ، ان على اسرائيل تعليق التحضيرات للانسحاب من غزة والتوضيح للفلسطينيين بأن هناك ما سيخسرونه اذا تواصل اطلاق النار. وعلى حد تعبير نفيه فان الفلسطينيين يتعاملون مع الانسحاب من غزة على انه يمثل ضعفا اسرائيلياً.

وبرأيه فان قيام الفلسطينيين باطلاق النار على اسرائيل قبل الانسحاب، يؤكد ما سيحدث بعد الانسحاب.

اما الوزير متان فلنائي (العمل) فقال ان وقف عملية الانفصال يشكل وصفة لجولة اخرى من الدماء. وبرأيه "يجب مواجهة المشاكل وعدم الانتظار لأن الانتظار لن يحقق أي شيء".

الى ذلك حذر وزير الخارجية الفلسطيني، ناصر القدوة، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، من ابعاد عدم تنسيق الانفصال مع السلطة الفلسطينية، معتبرا ان عدم التنسيق سيؤدي الى تقوية "المتطرفين". ودعا اسرائيل الى تنسيق اقامة مطار جوي وميناء بحري في قطاع غزة وكذلك تنسيق تسليم المباني في المستوطنات للسلطة الفلسطينية.

وقدر القدوة بأن عملية الانفصال لن تترافق بعمليات اطلاق للنيران إذا شمل الانسحاب محور صلاح الدين (فيلادلفي) أيضاً. هاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم الاربعاء "جهات سياسية تعارض خطة فك الارتباط" متهما اياها "بالتحريض المنفلت" ضد حكومته فيما اظهرت استطلاعا للرأي اليوم ان نسبة تأييد فك الارتباط بين الاسرائيليين انخفضت الى مستوى غير مسبوق.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان اقوال شارون جاءت خلال اجتماع خاص للجنة الوزارية لشؤون فك الارتباط وكان مفتوحا امام وسائل الاعلام الاسرائيلية على ضوء الانتقادات الموجهة للحكومة الاسرائيلية بخصوص عدم جاهزيتها لتنفيذ فك الارتباط.

ويذكر ان رسالة كان قد بعثها رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند الى المسؤولين في الوزارات الاسرائيلية المختلفة جاء فيها ان جميع الوزارات والدوائر الحكومية الاسرائيلية غير جاهزة حتى الان لتنفيذ فك الارتباط.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس ان احد مراسليها حصل على نسخة من رسالة ايلاند التي قال فيها انه من الجائز الا تتمكن الحكومة من تنفيذ فك الارتباط في الموعد المحدد في 15 اب/اغسطس.

وقال شارون في افتتاح جلسة اللجنة الوزارية اليوم ان "الانتقادات تجاه خطوات الحكومة هي انتقادات سياسية ونابعة من دوافع سياسية غايتها افشال فك الارتباط.

"لقد قررت دعوة وسائل الاعلام (الى جلسة اللجنة الوزارية) المغالطات التي يتم نشرها حول هذه المواضيع".

ومضى شارون قائلا ان "قانون تنفيذ فك الارتباط يمنح حلا لكل مستوطن".

وكان جهات من داخل الائتلاف الحكومة والمعارضة البرلمانية قد انتقدت مؤخرا الحكومة الاسرائيلية بسبب عدم اعداد منطقة نيتسانيم في جنوب اسرائيل والتي تقرر تخصيصها لنقل مستوطني قطاع غزة للسكن فيها.

وقال شارون ان "50% من المستوطنين يجرون مفاوضات معنا واريد ان ابلغكم ان اموال التعويضات في انتظاركم".

من ناحيتها اعلنت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي ان استطلاعا للرأي اجري مؤخرا بين الاسرائيليين اظهر ان نسبة الاسرائيليين المؤيدين لفك الارتباط انخفض الى مستوى غير مسبوق.

وقالت القناة التلفزيونية ان نسبة الاسرائيليين الذين يؤيدون فك الارتباط اليوم تبلغ 48% فقط وهذه اول مرة تنخفض فيها هذه النسبة عن الـ50%.

وكانت صحيفة معاريف قد نشرت في نهاية الاسبوع الماضي استطلاعا للرأي اظهر انحسار تأييد الاسرائيليين لخطة فك الارتباط الى ادنى نسبة منذ الاعلان عن الخطة في نهاية العام 2003.

الجدير بالذكر ان نسبة مؤيدي فك الارتباط كانت قد وصلت في الماضي الى 65%.

وقال شارون في اثناء رده على اسئلة صحفيين انه لا يشعر بالخوف من هذه الاستطلاعات وانخفاض نسبة التأييد لخطته واضاف انه مصر على تنفيذ فك الارتباط واخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات اخرى في شمال الضفة الغربية.

من جانبهم رفض المستوطنون اقوال شارون في اجتماع اللجنة الوزارية اليوم وقال المتحدث باسم الكتلة الاستيطانية في قطاع غزة عيران شطرنبرغ ان "شارون يعاني من حالة ذعر على ضوء الانخفاض الحاد في التأييد لخطة الطرد وبدأ بالكذب والكذب والكذب".

وقال رئيس كتلة الصهيونيين المتدينين عضو الكنيست ايفي ايتام ان "شارون يتعمد الكذب في محاولة بائسة لاخفاء الفشل الذريع في الاستعداد لاخلاء المستوطنين".

التعليقات