شارون يجري قريبا مداولات حول الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية

قال المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية مناحم مزوز اليوم ان قرار الحكومة الاسرائيلية بتفعيل "قانون املاك الغائبين" في القدس الشرقية المحتلة بهدف السيطرة على اراضي الفلسطينيين لم يكن بموافقته وانه حتى لم يعلم به. وجاءت اقوال مزوز ردا على توجه جمعية حقوق المواطن في اسرائيل. واضاف مزوز انه سيفحص الموضوع وسيعقب عليه خلال ايام.

وقالت مصادر سياسية اسرائيلية ان الحكومة الاسرائيلية ستعيد النظر في في قرارها بسريان مفعول "قانون املاك الغائبين" في القدس الشرقية في اعقاب ضغوط مارستها الادارة الامريكية على اسرائيل.

ويذكر ان تقريرا نشرته صحيفة هآرتس قبل اسبوعين كشف عن ان الحكومة الاسرائيلية قررت سرا في منتصف العام الماضي بسريان مفعول "قانون املاك الغائبين" في القدس الشرقية ما يعني مصادرة اراض يملكها فلسطينيون يسكنون في الضفة الغربية يصل حجمها الى نصف اراضي الفلسطينيين في القدس الشرقية.

ونقلت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الاثنين عن مصادر سياسية اسرائيلية ان الولايات المتحدة طالبت اسرائيل بتزويده بايضاحات حول قرار الحكومة بخصوص تفعيل القانون المذكور.

وادعى مصادر في الحكومة الاسرائيلية في حديث للصحيفة انه يتفهمون "حساسية الموضوع" وانه "سيتم اعادة النظر في القرار".

وافادت هآرتس اليوم ان النص اكامل للقرار الذي حصلت الصحيفة على نسخة منه يتيح لاسرائيل بيع او تأجير املاك الفلسطينيين في القدس الشرقية الى طرف ثالث بعد مصادرتها وفقا "لقانون املاك الغائبين".

وقالت هآرتس ان "هذا الامر يعني انه سيكون بالامكان بناء حي يهودي على اراضي الفلسطينيين (المصادرة) في القدس الشرقية".

وتوجه المحامي داني زايدمان الذي يمثل مجموعة من المواطنين من بيت لحم الذين يملكون اراض في القدس امس الى المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية مناحيم مزوز لافتا الى ان "قرار الحكومة يعني الاستيلاء على عقارات خاصة بملكية فلسطينية وتحويلها الى اراضي دولة.

"وهذه الاراضي ستنقل في المستقبل الى طرف ثالث ترغب الحكومة في دفع مصالحهم".

واعرب المحامي زايدمان في رسالته الى مزوز عن قلقه من استخدام الاراضي المصادرة لبناء احياء يهودية في جنوب القدس.

وطالب زايدمان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية بتجميد تفعيل "قانون املاك الغائبين" في القدس الشرقية بصورة فورية "لمنع التسبب باضرار لاصحاب الاراضي لا يمكن اصلاحها".

وقال زايدمان في رسالته ان معلومات مؤكدة وصلت اليه تفيد بان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ينوي في الفترة القريبة القادمة اجراء مداولات حول "مستقبل الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية وبضمن ذلك الاستيطان في الحي الاسلامي في البلدة القديمة".

وقالت هآرتس انه "في سنوات التسعين، عندما اشغل شارون منصب وزير الاسكان، تم استخدام قانون املاك الغائبين بصورة كاذبة من اجل الاستيلاء على بيوت للفلسطينيين في البلدة القديمة في القدس.

"ويخشى الفلسطينيون الان ان تتجدد هذه الظاهرة بصورة مكثفة بمساعدة القرار الجديد الذي اتخذته الحكومة" بتفعيل "قانون املاك الغائبين" في القدس الشرقية.

وقالت مصادر في مكتب شارون لهآرتس انه "من غير المتوقع عقد مداولات كهذه في الاسبوع القريب".

من جانبه قال الوزير الفلسطيني صائب عريقات انه طرح الموضوع في اثناء لقائه مع مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس الاسبوع الماضي واضاف انه طالب ايضاحات وان الاسرائيليين وعدوا بالرد على طلبه هذا.