31/10/2010 - 11:02

شارون يهيئ اليهود الامريكيين لامكانية صدام مع واشنطن

شارون يسعى خلال زيارته للولايات المتحدة الى حث مليون يهودي للهجرة الى اسرائيل وتكثيف الاستيطان في القدس* اسرائيل تطالب الادارة الامريكية بعدم تقديم تعهدات لعباس بخصوص الحل الدائم

شارون يهيئ اليهود الامريكيين لامكانية صدام مع واشنطن
يسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من خلال زيارته الى الولايات المتحدة التي بدأت اليوم الاحد الى اعداد اليهود الامريكيين لامكانية حدوث صدام بين اسرائيل والادارة الامريكية بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية اليوم ان شارون سيلتقي خلال زيارته الى الولايات المتحدة بعدد كبير من قيادات المنظمات اليهودية الامريكية وعلى رأسها المنظمة اليهودية الامريكية لمساندة اسرائيل (إيباك) التي سيتحدث امام الف من اعضائها يوم الثلاثاء القادم في واشنطن.

واضافت الصحيفة ان شارون سيشدد امام مستمعيه اليهود الامريكيين على ان "لا نية له بتاتا ببدء مفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم".

ويتذرع شارون بشكل متواصل انه لن تكون هناك مفاوضات مع الفلسطينيين على الحل الدائم "قبل ان ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم وفقا لخارطة الطريق وقبل وقف مظاهر العنف ةالتسلح من جانب الفصائل الفلسطينية".

ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصادر امنية اسرائيلية تكرارها لادعاءات مفادها ان الفصائل الفلسطينية تعزز قوتها المسلحة في ظل التهدئة.

كذلك سيسعى شارون خلال زيارته الى الولايات المتحدة الى تجنيد اليهود الامريكيين لعدد من القضايا على رأسها الهجرة الى اسرائيل والاستيطان في القدس.

وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية اليوم ان شارون يسعى الى احضار مهاجر مليون يهودي لتوطينهم في اسرائيل خلال السنوات الـ15 القادمة.

كذلك يسعى الى "تعزيز مكانة القدس كمركز ثقافي-روحاني لليهود في العالم وزيادة الوجود اليهودي في القدس".

كما يطالب شارون الادارة الامريكية بمساعدات مالية واليهود الامريكيين بالتبرع لصالح مخطط تطوير منطقتي الجليل والنقب في شمال وجنوب اسرائيل.

من جهة اخرى اجمعت تقارير صحفية اسرائيلية على ان شارون لن يجري محادثات سياسية مع مسؤولين في الادارة الامريكية لكن هذه التقارير لفتت الى مشاركة وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس في اجتماع ايباك بعد غد الثلاثاء الى جانب شارون.

وسيغادر شارون واشنطن عائدا الى اسرائيل يوم الاربعاء القادم وهو اليوم ذاته الذي يتوقع ان يصل فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى العاصمة الامريكية للقاء الرئيس الامريكي جورج بوش في اليوم التالي.

وسيسبق وصول ابو مازن الى واشنطن لقاءات سياسية اسرائيلية-امريكية بين رايس ومستشار الامن القومي الامريكي ستيف هيدلي من جهة ومستشار شارون دوف فايسغلاس الذي سيصل واشنطن بعد غد الثلاثاء.

وقالت هآرتس ان اسرائيل ستطالب الادارة الامريكية في هذه المحادثات بعدم منح السلطة الفلسطينية تعهدات سياسية اضافية "طالما ان ابو مازن لا يحارب الارهاب".

وتخشى اسرائيل ان يصدر عن لقاء بوش وابو مازن تصريحات امريكية تتعلق بطبيعة المفاوضات والحل المستقبلي بين اسرائيل والفلسطينيين بادعاء ان هذا "سيثقل على شارون في الحلبة السياسية الاسرائيلية قبل تنفيذ فك الارتباط".

وتأتي هذه التحسبات الاسرائيلية، بحسب هآرتس، على اثر ورود معلومات من واشنطن الى اسرائيل تفيذ بان الادارة الامريكية تنوي اطلاق تصريحات مؤيدة للموقف الفلسطيني "لتعزيز مكانة ابو مازن في الاراضي الفلسطينية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية خصوصا مقابل تعزيز قوة حركة حماس".

لكن مصادر سياسية اسرائيلية قالت ان هناك خلافات في الرأي بين المسؤولين الامريكيين حول "منح ابو مازن تعهدات سياسية خلال لقائه مع بوش حول حجم هذه التعهدات".

وفي هذه الاثناء افادت صحيفة معاريف الاسرائيلية اليوم بان اصواتا تتعالى في صفوف كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي تطالب بتأجيل موعد البدء في تنفيذ خطة فك الارتباط.

وكان شارون ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤل موفاز قد وقعا الخميس الماضي على اوامر تقضي بتأجيل البدء في تنفيذ اخلاء المستوطنات في قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية واعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في هاتين المطقتين من 20 تموز/يوليو الى 15 اب/اغسطس.

لكن صحيفة معاريف نقلت اليوم عن ضباط كبار قولهم ان الموعد الجديد لبدء تنفيذ فك الارتباط "سيء جدا بالنسبة لاسرائيل".

واضافت الصحيفة ان ضباط اسرائيليين كبار اشاروا في اجتماعات مغلقة عقدها الجيش الاسرائيلي مؤخرا الى ان "الجهات المدنية المفوضة بايجاد حلول سكن وعمل للمستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم ليست مستعدة لذلك بعد".

ووفقا لمعاريف فان السبب الاساسي للمطالبة بتأجيل تنفيذ فك الارتباط هو "تجدد النشاط المسلح لحركة حماس".



من جانبه اعلن الناطق العسكري الاسرائيلي ان لا اساس من الصحة للخبر الذي نشرته صحيفة معاريف وانه لم يتم طرح موقف كهذا لم يطرح حتى في مداولات مغلقة للجيش.

واضاف الناطق العسكري الاسرائيلي ان الحديث عن تأجيل البدء في تنفيذ فك الارتباط لا يعكس موقف الجيش الاسرائيلي.

رغم ذلك نقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم قوله اليوم انه "ربما ستكون هناك حاجة الى تأجيل تنفيذ خطة فك الارتباط في حال عدم الحفاظ على الهدوء".

الا ان التقديرات في اسرائيل تشير الى ان الولايات المتحدة لن تسمح لاسرائيل بتأجيل تنفيذ فك الارتباط مرة ثانية.

التعليقات