31/10/2010 - 11:02

"ضمانات بوش مقابل تجميد الاستيطان لشهور معدودة"

"نتانياهو بحاجة إلى "إنجاز سياسي ملموس"، ولذلك فهو يطال بالإدارة الأمريكية بالمصادقة مجددا على رسالة الضمانات التي قدمتها بوش إلى شارون"..

 
عنونت "يديعوت أحرونوت" صحفتها الرئيسية اليوم بالحديث عما أسمته "شرط نتانياهو لتجميد الاستيطان" لشهور معدودة.
 
وأشارت في صفحتها الرئيسية إلى أن نتانياهو ينوي مطالبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالمصادقة على رسالة بوش بشأن ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل في إطار الحل الدائم.
 
وفي التفاصيل كتبت الصحيفة أنه من أجل إقناع الوزراء لتأييد تمديد التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربية، فإن نتانياهو بحاجة إلى "إنجاز سياسي ملموس"، ولذلك فهو يطالب الإدارة الأمريكية بالمصادقة مجددا على رسالة الضمانات التي قدمتها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية وصفت بأنها مطلعة على الاتصالات الجارية بين نتانياهو وأوباما، بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول انتزاع التزامات أمريكية واضحة وقاطعة، بحيث يستطيع أن يعرضها على وزراء حكومته في حال عمد إلى تمديد تجميد البناء في المستوطنات لشهور أخرى معدودة. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق مع الإدارة الأمريكية.
 
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي بوش كان قد قدم لشارون في 14نيسان/ ابريل من العام 2004 رسالة ضمانات، قبل أكثر من سنة من تنفيذ خطة فك الارتباط عن قطاع غزة.
 
وتضمنت رسالة الضمانات أن تدعم الولايات المتحدة الموقف الإسرائيلي والذي بموجبه فإن التغييرات الديمغرافية التي حصلت في الأراضي المحتلة عام 1967 تؤخذ بالحسبان لدى قيام الطرفين بترسيم الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. وبكلمات أخرى فإن إسرائيل تستطيع أن تضم إليها الكتل الاستيطانية التي تشتمل على الأغوار و"غوش عتسيون" و"غوش أرئيل كيدوميم" و"معاليه أدوميم" و"كريات أربع" و"غوش عوفرا – بيت غيل".
 
كما صرح بوش في رسالته بأن الولايات المتحدة تنفي حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى الديار التي هجروا منها، وأنه بإمكانهم العودة فقط إلى الدولة الفلسطينية لدى قيامها.
 
وبحسب الصحيفة فإن إدارة أوباما تنكرت لالتزام بوش، وخاصة بشأن الكتل الاستيطانية. وبحسبها فإن الإدارة الأمريكية تعتقد أنه على إسرائيل الانسحاب إلى حدود 67 في إطار الحل الدائم، وتوافق على اقتراح السلطة الفلسطينية بأن يكون ضم الكتل الاستيطانية لإسرائيل مقابل مساحات مساوية في النقب في إطار تبادل أراض.
 
ويدعي نتانياهو وممثلوه أمام الإدارة الأمريكية أن رفض أوباما لرسالة الضمانات التي قدمها بوش لشارون يزرع الشكوك في التعهدات التي تقدمها الإدارة الأمريكية الحالية لتشجيعه على أن يطلب من وزرائه الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني لعدة شهور أخرى.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن ادعاءات نتانياهو تلقى آذانا صاغية لدى كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
 
 
وتناولت "يديعوت أحرونوت" تصريحات أوباما، مقارنة مع رسالة بوش في 3 قضايا:
الكتل الاستيطانية وحق العودة والحرب على "الإرهاب".
 
وأشارت إلى أن تصريحات أوباما تتضمن انسحابا إسرائيلية إلى حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 مع إمكانية تبادل مناطق يتم بموجبها ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل مقابل مساحات في النقب تسلم للسلطة الفلسطينية. في حين تضمنت رسالة بوش أنه في إطار الحل الدائم فإن الكتل الاستيطانية تبقى تحت سيطرة إسرائيل، حيث جاء فيها "على ضوء الواقع الجديد على الأرض، بما في ذلك وجود الكتل الاستيطانية، فمن غير الواقعي توقع الانسحاب الكامل والشامل إلى حدود الهدنة عام 1949. وإن الحل الدائم يتم التوصل عليه على أساس تغييرات تعكس الواقع تكون مقبولة على الطرفين".
 
كما أشارت إلى الموقف من حق العودة، وكتبت أن أوباما لم يتحدث بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، في حين أن إسرائيل قلقة جدا من أنه لم ينف علانية مطالب اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى الديار التي هجروا منها. وفي المقابل أشارت إلى رسالة بوش والتي تضمنت أن حق العودة يكون فقط إلى الدولة الفلسطينية. حيث جاء في الرسالة إن "الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وسلامتها كدولة يهودية، وإن الإطار الواقعي والمتفق عليه والمنطقي لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين في إطار الحل الدائم يكون عن طريق إقامة دولة فلسطينية، وتكون عودتهم إليها وليس إلى إسرائيل".
 
أما بالنسبة لـ "الحرب على الإرهاب"، فقط طالب اوباما بوقف "الإرهاب"، وقال إنه "على الفلسطينيين نبذ العنف، والمقاومة بوسائل عنيف ليست صحيحة ولن تنجح. العنف ليس دلالة على الشجاعة، وليس كذلك القدرة على إطلاق صواريخ على أطفال نائمين أو تفجير حافلات في داخلها نساء مسنات" (من خطاب أوباما في القاهرة في العام الماضي).
 
في المقابل فقد تضمنت رسالة بوش "على الفلسطينيين الالتزام بوضع حد للنشاط المسلح ولكل عملية عنيفة ضد إسرائيليين في كل مكان. وكذلك على المؤسسات الفلسطينية الرسمية أن تضع حدا للتحريض ضد إسرائيل".

التعليقات