31/10/2010 - 11:02

غيورا آيلاند: إذا ما اندلعت حرب في الشمال لن تكون نتائجها مختلفة عن حرب عام 2006

حالوتس يدافع عن قرار الحرب في تموز 2006 ويعترف بأن مخطط الحرب ليس وليد عملية الأسر * آيلاند لا مناص من شن الحرب على دولة لبنان

غيورا آيلاند: إذا ما اندلعت حرب في الشمال لن تكون نتائجها مختلفة عن حرب عام 2006
قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا آيلاند إن نتائج جولة ثالثة مع حزب الله لن تكون مختلفة عن نتائج حرب عام 2006، وقال في يوم دراسي بمناسبة مرور ثلاث سنوات على العدوان الهمجي على لبنان والحرب الفاشلة، إن الجانبين استخلصا عبر الحرب، وأن الخيار أمام إسرائيل إذا ما اندلعت مواجهة هو شن الحرب على لبنان كله.

وقال آيلاند في اليوم الدراسي الذي عقد في معهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إنه كان هناك فجوة بنيوية كبيرة بين توقعات المستوى السياسي وقدرات المستوى التنفيذي في حرب لبنان الثانية. وأضاف: " كلما بدت الحرب أكثر كحرب اختيارية يرفع المستوى السياسي سقف التوقعات. وكلما كان سقف التوقعات أكبر تكون الفجوة أكبر. وإحدى مشاكل حرب لبنان الثانية أنها أنتجت فجوات بشكل سريع".

وقال آيلاند إن أهداف الحرب «لم تكن واضحة»، مضيفا: " كان هناك ميل للانشغال أكثر في الجانب الآخر، وأقل من اللازم في التعرف على قدرات الجيش وميزان القوى العسكري. ولم يتم إيلاء الاهتمام الكافي لهذا الموضوع. وهكذا نتجت الفجوات بين ما يمكن تحقيقه وبين ما لا يمكن. ولم يأخذوا بالحسبان ميزانيات الجيش".

وأضاف آيلاند: يجب بدء العملية السياسية قبل العسكرية. كان ينبغي أن نعرض على الأمريكيين صورة الوضع. لكن أولمرت تجنب الحديث عن الساحة اللبنانية مع الأمريكيين حال تسلمه منصبه. أما في حملة «الرصاص المصبوب» فقد أعد سياسيا للحرب وحذر الفلسطينيين، ومهد لها مع دول العالم.

وعن احتمال اندلاع حرب أخرى في الشمال قال آيلاند: "إذا اندلعت يوم غد حرب لبنان الثالثة فلن تكون إلى حد كبير مختلفة في نتائجها عن حرب لبنان الثانية. الجانبان استخلصا العبر. وإذا ما فتحت النار مرة أخرى من لبنان لن يكون أمامنا مناص إلا محاربة دولة لبنان والمس بكل شيء له علاقة بقدراته العملانية للحرب".


حالوتس يدافع عن قرار الحرب في تموز 2006 ويعترف بأن مخطط الحرب ليس وليد عملية الأسر


بعد ثلاث سنوات من الحرب العدوانية على لبنان في صيف عام 2006 دافع رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس عن قرار الحرب وإدارتها وقال إنه في نفس الظروف وفي نفس المعطيات ما كان سيتصرف بطريقة مختلفة. واعترف حالوتس بأن مخطط الحرب كان جاهزا منذ وقت طويل قبل تموز 2006.

وبدفاعه عن الحرب التي أطاحت به، وتبريرها يدافع حالوتس عمليا عن نفسه في وجه الانتقادات الشديدة التي توجه له منذ ثلاث سنوات وتحميله جزءا مركزيا من فشل الحرب، والارتباك في مجرياتها.

واعترف حالوتس في كلمة ألقاها في مؤتمر عقد في معهد بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب بمناسبة الذكرى الثالثة لحرب لبنان الثانية أن «سير العمليات التي اقترحها في 12 تموز 2006 تبلورت لديه على مدى وقت طويل». مشيرا إلى أنها « ليست وليدة عملية الأسر».

وقال حالوتس أن نظرية الحرب اعتمدت على توجيه ضربات موجعة غير متوقعة في شدتها، مضيفا: "كانت الغاية مهاجمة حزب الله بطريقة غير متوقعة في شدتها، وينطوي ذلك على رسالة بأن الثمن الذي جبي يفوق احتمال الربح".

وتابع أنه كان يمكن التغاضي عن الرد، أو الرد بعملية محدودة، أو الانتظار والاستعداد، إلا أنه استثنى الاحتمال الأخير قائلا «في واقعنا لا يمكن أن يحدث ذلك». ودافع حالوتس عن قرار الحرب ووصفه بالخطوة الصحيحة. وقال إن أهداف الحرب كانت متواضعة وأنها لم تهدف إلى إبادة أو سحق حزب الله.

وعدد حالوتس مواطن الخلل التي أدت إلى الإخفاقات في الحرب: عدم استدعاء قوات الاحتياط في الوقت المناسب من أجل التلويح بشن عملية برية في موعد مبكر. كما أشار إلى الخلل في التنسيق ونقل الأوامر بين مستويات القيادة المختلفة، علاوة على النقص الشديد في التدريبات.

ووجه حالوتس انتقادات غير مباشرة لوزير الأمن، إيهود باراك الذي صرح يوم أول أمس في مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرب بأن «استبسال الجنود غطى أكثر من مرة على أخطاء ايادتهم العليا"، قائلا إن ذلك يعتبر «استغلالا مهينا للتضحيات».

وتحدث حالوتس عما اعتبره «انجازات الحرب»، وقال إن «حرب لبنان كان لها تأثير استراتيجي». واعتبر أن الاتحتياطات الأمنية التي يتخذها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في تنقلاته إحدى إنجازات الحرب. وقال إن «سوريا ارتدعت وباتت تبحث عن قنوات تقارب مع العالم الغربي». وأضاف أنه «لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون التمرد في إيران هي تعبير عن أن الجمهور الإيراني قد ضاق ذرعا من تأييد بلادهم محور الشر، التأييد الذي جاء على حساب رخائهم».
وألقى نائب رئيس الأركان السابق موشي كابلنسكي كلمة في وقت سابق عدد فيها أسباب فشل الحرب: التقليصات في المزانية، العمليات الأمنية الجارية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والنقص في التدريبات.

وقال كابلنسكي إن قادة السرايا لم يتلقوا التدريبات، وضباط الكتائب قادوا وحدات دبابات دون أن يكون لديهم تجارب سابقة في هذا المضمار. وأشار إلى أن هناك وحدات احتياط لم تتلق تدريبات بنيران حية منذ ست سنوات.

يذكر أن في العدوان على لبنان استشهد نحو ألف مدني لبناني إلى جانب عشرات المقاتلين، وأصيب الآلاف، وفي الجانب الإسرائيلي قتل 44 مدنيا و 121 جنديا وأصيب نحو 850 جنديا بجراح متفاوتة قسم كبير منهم أصيبوا بإعاقات دائمة.




التعليقات