31/10/2010 - 11:02

فايسغلاس إلى واشنطن للضغط على الادارة كي تقوم بتعديل خارطة الطريق

شارون يستغل موجة العمليات الانتحارية لابتزاز الادارة الاميركية والضغط عليها كي تناقش تحفظات حكومته على الخارطة قبل الشروع بتنفيذها/ تعليق

فايسغلاس إلى واشنطن للضغط على الادارة كي تقوم بتعديل خارطة الطريق
بات من شبه المؤكد أن رئيس الحكومة الاسرائيلية سيستغل موجة العمليات الانتحارية الاخيرة التي امتدت من قطاع غزة وحتى القدس، مرورا بالعفولة، كي يعزز من ضغوطه على الادارة الاميركية كي تناقش وتقر التحفظات الاسرائيلية على خارطة الطريق، قبل الشروع بتنفيذها، الذي يبدو أنه سيعلق إلى أجل غير مسمى.

فما ان اجرى الرئيس الاميركي، جورج بوش، محادثته الهاتفية مع شارون، مساء اليوم، حتى اعلن مكتب رئيس الحكومة ان مدير المكتب المحامي دوف فايسغلاس، سيغادر الليلة الى واشنطن لاستئناف المباحثات مع الادارة الاميركية، والتي كان بدأها فايسغلاس مع المسؤولين في البيت الابيض والبنتاغون، بعد تسليم النسخة الرسمية من خارطة الطريق الى رئيس الحكومة.

وتتعلق مباحثات فايسغلاس، بشكل خاص، بالتعديلات التي تطالب اسرائيل بادخالها على خارطة الطريق، ومناقشة التحفظات التي قدمتها الحكومة الاسرائيلية الى الادارة منذ عدة أشهر.

وكانت الادارة الاميركية قد اعلنت، في اكثر من مرة، انها لن تقدم على تعديل الخارطة حاليا، وانها ستطالب الاطراف بالشروع بتنفيذها كما هي وبشكل متزامن، لكن الادارة الاميركية تراجعت عن اعلانها هذا عندما استسلمت للمطلب الاسرائيلي الداعي الى تهميش دور الرباعي الدولي في الاشراف على تطبيق الجوانب الامنية من خارطة الطريق. وقد نجحت الضغوطات الاسرائيلية، حيث قررت واشنطن تسلم رئاسة اللجنة التي ستشرف على تطبيق الجوانب الامنية للخارطة، كما قامت بتهميش قضايا جوهرية تتعلق بالمطلوب من اسرائيل، وخاصة في مجال الاستيطان، والتركيز على مطالبة الفلسطينيين بمحاربة التنظيمات الفلسطينية المسلحة. وهي المسألة التي بدأ بوش، من خلال محادثته مع ابو مازن، اليوم، الضغط باتجاهها، حيث دعاه الى تشديد محاربته لما أسماه "الارهاب" والسعي الى تعزيز قناة الحوار المباشر بينه وبين شارون.

واذا كان هناك من راوده الامل بأن الادارة الاميركية ستضغط على شارون كي يتبنى خارطة الطريق ويبدأ بتطبيقها، قبل موجة العمليات الاخيرة، فان ما يلوح في الأفق الآن هو ان نعش خارطة الطريق بات جاهزاً، وان تأجيل زيارة شارون الى واشنطن، وبالتالي تأجيل زيارة أبو مازن المنتظرة، والتي لن تتم قبل زيارة شارون، سيساهم في وأد هذه الخارطة، وهو الامر الذي ابدت جهات اميركية رسمية تخوفها منه اليوم، في تصريحات نشرتها "واشنطن بوست". فقد اعربت هذه الاوساط عن خشيتها بأن يؤدي تأجيل زيارة شارون الى فقدان فرصة دفع ما يسمى بـ"العملية السلمية" في المنطقة. ويبدو أن شارون يفهم جيدا ما الذي يفعله، والا لما كان قد أجل زيارة اخرى الى البيت الابيض، ستكسبه المزيد من الدعم الاميركي لسياسته العدوانية والاستيطانية المغامرة.

التعليقات