31/10/2010 - 11:02

في خطة لفنات لتسييس الجهاز التعليمي: تغييب الفلسطينيين تاريخاً وحضارة

الخطة ترسخ التعاليم الصهيونية والدينية اليهودية من خلال شطب جوانب هامة من تاريخ هذه البقعة من الارض، التي تبدو حسب مصطلحات لفنات وكأن اليهود احضروها معهم من المهجر

في خطة لفنات لتسييس الجهاز التعليمي: تغييب الفلسطينيين تاريخاً وحضارة
تواصل وزيرة المعارف الاسرائيلية، الليكودية ليمور لفنات، تسييس جهاز التعليم في اسرائيل وحشوه بمضامين صهيونية ويمينية تتفق والخط الذي تتبعه لفنات منذ تعيينها في هذا المنصب، خط ترسيخ التعاليم الصهيونية والدينية اليهودية وفرضها على كل الطلبة في المدارس الاسرائيلية، بما فيها المدارس العربية.

وحسب المعطيات المتوفرة فان الخطة التي طرحتها لفنات، مساء امس الاربعاء، تتضمن تدريس طلبة المدارس الاعدادية قرابة 100 مصطلح (تم حاليا نشر 94 منها) في التراث اليهودي والصهيونية و"الدموقراطية" الاسرائيلية. وقالت مصادر في وزارة المعارف ان قسما من المصطلحات التي يتضمنها باب التراث اليهودي، ستستبدل في المدارس العربية بمصطلحات دينية تخص العرب، اما المصطلحات الصهيونية الاخرى وما يسمى بمصطلحات "الدموقراطية" فستدرس للطلبة العرب اسوة باليهود، وسيتم امتحانهم فيها، ما يعني ان دراستها ستكون مسألة الزامية.

وفي مراجعة لقائمة المصطلحات الني سيتم تدريسها في باب الصهيونية، يتضح ان لفنات تسعى الى تسيير ذاكرة الطلبة اليهود والعرب وتحديد ما الذي يتحتم عليها ان تحفظه وترسخه وما عليها ان تشطبه وتتجاهله. وهكذا نجد، على سبيل المثال، ان لفنات تشطب من ذاكرة الطلبة جوانب هامة من تاريخ هذه البقعة من الارض، التي تبدو حسب مصطلحات لفنات وكأنها لم تكن قائمة قبل هجرة اليهود عليها، او كأنهم احضروها معهم من المهجر او من المريخ.

وذكّر الصحفي الاسرائيلي يارون لوندون، في تعليق نشره في "يديعوت احرونوت"، صباح اليوم، ببعض المصطلحات والتاريخ الذي تريد لفنات شطبه من الذاكرة، ومن ذاكرة العرب بشكل خاص. فالطالب اليهودي والعربي، سيتعلم، على سبيل المثال، عن الهجرات اليهودية، باسمائها واشكالها، وعن قيام اسرائيل ونشيدها القومي وعلمها وشخصياتها الصهيونية بل وحروباتها، فيما لن يتعلم أي شيء عن الفلسطينيين، عن تاريخهم و نكبتهم، عن شخصياتهم التاريخية، عن الحكم العسكري الذي فرض عليهم قرابة 20 عاماً، ولا عن مصادرة اراضيهم ولا المذابح التي تعرضوا لها، ولا حتى عن الف سنة من الحكم الاسلامي في هذه البقعة من الارض.

في المقابل سيتعلم الطالب العربي عن البارون روتشيلد واليعزر بن يهودا وسارة اهرونسون وبنيامين هرتسل وحاييم فايتسمان وزئيف جابوتنسكي ودافيد بن غوريون وحانة سينش ومناحيم بيغين ويتسحاق رابين والراب ابراهام كوك والراب بن تسيون عزرائيلي والهجرات الصهيونية، من الاولى وحتى الخامسة، والهجرة الثانية، وعملية موشيه، وسفينة "اجوز". وسيتعلم عن العصابات الصهيونية التي حاربت وشردت شعبه ابان نكبة 1948، الهاجاناة والايتسيل وليحي وبلماح، اضافة الى الهستدروت الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية وصندوق ارض اسرائيل وتصريح بلفور واشكال الاستيطان والمؤتمر الصهيوني الاول واعلان قيام الدولة ومحاكمة ايخمان وغير ذلك من مصطلحات صهيونية.

اما في باب ما يسمى بـ"الدموقراطية" الاسرائيلية، فتسعى لفنات الى ترسيخ مقولة الدولة اليهودية، ولا يجري اي ذكر لوجود الشعب الاخر في هذه الدولة. ويتضمن هذا الباب، اضافة الى مصطلح "دولة يهودية ودموقراطية"، مصطلحات : وثيقة الاستقلال وقانون العودة والحق بالمساوة والنشيد القومي الاسرائيلي _هتكفا_ علم اسرائيل ورمزها ومؤسساتها الرئاسة والبرلمانية وسلطاتها القضائية والتشريعية والتنفيذية والانتخابات وغير ذلك من مصطلحات عامة.

يشار الى ان هذه الخطة، ستفرض على جهاز التعليم العربي في اسرائيل، تماما كما فرضت كل المناهج التعليمية، خاصة انه لم يتم التشاور مع المربين والمسؤولين العرب بشأن هذه الخطة وما تتضمنه.

التعليقات