31/10/2010 - 11:02

قائد المنطقة الشمالية يهدد بموديل «الضاحية الجنوبية» ضد القرى الجنوبية

يعرض قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، «عقيدة الحرب» في أي مواجهة جديدة مع حزب الله، وبما أن العدوان على لبنان انتهى بفشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب

قائد المنطقة الشمالية يهدد بموديل «الضاحية الجنوبية» ضد القرى الجنوبية
يعرض قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، «عقيدة الحرب» في أي مواجهة جديدة مع حزب الله، وبما أن العدوان على لبنان انتهى بفشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب التي خلفت دمارا هائلا في المنطقة الجنوبية وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وأوقعت مئات الضحايا المدنيين دون أن يقدم أي مسؤول إسرائيلي للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لا يتورع آيزنكوت عن التهديد بما يسميه «موديل الضاحية الجنوبية» ضد أي قرية جنوبية تنطلق منها الصواريخ على إسرائيل، بل ويقول أنها خطة عسكرية مصادق عليها.

ويقول آيزنكوت، الذي كان خلال الحرب رئيس شعبة العمليات في القيادة العامة، في مقابلة مطولة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن إسرائيل في الحرب القادمة في لبنان ستُفعل «عقيدة الضاحية»، ضد أي قرية تنطلق منها صواريخ باتجاهها، وستعتبر كل قرية جنوبية «موقعا عسكريا». ويضيف: في السطر الأخير إذا قصفوا من داخل القرى، فتلك هي خطة القيادة، نيران عنيفة جدا. ويوضح أيزنكوت أنه تم بناء قرية للتدريب شبيهة بالقرى الجنوبية في قاعدة «إلياكيم العسكرية».

ويضيف آيزنكوت الذي يعتبر أحد المرشحين لمنصب رئيس هيئة الأركان في الدورة القادمة: "ما حل بالضاحية الجنوبية عام 2006 سيحل في كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل. سنوجه إليها قوة غير متكافئة (تناسبية) ونلحق بها أضرارا ودمارا هائلا. من ناحيتنا سنعتبر تلك القرى قواعد عسكرية وليست مناطق مدنية. نحن نعرف أن حزب الله سينفذ قصفا أكثر اتساعا من الحرب الأخيرة وسنرد بالمثل. كل قرية تطلق الصواريخ على إسرائيل سننزل عليها قوة غير تناسبية ونسبب دمارا هائلا ". ولن نفرق كما في الحرب الأخيرة بين أهداف لحزب الله وأخرى للحكومة.

ويقول آيزنكوت أن ما أتحدث عنه ليس توصيات بل خطة مصادق عليها. لن نعمل بعد الآن على اصطياد منصات الإطلاق، فهذه خطوة عبثية، حينما يكون في الجانب الآخر آلاف الصواريخ والقذائف لا يمكنك أن تصطادها، يمكن الانبهار بعملية هنا أو أخرى هناك ولكن الجبهة الداخلية ستتعرض للقصف.

ويقول آيزنكوت إن هناك فشلين رئيسيين في حرب لبنان الثانية: الأول أننا لم نقصر الحرب. والثاني أننا سمحنا خلال 33 يوما لأن نتعرض للقصف الصاروخي، القصف الأكثر كثافة منذ حرب الاستقلال. ويتابع: "والاستنتاج هو: حينما تندلع الحرب القادمة يجب أن تحسم بسرعة وبقوة، دون إيلاء أهمية للرأي العام العالمي. لدينا القدرة لتنفيذ ذلك، لدي قوة هائلة بالمقارنة مع ما كان، ليس لدي أي تبرير لعدم تحقيق الأهداف التي تلقى على عاتقي.

ويُسأل آيزنكوت، هل الخطة سارية أيضا على سوريا؟ فيقول: " نعم في سوريا يدركون جيدا أن ما قمنا به في الضاحية نعرف كيف ننفذه عندهم. كل ما قلته عن حزب الله بشأن العقاب وتوجيه الضربات الموجعة صحيح أيضا بأضعاف مقابل دولة لديها مراكز قوة".

ويقر بأن إسرائيل قصفت المنطقة الجنوبية بعنف شديد وقصفت الجنوب بشكل واسع وعنيف ودمرت 120 ألف منزل. فيُسأل آيزنكوت: ولكنهم واصلوا قصفهم؟ فيجيب: " حزب الله يدرك جيدا أن القصف من داخل القرى سيؤدي إلى دمارها. قبل أن يصدر نصر الله(الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله) التعليمات بإطلاق النار على إسرائيل سيحتاج إلى التفكير 30 مرة إذا كان سيدمر قاعدة التأييد له في القرى. هذا ليس أمرا نظريا بالنسبة له. إمكانية إلحاق الأذى بالسكان هي الرادع الأساسي لنصر الله والسبب من وراء الهدوء في السنتين الأخيرتين.

وعن رد حزب الله على اغتيال القائد العسكري عماد مغنية يقول آيزنكوت: ليس لدينا في الوقت الراهن إنذار محدد ، قاعدة الافتراض لدي، ودو علاقة لما يقولونه، هو مواجهة سلسلة تهديدات معينة. أهمها تخطيط عملية اقتحام لقرية وإلحاق الأذى بالسكان. وعن البديل لمغنية يقول: من منطلق معرفتي لحزب الله، لا يوجد أحد يمكنه أن يكون بديلا، كانت تلك ضربة هائلة، برأيي هم يتواجدون منذ ذلك الوقت في مكان آخر تماما".

ويقول إن «المحميات الطبيعية(قواعد الإطلاق في المناطق الجبلية)» انتهت. من الآن فصاعدا قل "قرية صواريخ أرض أرض" كل قرية هي موقع عسكري مع مركز قيادة ة ومركز استخبارات ومركز اتصالات. عشرات الصواريخ مخبأة في المنازل، في الطوابق الأرضية وعلى بيوت أدراج الأسطح، وتدار القرى من قبل رجال حزب الله. بكل قرية حسب حجمها يوجد عشرات النشطاء المحليين وإلى جانبهم مقاتلون من الخارج. وكل شيء جاهز لحرب دفاعية ولإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

ويضيف: "حينما تصدر التعليمات، سيشنون غارات صاروخية بحجم أوسع مما شهدناه في الحرب الأخيرة . يمكنك اليوم رؤية الجدران التي تختبئ خلفها الصواريخ، وهي معدة للإطلاق. وفي الوقت المناسب سيتم إسقاط الجدران وتطلق الصواريخ. ويتابع: "كل هذا النظام مدعوم من إيران التي تستثمر هناك مئات ملايين الدولارات في السنة، في المعدات والتدريب والقيادة المباشرة. يمكننا رؤية رجال الجيش الإيراني يتجولون في المنطقة ويصادقون على خطط عملانية. في السنتين الأخيرتين أجرى حزب الله تدريبات على مستوى الوحدات، أرسل أناسا للتدريب في إيران، يزيدون قدرتهم على القيادة وبالتأكيد يستخلصون العبر ويسألون الأسئلة. من ناحية أخرى لدينا اليوم صورة استخبارية أفضل من عام 2006. فقد نقلنا جزءا من الموارد للساحة اللبنانية. نحن نجمع معلومات بشكل أكثر جدية والتغطية أكثر جدية، تلك إحدى الدروس التي تعلمناها بالطريقة الصعبة.

التعليقات