لن تنتظر اسرائيل: الكنيسة اليونانية تكرس البطريارك الجديد، اليوم

من المتوقع أن تعلن الكنيسة اليونانية الاورثوذوكسية في القدس، الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم (الثلاثاء)، رسميًا عن تكريس البطريرك ثيوفيلوس الثالث خلفا للبطريارك المقال ايرينياوس الأول – وذلك بعد أن يئست من مماطلة الحكومة الإسرائيلية بصدد الموافقة على البطريارك الجديد.

وكان ايرينياوس أقيل اثر فضيحة بيع املاك تابعة للبطريركية في البلدة القديمة في القدس الى جماعات يهودية. وبين هذه المباني "فندق امبريال" و"فندق بترا". ويعتبر المؤجرون من المقربين جدًا إلى جمعية "عطيرت كوهانيم"، وهي منظمة يمينية من المستوطنين اليهود، تعمل على تكريس الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية. وكان نيكولاس باباديماس (30 عامًا) المستشار في القسم المالي في الكنيسة، والذي عينه البطريارك شخصيًا في هذا المنصب، هو من وقع تلك الاتفاقيات.

وبالرغم من أن ايرينياوس أنكر التهم الموجهة إليه، إلا أنه تم عزله من منصبه ومع ذلك فإنه يرفض مغادرة البيت الذي يسكن فيه والبطرياركية ويعلن أنه هو البطريارك بدعم من اسرائيل التي توفر له حماية بوليسية خاصة.

يشار إلى أن تعيين بطريارك القدس يجب أن يصادق عليه من قبل حكومات اليونان وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية. وقد تم الاعتراف بالبطريارك الجديد في القدس من قبل جميع الحكومات، ما عدا حكومة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك فقد كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استضاف البطريارك الجديد في مكتبه في رام الله وتمنى له النجاح في منصبه الجديد. وبسبب عدم اعتراف إسرائيل بالبطريارك تيؤوبوليس، فإنه يمنع من التوقيع على عقود وإدارة أعمال البطرياركية في القدس.
يشار إلى أن شارون كان قد عين، قبل انشقاق الليكود، عضو الكنيست تساحي هانغبي، مسؤولا عن هذا الملف. وقال هنغبي في حينه إن الحكومة الإسرائيلية تعارض تعيين ثيوفيلوس الثالث و"تنتظر معلومات أخرى عن تطورات في الوضع"!

وكانت الحكومة الإسرائيلية عينت يوم الأحد الأسبق لجنة وزارية مكونة من خمسة وزراء وموظفي حكومة كبار، للتباحث في قضية البطرياريكة اليونانية الاورثوذكسية في القدس. هذا في الوقت الذي عقب فيه هنغبي على نية البطرياركية تكريس ثيوفيلوس الثالث، اليوم بشكل رسمي، قائلا ان "التعيين غير قانوني طالما لم توافق عليه إسرائيل"، مدعيا ان "مراسم التكريس ستشكل مسًا صارخًا بالمحكمة العليا التي تنتظر الحكومة قرارها بهذا الشأن".

هذا في الوقت الذي يقول فيه المسؤولون في الكنيسة، إن مراسم التكريس تعتبر "امرا داخليا للكنيسة، وليس لحكومة إسرائيل اي دخل فيه".

وعلم انه من المتوقع مشاركة نائب وزير الخارجية اليوناني باناتيوتيس سكاندلاكيس، ومسؤولون كبار في الحكومة اليونانية وأعضاء في البرلمان الأردني ومسؤولين أردنيين وفلسطينيين، بالإضافة الى رجال دين كبار من قبرص وروسيا وبولندا وبلغاربا وتشيكيا وغروزيا وصربيا والبانيا في مراسم التكريس.