31/10/2010 - 11:02

محكمة عسكرية اسرائيلية تبرئ الضابط "ر" من جريمة قتل الطفلة الفلسطينية ايمان الهمص

الشهيدة ايمان الهمص كانت في طريقها الى مدرستها، صباح الخامس من اكتوبر 2004، وحين اقتربت من موقع غيريت، اطلق عليها الجنود النيران وتحقق المتهم من مقتلها بافراغ ذخيرة بندقيته بجسدها

محكمة عسكرية اسرائيلية تبرئ الضابط
برأت محكمة عسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الاسرائيلي امس الثلاثاء الضابط "ر" الذي اتهم بقتل الطفلة الفلسطينية ايمان الهمص في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2004 في جنوب قطاع غزة.

وكانت النيابة العسكرية الاسرائيلية قد اتهمت "ر" باستخدام السلاح بشكل غير قانوني من خلال افراغ ذخيرة سلاحه الاوتوماتيكي في جثة الهمص منفذا عملية "تثبيت قتل".

كما اتهمت النيابة العسكرية "ر" بتشويش مجرى القضية بعدما افاد جنود تحت امرته بانه طالبهم بتغيير افاداتهم التي ادلوا بها اثناء التحقيق العسكري حول الحدث.

وكانت سلطات الجيش الاسرائيلي قد ادعت في حينه ان اطلاق النار على الهمص تم بعد اقترابها مسافة تزيد عن مئة متر من موقع عسكري اسرائيلي في جنوب القطاع.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان محاميي "ر" تمكنا من ابراز تناقضات في افادات شهود الادعاء والتي ادلوا بها خلال المحاكمة.

وادعى الشهود وهم جنود في الوحدة العسكرية التي يقودها "ر" انهم كذبوا في افادتهم التي ادلوا بها امام التحقيق العسكري وبالتصاريح المشفوعة بالقسم التي تم تقديمها الى المحكمة العسكرية من اجل التسبب باقالة الضابط "ر" من الوحدة.

وادعى محاميا "ر" ان ما ظهر على انه "تثبيت قتل" نفذه الضابط بجثة الطفلة الفلسطينية كان عمليا اجراء يعتمده الجيش من اجل "تحييد تهديد".

من جانبه نفى "ر" انه نفذ عملية "/تثبيت قتل/ عندما اطلق النار على جثة الطفلة من مسافة قريبة جدا".

من جهة ثانية زعم "ر" امام المحكمة انه تصرف في ذلك اليوم تحت تأثير عملية اطلاق النار التي نفذها مسلحون فلسطينيون في الاسبوع الذي سبق ذلك اليوم واسفرت عن مقتل ضابط وجنديين اسرائيليين في مستوطنة موراغ في جنوب القطاع.

ومضى "ر" قائلا انه كان اول ضابط اسرائيلي وصل الى المكان واخلى جثث العسكريين الاسرائيليين الثلاثة.

وقال في افادته امام المحكمة انه كان نائما عندما اقتربت الطفلة الهمص من موقع عسكري اسرائيلي تحت امرته بالقرب من شريط فيلادلفي الحدودي بين القطاع ومصر.

واضاف ان احد الجنود ايقظه وابلغه بان "مسلحا تسلل الى محيط الموقع" وان "الصورة التي حضرته" كان تسلل المسلحين الفلسطينيين من الاسبوع الذي سبق ذلك اليوم.


واستطرد "ر" قائلا "لم افكر بشيء سوى بصد الارهابي وابعاد الخطر والتأكد من عدم اختراق خط التماس".

وكانت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي قد بثت برنامجا حول قضية "ر" وعرضت فيه شريط تسجيل بصوته اثناء وقوع الحدث يظهر فيه اعتراف واضح لـ"ر" بانه نفذ عملية تثبيت القتل في جثة الهمص.

واوضحت القناة التلفزيونية ان الحوار في شريط التسجيل كان بين "ر" وبرج المراقبة في الموقع العسكري الاسرائيلي في رفح.

لكن الجيش الاسرائيلي تجاهل الشريط رغم ان لائحة الاتهام ضد "ر" تتضمنه.

وكانت صحيفة هآرتس وثقت نص شريط التسجيل الذي بثته القناة التلفزيونية الثانية في 22 تشرين الثاني/نوفمبر وقالت انه يسمع في هذه التسجيلات اصوات جنود في موقع المراقبة وان احد الجنود قال: "استلم: تعرفنا على عربية (على بعد) نحو مئة متر تحت الموقع".

ويرد على ذلك جندي اخر في موقع المراقبة: "ماذا رأيتم؟".

ويجيبه الجندي الاول: "رأيت... تسير على اثنتين (وهي عبارة يستخدمها الجيش في الاتصالات اللاسلكية لوصف انسان) 100 متر من الموقع".

وعندها يقول الجندي في موقع المراقبة: "ايجابي. انها فتاة صغيرة. انها تجري الان، تتوجه شرقا".

واضافت الصحيفة انه بعد اطلاق النار قال احد الجنود عبر شبكة الاتصال، "انها (أي الفتاة الهمص) وراء كومة التراب، على بعد نصف متر منها. ماتت من الخوف. الاصابات كانت بجوارها تماما، (على بعد) سنتيمترات منها".

وقالت هآرتس انه في مرحلة لاحقة، قال "ر"، عبر شبكة الاتصال، للجنود المتواجدين في الموقع العسكري: "استلم صورة الوضع: نفذنا اطلاق نار وقتلناها. ترتدي سروال جينس وبلوزة. كذلك تضع قافية (المقصود نقابا) على الرأس. وانا ايضا ثبتت القتل"!!

التعليقات