مخاوف إسرائيلية من تسلح إيران بصواريخ "أس 300"..

نقلت صحيفة "هآرتس" عن وكالة الأنباء الروسية قولها، يوم أمس الأربعاء، أن موسكو بدأت بتنفيذ عقد لتزويد إيران بصواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز "أس 300". وأضافت أن موسكو وطهران جددتا الاتصالات بينهما بشأن صفقة الصواريخ، وأنها على وشك الخروج إلى حيز التنفيذ.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن مسؤول روسي كبير في الذراع الفدرالي للتعاون العسكري قوله إن التعاون العسكري مع إيران قد عزز الاستقرار في المنطقة، وأن روسيا ستواصل تطوير هذا التعاون.

وأشارت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، قد وصل موسكو يوم أمس، وذلك لإجراء محادثات مع قادة الأجهزة الأمنية الروسية، وللتعبير عن قلق إسرائيل من نوايا روسيا تنفيذ الصفقة.

وتابعت الصحيفة أن هناك مخاوف كبيرة في إسرائيل في أعقاب تجدد المفاوضات بين روسيا وإيران. وبحسبها فإن منبع المخاوف هو أن موسكو كانت قد أبلغت إسرائيل قبل بضعة شهور بأنها لن تقوم بتنفيذ مثل هذه الصفقة.

يذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف، إيهود أولمرت، كان قد زار موسكو في مطلع تشرين الأول/ أوكتوبر، واجتمع مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، ووزير الخارجية سيرجي لافروف. وكان هدف الزيارة مطالبة روسيا بعدم تزويد إيران وسورية بهذه الصواريخ المتطورة. وبحسب "هآرتس" فإن الناطق بلسان الخارجية الروسية قد صرح بأن موسكو لا تنوي تزويد إيران بهذه الصواريخ.

وقالت الصحيفة إن سلسلة من المحادثات بهذا الشأن قد أجريت مؤخرا في داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وعلم أن وزير الأمن، إيهود باراك، قد طالب بالتوجه إلى المستويات السياسية العليا في روسيا، واستيضاح حقيقة الأمر.

كما لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تنظر إلى هذا الموضوع بحساسية عالية، خاصة في ظل حقيقة أن بيع الصواريخ لإيران يشكل ضغطا روسيا على الولايات المتحدة. وتخشى إسرائيل من قيام روسيا بالدفع بهذه الصفقة قدما مع دخول باراك أوباما إلى البيت الأبيض.

تجدر الإشارة إلى أن صواريخ "أس 300" تعتبر المنظومة الصاروخية الأكثر تطورا في العالم. والحديث هنا عن منصة إطلاق متحركة، ويمكن إعدادها للإطلاق خلال دقائق معدودة. وهذه الصواريخ قادرة على إصابة طائرات على ارتفاعات قصوى تصل إلى 30 كيلومترا، وبمدى يصل إلى 150 كيلومترا. علاوة على أن الرادار الخاص بهذه المنظومة قادر على تحديد عشرات الأهداف وإطلاق الصواريخ باتجاهها في الوقت نفسه.