31/10/2010 - 11:02

مركز الليكود يحسم الليلة قرار تقديم موعد الانتخابات التمهيدية ونسبة التصويت تفوق الـ 80%

اتهامات متبادلة حول التزييف* شارون: آمل أن يأتي المزيد * نتنياهو: اليوم سنقرر ما إذا كنا ليكود أم ميرتس* الشرطة تفتح تحقيقا للكشف عمن يقف وراء تخريب اجهزة الصوت*

مركز الليكود يحسم الليلة قرار تقديم موعد الانتخابات التمهيدية ونسبة التصويت تفوق الـ 80%
وأكدّت مصادر من مركز الليكود أن نسبة التصويت وصلت إلى 70% من أعضاء مركز الليكود في "غاني تعروخا" في مدينة تل أبيب اليوم حول اقتراح تقديم موعد الانتخابات التمهيدية للحزب أم لا.

هذا وأدلى كل من الخصمين أرييل شارون وبنيامين نتنياهو بصوتيهما. وقال شارون ممازحًا الصحفيين بعد التصويت: "هل حقًا أنتم تسمعونني؟" في إشارة إلى قيام البعض بقطع سلك مكبر الصوت عنه بالأمس اثناء خطابه في مركز الليكود.

وقال شارون: "آمل أن يأتي مصوتو الليكود اليوم من أجل التصويت ضد اقتراح تقديم موعد الانتخابات التمهيدية لأن هذا الإقتراح سيضر كثيرًا في الليكود".

هذا ووصل المرشح لرئاسة حزب الليكود بنيامين نتنياهو للتصويت وقال بعد التصويت مباشرة: "اليوم سيقرر أعضاء الليكود إذا كنا ليكود أم ميرتس. اليوم سيقرر أعضاء الليكود على الديمقراطية وان نضع الصراعات وراءنا ونتحد من وراء قرار الأكثرية"

ويجري التصويت وسط اتهامات متبادلة بين معسكري شارون ومنافسية بنيامين نتنياهو وعوزي لنداو حول من يتحمل المسؤولية عن كم فاه رئيس الحكومة اريئيل شارون، مساء امس، ومنعه من القاء خطابه في مركز الليكود. وفيما يتهم معسكر شارون المعسكرين المنافسين، نتنياهو ولنداو، بتعمد التخريب على خطاب رئيس الحكومة، يرد قادة هذين المعسكرين الاتهامات الى نحر شارون ويتهمون نجله عضو الكنيست عمري شارون بالذات بالوقوف وراء قطع التيار الكهربائي وتخريب اجهزة الصوت لكسب التأييد لوالده الذي تعرض الى موجة شديدة من الهجوم من قبل غالبية المتحدثين.

وقد تفجر اجتماع مركز الليكود مساء امس الأحد مع بدء خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون الذي لم يتمكن من قول الا كلمات معدودة قبل انقطاع اجهزة الصوت، وهو ما تعتقد الشرطة بأنه عملية تخريب متعمدة سيتم التحقيق فيها.

وقد غادر شارون قاعة الاجتماع غاضبا بعدما اهين مرتين خلال دقائق من على منصة مركز الليكود. فبعد انتهاء جميع المتحدثين من القاء خطاباتهم، توجه شارون نحو الميكروفون لالقاء خطابه، وقبل ان يتمكن من قول كلمة تم قطع التيار الكهربائي ، ما اضطره للعودة الى مقعده بانتظار اصلاح الخلل، وبعد عدة دقائق اعيد وصل التيار الكهربائي، فتوجه شارون الى الميكروفون مرة ثانية، لكنه ما كاد يقول "مساء الخير للجميع ونحن نعيش في دولة" حتى اعيد قطع التيار الكهربائي وكم فاه شارون ما اضطره للعودة الى مقعده مرة ثانية، ليغادر المنصة بعد دقائق دون القاء خطابه، ولتبدأ بالتالي موجة جديدة من الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية عن كم فاه شارون، والحاق اضرار بالاضاءة في قاعة الاجتماع في تل ابيب .

واكد مراقبون سياسيون وحزبيون انه لم يحصل امر كهذا من قبل. وقال عضو الكنيست روني بار أون ان نظام الاضاءة في قاعة الاجتماع قد انهار.

وافادت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان مجهولين قاموا باعمال تخريب متعمدة في خزانة الكهرباء بعدما اغرقوها بالماء.

وقال موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني ان مستوطنين سابقين في قطاع غزة اعلنوا مسؤوليتهم عن تخريب اجهزة الصوت والاضاءة ونقل عنهم قولهم ان "شارون قطعنا عن بيوتنا وها نحن نقطع عنه الميكروفون والحكم".

ويذكر ان مركز الليكود انعقد امس الاحد في تل ابيب بادئا مناقشة احدى القضايا الحاسمة في تاريخ هذا الحزب وهي تقديم موعد الانتخابات التمهيدية على رئاسة الليكود التي سيتنافس فيها كل من شارون ونتنياهو عضو الكنيست عوزي لانداو وسط تهديدات بانقسام الليكود.

الجدير بالذكر انه سبق خطاب شارون الذي لم يتم القاؤه قيام الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملية اغتيال بحق القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين محمد الشيخ خليل في غزة.

واعلن رئيس مركز الليكود الوزير تساحي هنغبي على الملأ ان الجيش الاسرائيلي اغتال قياديا في الجهاد الاسلامي وقال "اننا نحيي وزير الدفاع شاؤل موفاز".

وأكد المراقبون السياسيون الاسرائيليون ان توقيت عملية الاغتيال لم يكن مصادفة.

ورغم انفجار مركز الليكود وعدم تمكن شارون من القاء خطابه فقد تم توزيع خطاب شارون على الصحفيين واذيع على اثير الاذاعة الاسرائيلية العامة.

وجاء في خطاب شارون انه "يتوجب التقليل من الكلام والاكثار من الافعال هكذا تصرفت في الماضي وهكذا سأتصرف في المستقبل".

ولفت شارون الى التصعيد الامني الحاصل بين اسرائيل والفلسطينيين واصفا اياه "بالانتقال الحاد لكن هذا الواقع فرضه علينا الفلسطينيون".

وحول اجتماع مركز الليكود والتصويت على تقديم موعد الانتخابات جاء في نص خطاب شارون ان " هذا ليس تصويتا تقنيا وانما اجراء للاطاحة بي والتعبير عن حجب الثقة للطريق التي قاد بها الليكود الدولة وكل ذلك بسبب نزعات انتقام واطماع شخصية لا حدود لها" في اشارة الى نتنياهو.

واضاف نص خطاب شارون انه "علينا غدا (اليوم) اتخاذ قرار حول أي طريق سنختارها واي ليكود نريد وسوف نقرر اذا كان هذا ليكود يقع في قلب الاجماع القومي (المؤيد لخطة فك الارتباط بحسب شارون) ام ليكود متطرف يتم دفعه الى الهامش السياسي.

"هل سنكون حزبا حاكما وكبيرا ام حزبا صغيرا يفتقر الى التأثير ونبقى في المعارضة مثل ذلك الليكود الذي ورثته قبل ست سنوات" بعد خسارة نتنياهو في انتخابات 1996 لصالح ايهود براك من حزب العمل.

وتابع "لقد اقمت الليكود الحقيقي تحت زعامة مناحم بيغين وخدمت في حكومته عندما اقام ائتلافا مع حزب داش وتم ضم موشيه ديان الى الحكومة، الذي حارب الارهاب دون هوادة وحارب تسلح العدو بالسلاح النووي وهو الذي وقع معاهدة السلام مع مصر واتخذ القرار المؤلم القاضي بهدم واخلاء كل المستوطنات في سيناء.

"هذا هو الليكود الحقيقي وهو حركة كبيرة قومية ليبرالية وتعمل على توحيد صفوف الشعب ولا تخشى اتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات مؤلمة ولا تخضع امام ضغوط سياسية".
واضاف "هكذا فقط بالامكان ادارة شؤون الدولة والانتصار على الارهاب والتقدم نحو السلام من دون صراخ ولا شعارات".

واضاف شارون انه "بدلا من تبذير الوقت على المناكفة السياسية يتوجب علينا استغلال تأييد العالم لنا من اجل تعزيز امن اسرائيل واقتصادها.

"ولدينا فرصة اليوم غير مسبوقة وهي ان العالم صادق على موقفنا ومفادها انه من دون الامن لاسرائيل لن يكون هناك تقدما على المستوى السياسي وهذا ما تقوله خارطة الطريق التي يوافق عليها العالم ووافقت عليها الحكومة باغلبية اصوات وزراء الليكود.
"وبحسب خارطة الطريق فانه على الفلسطينيين القضاء على قواعد الارهاب وتفكيك التنظيمات الارهابية من اسلحتها واجراء اصلاحات شاملة ووقف التحريض وفقط اذا نفذوا ذلك سيكون بالامكان المضي في طريق المفاوضات".

واضاف شارون ان "العالم يمارس الضغوط على الفلسطينيين لتنفيذ كل ذلك بعد ان اثبتت اسرائيل جدية نواياها لتحقيق السلام وفقط اذا اوقف الجانب الفلسطيني مرة واحدة والى الابد حرب الارهاب والتحريض ضد اسرائيل عندها يمكننا التقدم نحو مفاوضات سياسية".

الجدير بالذكر أن الامر البارز في خطاب شارون الذي لم يلقيه هو انه لم يتعهد بالبقاء في الليكود في حال خسر المعركة غدا وتقرر تقديم موعد الانتخابات التمهيدية وهو ما يعتبره شارون اطاحة به.

وسبق ذلك خطابا القاه خصم شارون الاساسي عضو الكنيست بنيامين نتنياهو الذي تساءل في بداية خطابه امام مركز الليكود "هل نحن يسارا من ميرتس (حزب اليسار في اسرائيل)؟
"هذا هو السؤال.
"لكن نحن الليكود (حزب اليمين) وليس ميرتس".
ودعا نتنياهو الى تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في الليكود "يتوجب الحسم الان".
وهاجم نتنياهو شارون "قلت انه يسار ميرتس لان عمرام متسناع (رئيس حزب العمل السابق) قال انه سيخلي مستوطنات معدودة في اشارة الى اخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية في اطار خطة فك الارتباط التي عارضها نتنياهو.

وقال نتنياهو "لقد اقتلعوا عائلات باكملها من بيوتها وموتى من قبورها واحرقت كنس وكل ذلك من دون اتفاق ومن دون مقابل".
واضاف "لاسفي الجواب واضح وهو تماما كما حذرت اجهزة الامن.
"لقد سيطرت حماس على قطاع غزة وتم القضاء على السلطة الفلسطينية وتم استباحة شريط فيلادلفي.
"طريق سريع للارهاب تدخل اسلحة فتاكة الى القطاع اضافة الى استباحة سيناء كمنطقة منزوعة السلاح" في اشار الى الاتفاق مع مصر حول انتشار 750 جنديا مصريا عند شريط فيلادلفي بين مصر وقطاع.

ودخل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وسط تصفيق حار وهتافات اعضاء في مركز "أريك ملك اسرائيل".
ولفتت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى ان غالبية اعضاء مركز الليكود لم يحضروا افتتاح اعمال مركز الليكود اليوم وذلك لان الحسم في قضية تقديم موعد الانتخابات سيتم غدا الاثنين.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في خطاب امام مركز الليكود ان تقديم موعد الانتخابات التمهيدية سيؤدي الى صعود اليسار الى الحكم.
وتساءل شالوم "هل نحن انتحاريون شيعة؟"
واعتبر شالوم ان التنافس في الليكود في العام 1992 ادى الى فقدان الليكود للحكم لصالح حزب العمل "وتم زرع بذور اوسلو والدولة الفلسطينية واحضار (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات الى منطقتنا".

من جانبه قال عضو الكنيست عوزي لانداو "هل نطيح بك؟ أريك (شارون) لقد اضحكتني".
واضاف موجها كلامه الى شارون "لقد اطحت باعضاء الليكود الذين قرروا في الاستفتاء" الذي جرى بين اعضاء الليكود ورفض خطة فك الارتباط.
واضاف لانداو "لقد سمعنا خطابك في الامم المتحدة وسمعنا كيف ان قلقك كان على الفلسطينيين.
"انت لا تعتبرنا (ضمن ناخبيك) وتطلب ان تترأس الحزب وكأن مواقف ميرتس (حزب اليسار في اسرائيل) هي مواقفنا".

التعليقات