31/10/2010 - 11:02

مسؤولون في الجيش يحذرون من أبعاد سياسة العقاب الجماعي المنتهجة ضد الفلسطينيين

المسؤولون يتهمون شارون وموفاز بالمسؤولية عن فشل حكومة ابو مازن، بسبب عدم التجاوب مع مطالبه ويحذرون من تكرار الخطأ ذاته مع ابو العلاء

مسؤولون في الجيش يحذرون من أبعاد سياسة العقاب الجماعي المنتهجة ضد الفلسطينيين
تنشر الصحف الاسرائيلية الرئيسية الثلاث ("هآرتس" و"معاريف" و"يديعوت احرونوت")، اليوم الاربعاء، تصريحات ادلى بها احد المسؤولين الكبار في الجيش الاسرائيلي والذي وجه انتقادات شديدة اللهجة الى اسلوب تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الحكومة الفلسطينية، محذرا من ابعاد العقاب الجماعي الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين، خاصة في مجالي الاغذية والتسهيلات، الامر الذي ادى حسب رأي هذا المسؤول، الى انهيار حكومة ابو مازن، ومن شأنه أن يؤدي الى انهيار حكومة ابو العلاء، ايضا.

ونقلت الصحف الثلاث عن المسؤول العسكري قوله "انه على الرغم من اقتناع الجيش بأن عرفات هو المسؤول الاساسي عن فشل رئيس الحكومة الفلسطينية السابق محمود عباس (ابو مازن)، الا انه كان يمكن لاسرائيل ان تساعد ابو مازن على الوقوف في وجه عرفات"، على حد تعبير الصحيفة.

وقال المسؤول العسكري ان اسرائيل تعاملت ببخل مع مطالب الفلسطينيين الذين دعموا في حينه حكومة ابو مازن ووقفوا ضد "الارهاب". وحسب المصدر، كان يمكن لاسرائيل ان تبدي سخاء اكبر في الخطوات المتحولة، كالاسراع بنقل السيطرة على المدن الفلسطينية الى ايدي السلطة. لكن شارون وموفاز وافقا على نقل السيادة على ثلاثة مدن، فقط، عشية انهيار وقف النار، الامر الذي اعتبر متأخراً.

وينتقد المسؤول العسكري قيام المسؤولين السياسيين بمناقشة مسألة طرد عرفات والتلويح بها. وبرأيه فإن من طالب بإبعاد عرفات، أعاده، عملياً إلى مركز الساحة السياسية، بينما كان يفضل الجيش الإسرائيلي "القضاء على عرفات بنعومة".

وحسب الصحف، تبدي الجهات العسكرية الاسرائيلية تفاؤلاً أقل تجاه حكومة أحمد قريع (أبو العلاء)، لكنها، مع ذلك، على قناعة تامة بأنه يحظر على إسرائيل تفويت هذه الفرصة أيضًا.

وبرأي هذا المسؤول فان العديد من الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي، من بينهم رئيس هيئة الأركان العامة، موشيه (بوغي) يعلون، يتهمون وزير الامن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، بعدم تنفيذ تعليمات رئيس الحكومة، أريئيل شارون، بشأن التخفيف من حدة الطوق العسكري المفروض على الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما يعتقد الضباط أن فرض حظر التجول لفترات طويلة يلحق ضررًا أمنيًا، لأنه يهدم الزراعة، ويزيد من مشاعر العداء والكراهية لإسرائيل ويقوي من مكانة التنظيمات المعادية لإسرائيل.

ويحذر المسؤول العسكري من ابعاد تشديد الحصار والعقاب الجماعي على الفلسطينيين، وحسب رأيه فان المسؤولين السياسيين يضحون بالمصلحة الاستراتيجية في سبيل معايير تكتيكية. وبرأي هذا المسؤول فان فشل ابو العلاء بتركيب الحكومة الفلسطينية المقبلة سيمنح الرئيس عرفات المزيد من القوة ويجعله المسيطر الوحيد ما يؤدي، حسب زعم هذا المسؤول الى انهيار السلطة الفلسطينية وتعاظم الفوضى.

التعليقات