31/10/2010 - 11:02

نتنياهو استخدم قضية البناء الاستيطاني في القدس لتأليب اليهود ضد أوباما وليبرمان يجند هتلر من أجل الاستيطان

الولايات المتحدة تعتزم دفع العملية السياسية في الشرق الأوسط على ثلاثة مسارات متوازية، الإسرائيلي اللبناني، الإسرائيلي السوري، والإسرائيلي الفلسطيني.

نتنياهو استخدم قضية البناء الاستيطاني في القدس لتأليب اليهود ضد أوباما وليبرمان يجند هتلر من أجل الاستيطان
ذكرت صحيفة "يديعوت" أحرنوت نقلا عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المستوى، أن رد رئيس الوزراء الإسرائيلي شديد اللهجة على «استفسار» الولايات المتحدة بشأن مشروع البناء الاستيطاني في فندق "شيفارد" أصابهم بالذهول واعتبروا أن رد نتنياهو العلني والمتشدد هو «لعبة سياسية» تهدف إلى تحريض يهود الولايات المتحدة على إدارة أوباما.

وتتهم الولايات المتحدة نتنياهو بتسريب معلومات سرية من مباحثات جرت بين الجانبين حول المشروع الاستيطاني في ضاحية الشيخ جراح. ويتضح أن الولايات المتحدة طلبت إيضاحات لا أكثر حول المشروع، فرد بتصريحات مدوية.
ووصف مسؤولون أمريكيون خطوة نتنياهو بأنها «مناورة غير منصفة» تهدف إلى تأليب اليهود في الولايات المتحدة ضد إدارة أوباما ودفعهم إلى ممارسة ضغوط عليها. وقال مسؤولون إسرائيليون إن « الانتقام الأمريكي على هذه اللعبة حتما سيأتي».

وفي نفس السياق بدأت الخارجية الإسرائيلية، بتعليمات من الوزير أفيغدور ليبرمان، باستخدام الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر في حملة إعلامية للدفاع عن الاستيطان في القدس المحتلة، ونشرت صورة تجمع المفتي أمين الحسيني مع هتلر.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن ليبرمان قرّر تجاهل نصائح المستشارين في وزارة الخارجية بعدم استخدام هتلر في الحملة الإعلامية، وأن استخدام الزعيم النازي سيكون بمثابة "هدف ذاتي في مرمى إسرائيل ".
وأضافت الصحيفة أن ليبرمان أصرّ على نشر صورة هتلر والحسيني، التي التقطت في العام 1941 بادعاء "تذكير العالم بالتعاون بين الحسيني والنازيين على خلفية قضية البناء في فندق شيفارد في القدس الشرقية".
ويعتبر ليبرمان أنه توجد علاقة بين الصورة والقضية الحالية المتعلقة بإقامة بؤرة استيطانية في ضاحية الشيخ جراح في القدس الشرقية، وأن فندق "شيفارد" تم بناؤه في حينه ليشكل مقرا للمفتي.
لكن مستشاري ليبرمان شدّدوا على أن توزيع هذه الصورة لن يعزّز ادعاءات إسرائيل فيما يتعلق بالقدس وسيبث رسالة بأن إسرائيل تتهرّب من مواجهة الموضوع الحقيقي، لكن ليبرمان اعتبر أن "ثمة أهمية بأن يعرف العالم الحقائق".

وقد منحت بلدية القدس المحتلة التراخيص اللازمة لبناء 20 وحدة سكنية على أنقاض فندق قديم يدعى "شفارد" مقام في "كرم المفتي" الذي يعود إلى عائلة المفتي أمين الحسيني، واستولت عليه سلطات الاحتلال عام 1968

وصاحب المشروع الاستيطاني هو رجل الأعمال الأمريكي اليهودي إرفين موسكوفيتش ممول الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهانيم" وهو نفسه من كان مبادرا لإقامة الحي الاستيطاني في جبل أبو غنيم في القدس الشرقية قبل عشر سنوات. وكان قد اشترى الفندق في العام 1985 وتم تأجيره للحكومة الإسرائيلية ليصبح مقرا لوحدة حرس الحدود. وكان هدفه من شراء الفندق وقطعة الأرض إقامة حي يهودي في إطار الخطة لإحاطة البلدة القديمة بأحياء يهودية استيطانية ومنع بذلك أية إمكانية لانسحاب إسرائيل من القدس الشرقية.

وعلى صعيد العملية السياسية في الشرق الأوسط ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إن الولايات المتحدة تعتزم دفع العملية السياسية في الشرق الأوسط على ثلاثة مسارات متوازية، الإسرائيلي اللبناني، الإسرائيلي السوري، والإسرائيلي الفلسطيني.

وقال المسؤولون إن الإدارة الأمريكية ترى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سريع على المسار اللبناني الإسرائيلي لأنه «لا يوجد خلافات حقيقية»، وأن الخلافات هامشية تتركز حول مزارع شبعا وقرية الغجر.

وفي الشأن الفلسطيني قالت الصحيفة أن الولايات المتحدة نقلت رسائل شديدة اللهجة للسلطة الفلسطينية على خلفية رفضها التعاون مع إسرائيل في المشاريع الاقتصادية . وأن الأمريكيين أبلغوا الفلسطينيين أن « فرض شروط لتجديد الحادثات مع إسرائيل، أمر غير مقبول على الإدارة الأميركية».

وقال المسؤولون أيضا أن الأمريكيين يخططون لإطلاق العملية السياسية في مؤتمر دولي لم تتحدد معالمه بعد. ويدرسون دعوة كافة الدول العربية وربما أيضا الدول الإسلامية إلى هذا المؤتمر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية لمارس ضغوطا على الدول العربية لتقديم بوادر حسنة لإسرائيل على مستوى التطبيع، وذلك لتشجيعها على إبداء مرونة بشأن المستوطنات. إلا أن الدول العربية لم تبد استعدادا لذلك ما دفع الرئيس الأمريكي في لقائه مع قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الاثنين الماضي إلى اتهام الرؤساء العرب بأنهم «يفتقرون للشجاعة»، وحسب اقتباس آخر «لا يتحلون بالشجاعة».

وذكرت الصحيفة أن الأمريكيين طلبوا مؤخرا إيضاحات بشأن هدم المنازل الفلسطينية في القدس. وأشارت إلى أن الاستفسار الأمريكي يتركز حول قيام بلدية القدس بهدم أربعة منازل فلسطينية مؤخرا في أحياء في القدس الشرقية بذريعة البناء غير المرخص.


التعليقات