31/10/2010 - 11:02

وثيقة: "الجنود اعدموا ايمان الهمص بدون محاكمة"

احد الجنود الذين كان شاهد عيان: ابلغت المسؤولين بأن المقصود طفلة في العاشرة او الـ12 من عمرها، لكن الجنود فتحوا النار عليها من عدة جهات.. ومن ثم اطلق الضابط النار على الجثة

وثيقة:
في اليوم الذي قرر فيه رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، موشي يعلون، تبني إدعاءات ضابط سرية "شكيد" المتهم بالقيام بعملية "التحقق من مقتل" الطفلة الفلسطينية ايمان الهمص (13 عاماً)، من خلال اطلاق النيران عدة مرات على جثتها، والذي إدعى لاحقاً أنه أطلق النار باتجاه الأرض عندما تعرضت كتيبته للنار الفلسطينية، نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت"، امس الجمعة، وثيقة تثبت ادانة الضابط بارتكاب جريمة حرب والتنكيل بجثة الطفلة الفلسطينية، حسب ما اكده جنود السرية الذين كانوا شهود عيان على قتل الطفلة بدم بارد.

وروى الجندي الذي كان يحرس موقع "غيريت" أثناء وقوع الجريمة، تفاصيل ما حدث، مفندا ما نسب اليه، في وقت سابق، وعلى لسان رئيس هيئة الاركان العامة للجيش، ايضا، من انه ابلغ المسؤولين بأن فدائية تقترب من المعسكر. واكد انه لم يقل بأنها فدائية (مخربة بلغة الاسرائيليين) وانه قال حرفيا بأن المقصود طفلة في الثانية عشرة او العاشرة من عمرها. ورغم ذلك يقول: فتحوا النيران عليها من عدة جهات، ثم هجم عليها الضابط ونفذ عملية "التحقق من القتل".
"هذا هو اكثر الأمور المقززة التي شاهدتها خلال خدمتي العسكرية. سأنهي الخدمة بعد عدة أشهر، ولم اشاهد من قبل مثل هذا الأمر المزعزع. باختصار، لقد نكلوا بالجثة. بل ان الامر كان اشبه باعدام شخص من غير محاكمة (لينش)، لم يكن ذلك شبيها بما علمونا اياه في الجيش، انه (الضابط) لم يتصرف بموجب ما تثقفنا عليه.

"لا يمكنني الاتيان بأي سبب منطقي يبرر ما فعله قائد السرية. لا يمكن تفسير ذلك. لا يمكن تفسير اول رصاصتين اطلقهما، وبالتأكيد لا يمكن تفسير الصلية التي اطلقها بعد ذلك.

"لا اتذكر ساعة وقوع الحدث. وكل ما اذكره انه حدث في ساعات الصباح الباكر. لقد شخص احد مواقع الحراسة واحدة ما.. ليس "مخربة" بالذات. مجرد شخصية مجهولة، وعندها سمع دوي نيران اطلقت باتجاهها. بعد ذلك رأيتها تركض، تهرب من هناك. لقد اعلنوا التأهب في كل الموقع، اعتقدوا في البداية أنها "مخرب" وعندها رأيت بأنها طفلة صغيرة. كنت متأكداً أنها ابنة 12 أو 10 سنوات. وقمت بتبليغ ذلك مباشرة عبر جهاز اللاسلكي. وقد خرج قائد سريتنا ومعه عدة جنود".

-"لا. ولهذا لم اطلق النار عليها. لقد أطلقت النار على مقربة منها كي تتوقف، وليس لكي تموت. وفي هذه الأثناء استنهضوا كل الموقع، وسارع احد ما الى اطلاق رصاصة واحدة عليها، فسقطت، وعندها اطلقوا عليها النار من عدة مواقع. وهاجمها قائد سريتنا. اطلق عليها عدة رصاصات، ثم عاد إلى الوراء، وعندها لا اعرف ما حدث. لقد عاد اليها مرة ثانية واطلق صلية رصاص من سلاح اوتوماتيكي.

"لقد تحقق مرتين من مقتلها، بعد أن كان الجنود في الموقع قد قتلوها".

"نعم قالوا. لقد أبلغ موقع الحراسة الذي رابطت فيه بأنها ماتت قبل قيام قائد السرية باطلاق اول رصاصتين عليها. لقد شاهدنا بأنها لم تعد تتحرك بفعل كل العيارات".

وخلافا لما زعمه رئيس هيئة اركان الجيش العامة موشيه يعلون، خلال افادته امام لجنة الخارجية والامن البرلمانية، بأن تبادل اطلاق للنيران وقع صباح ذلك اليوم، (الخامس من تشرين الأول)، قبل مقتل الطفلة ايمان الهمص، ما جعل الجنود يشتبهون بأن الفلسطينيين ارسلوها لحرف انظار الجنود كي يتسنى لهم (للفلسطينيين) اطلاق النار على الجنود الذين سيخرجون لملاقاتها، خلافا لذلك، اكد عدد من الجنود في افاداتهم انه لم يقع في ذلك الصباح اي اطلاق للنيران، ولا اي عمل يبرر قتل الطفلة الهمص. بل وخلافا للايام التي يسيطر فيها الظباب على منطقة تل السلطان في رفح، ويحجب الرؤية بشكل تام، "كان الصباح صافيا ومشمساً، وساد المنطقة لبعض الوقت هدوء غير مسبوق. كانت الساعة تقارب 6:45، لم يطلق اي طرف النار، لم يهدم ولم يفجر"، حسب ما تكتب الصحيفة.

في ذلك الصباح قتلت الطفلة ايمان الهمص عندما كانت في طريقها الى مدرستها..

وحسب التقارير العسكرية، دخلت الهمص "المنطقة التي يحظر على الفلسطينيين التحرك فيها"! وعندها، حسب تقرير للجيش الاسرائيلي "نادها الجنود كي تتوقف، ثم اطلقوا النيران التحذيرية في الهواء. فالقت الطفلة الحقيبة وبدأت بالهرب، وعندها اطلقت عليها الينران وقتلت".

وزعم الجيش في بيان رسمي ان تبادلا للنيران وقع قبل ذلك وان الجنود كانوا في حالة تأهب عندما ظهرت الطفلة في "المنطقة المحظورة". لكن الجنود الذين افادوا بشهاداتهم اكدوا، كما اوردنا، ان الفلسطينيين لم يطلقوا النيران في ذلك الصباح على الموقع، كما لم يسمع الجنود أي صوت ينطلق من الموقع ويطلب من الطفلة التوقف، كما يعتقدون انه لم يتم اطلاق اي نيران تحذيرية. وحسب الافادات قام بعض الجنود باطلاق النيران باتجاه ارجل ايمان، لأنهم ادركوا بأنها طفلة، اما البعض الآخر فاطلق النار باتجاه جسمها بهدف الاصابة.

وروى جندي اخر ما حدث قائلاً: "قرابة السابعة إلا ربع كنا نستمع الى توجيهات بشأن فتح طريق. كان يرابط في موقع الحراسة جنديان. كانت الرؤية واضحة، لم يسد الظباب. وفجأة سمعنا دوي نيران. اعتقدنا، كنا متأكدين أن هناك "مخربا" داخل الموقع.

"قمت بتمشيط الموقع بسرعة، وادخلت رصاصة في فوهة البندقية. تم استنهاض سرية التأهب. فهمت أن النيران اطلقت من موقع الحراسة باتجاه الخارج. الجنود هناك قالوا إنهم يشاهدون شخصاً يتحرك على بعد 100 متر وانهم اطلقوا النار عليه. وقالوا من موقع حراسة آخر إنها القت بحقيبة على الطريق الذي تستخدمه السيارات المدرعة.

"شاهدت شخصية تعتمر كوفية بيضاء وأطلقت عليها النار. كما قام آخرون باطلاق النار. تخوفت من وجود خلية اخرى، وان هذه الشخصية تريد جذبنا الى الخارج كي يصيبنا الاخرون. لقد أمر احد الضباط الجنود بعدم مغادرة الموقع".

وفي لقاء مع ضابط يخدم في الموقع، اعترف بأن الطفلة هربت لمسافة 300 متر عن الموقع بعد فتح النيران عليها، ولكن الجنود واصلوا اطلاق النار عليها بزعم انها كانت لا تزال داخل المنطقة المحظورة.

وقال، ردا على سؤال عما اذا كان احد من الجنود قد اصابها: "نعم، انا شخصيا شاهدت رأسا يعتمر كوفية بيضاء، لم اكن اعلم من المقصود. كان الرأس يرتفع ليطل من وراء كومة تراب. اطلقت النار، اطلقنا جميعا النار حتى اسقطناها. وصار كل واحد يقول انه هو الذي اصابها. باختصار، هذا ليس مهما.. لقد كانت وراء كومة التراب، وكان من الواضح لنا أنها سقطت".
"في هذه المرحلة قال الجندي المرابط في نقطة الرصد المرتفعة إنه يعتقد بأن المقصود طفلة، معذرة، فتاة. قدرنا عندها أنها ابنة 15 الى 18 عاماً".
"بعد ذلك. بعد ذلك كانت هناك اصوات قالت انها عرفت بأن المقصود طفلة قبل اطلاق النار عليها، لكن هذا لا يغير شيئا من ناحية الحكم، لأنها كانت قريبة جدا من الموقع، ولو كانت تحمل عبوة وكانت ستواصل الاقتراب منا، لكان يمكنها اصابتنا. بعد ان سقطت وراء كوم التراب خرجت قوة من الموقع باتجاهها بقيادة قائد السرية".

واكد جندي اخر ان احد الجنود "تيقن من ان المقصود طفلة وابلغ عن ذلك" وقال حرفيا "لا تطلقوا النار انها طفلة".

وقال ان الجندي الذي شخص الطفلة قال: "انها طفلة ابنة 10 أو 12 سنة. لا تطلقوا النار عليها. نعم لقد قال"لا تطلقوا النار عليها. سنأخذها للتحقيق". أما قائد السرية فقال: "بالنسبة لي هذه "مخربة" طالما لم نتأكد تماما". وعندها هجم على التلة الترابية، ركض وركض وركض، ثم اطلق رصاصتين، وعاد الى الوراء لمسافة عشرة أمتار حيث كان رجل الاتصال، ثم عاد نحو الجثة واطلق صلية نارية.

"بعد ذلك عاد، وعندها عثروا على الحقيبة فأطلقوا النار عليها من مسافة مترين، لو كانت الحقيبة تحوي عبوة لكانوا (الجنود) قد تطايروا في الجو".

وقال جندي آخر: "لقد هربت المشبوهة لمسافة 300 متر بعيدا عن الموقع العسكري وسقطت. عندها اعتقدنا انها طفلة. لقد نامت وراء الكوم التراب وبدأت برفع رأسها وخفضه. وأطلقت عليها النار حتى توقفت عن رفع رأسها. احضرت الحزام الواقي، وعندها شاهدت قوة تخرج باتجاهها. وكانت القوة تضم قائد السرية ونائبه وعدة جنود فانضممت اليهم.

"في مرحلة ما اوقفنا القائد، وطلب أن نقوم بالتغطية عليه، وركض مع رجل الاتصال باتجاه المجهولة، ومن ثم اوقف رجل الاتصال، واقترب هو منها، اطلق عيارين، عاد الى رجل الاتصال، ثم عاد اليها وافرغ فيها رشاشه الاوتوماتيكي.

"لا اعرف لماذا فعل ذلك، لقد كان متوترا في الآونة الاخيرة، بسبب التسلل الى موقع موراغ"..

وفي رده على سؤال حول المسافة التي اطلق منها القائد النار على الجثة، قال الجندي: "من مسافة مترين على الغالب. هذه تعتبر من مسافة الصفر"."لقد أدرك. لكن مزاجه حاميا. لا اعرف وصف .. هذا المهووس".

وقال احد الجنود للصحيفة ان قائد السرية قام بعد فترة وجيزة باجراء تحقيق في الحادث، و"طوال التحقيق لم يتحدثوا ابدا عن اطلاق النار على الطفلة. لقد تحدثوا عن أداء نقاط المراقبة لمهامها، كما لو انه لم يحدث اطلاق نار".

بعد ساعة من الحادث اصدر الناطق العسكري الاسرائيلي بلاغا للمراسلين العسكريين، قال فيه ان الطفلة طولبت بالتوقف، ولما لم تنصع للاوامر اطلقت نيران تحذيرية في الهواء.

عندما نقلت جثة ايمان الهمص الى مستشفى ابو يوسف النجار، صرح د. علي موسى أنه لم يشاهد ابدا اطلاق نار من هذا النوع. "لقد اطلقوا النار على كافوة انحاء جسدها.. على وجهها، رأسها، عنقها.. 20 رصاصة على الاقل مزقت جسدها".بعد كشف صحيفة "يديعوت احرونوت" عن الجريمة، اوعز النائب العسكري بالتحقيق في الحادث، وتم اقصاء قائد السرية، الذي المحت صحيفة "يديعوت احرونوت" هذا الاسبوع انه من سكان احدى القرى العربية الدرزية في الشمال.

ويوم امس، اعلن رئيس هيئة الاركان تبنيه لادعاء الضابط بأنه اطلق النار على الارض عندما توجه نحو الجثة!!

لكن الكثير من الأسئلة ما زالت معلقة بدون جواب. أولها لماذا اطلق صلية من الرصاص باتجاه الأرض؟ وهل كانت ايمان على قيد الحياة عندما وصل اليها الضابط .. وهذا السؤال مهم جداً، فإذا لم تكن على قيد الحياة فلماذا إطلق النار؟ وإذا كانت على قيد الحياة، فهل إطلاق الرصاص هو الذي أودى بحياتها؟ وهل كان يمكن تجنب ذلك؟ ويتوجب على الشرطة العسكرية التي تحقق في هذه القضية أن تجيب على هذه الأسئلة.

التعليقات