31/10/2010 - 11:02

وفاة ناشط السلام إيبي ناتان..

في عام النكبة تطوع كطيار وقام بقصف قرية ترشيحا * 1966 يحلق بطائرته إلى مصر يحمل رسالة سلام * في نهاية الثمانينيات التقى بالراحل عرفات وسجن مرتين..

وفاة ناشط السلام إيبي ناتان..
توفي ناشط السلام إيبي ناتان (81 عاما) يوم أمس الأربعاء في مستشفى "إيخيلوف" في تل أبيب، وذلك بعد أن تم نقله إلى المستشفى قبل أسبوع.

يذكر أن ناتان هو من مواليد إيران في العام 1927، وأنهى دراسته في الهند، وفي عام النكبة، 1948، تطوع كطيار إلى جانب المنظمات الصهيونية، واستوطن البلاد منذ ذلك الحين.

في العام 1965 رشح نفسه لانتخابات الكنيست إلا أنه خسر. وكان قد تعهد بأن يحلق بطائرته إلى مصر ليحمل "رسالة سلام"، وفي 28 شباط/ فبراير من العام 1966 نفذ ذلك، وعاد إلى البلاد بعد يومين.

وقام ناتان بجولة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وروسيا بهدف الدفع بالسلام في الشرق الأوسط، إلا أن قادة كثيرين رفضوا مقابلته، رغم أن عددا من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والدينية تعاملوا معه بجدية.

وبمساعدة عدد من المنظمات الدولية قام بجمع أموال لتقديم المساعدات لناجين من كوارث طبيعية أو مجاعة أو الحروب. وعمل على إقامة محطة إذاعية تحمل اسم "صوت السلام" في السنوات 1973-1993، كانت تبث من سفينة في عرض البحر، بعد أن فشل في الحصول على الترخيص. وبعد التوقيع على اتفاق أوسلو قام بإغراق السفينية في خطوة رمزية.

في السنوات 1989-1982 قام بحملة ضد القانون الذي يمنع إجراء لقاءات مع من يوصفون بحسب القانون الإسرائيلي بـ"العدو"، وفي هذا الإطار التقى بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرتين، وتمت محاكمته في أعقاب ذلك، ودخل السجن مرتين.

في العام 1997 سافر إلى الولايات المتحدة لكتابة مذكراته، إلا أنه تعرض لجلطة دماغية أدت إلى إصابته بالشلل الجزئي، وتعرض مرة أخرى لجلطة دماغية ثانية في العام 1998.

تجدر الإشارة إلى أن ناتان هو من قام بقصف قرية ترشيحا في عام النكبة، في أواخر شهر تشرين الأول/ أوكتوبر، وأوقع فيها الكثير من الشهداء تحت أنقاض منازلهم. ويتحدث عن ذلك فيلم "عروس الجليل" الذي يعرض قصة فاطمة الهواري التي طمرت تحت التراب أثناء الغارات الجوية على قرية ترشيحا وتدمير لعدد كبير من البيوت، حيث كانت فاطمة تستصرخ الناس العابرين أن يخلصوها من تحت الردم. ويشرح الفيلم بتفاصيل دقيقة حيثيات الغارات الجوية وما حصل لأهالي ترشيحا الذين لا يدري الباقون منهم كم شهيداً بالضبط بقي تحت الردم.

وبعد عشرات السنين، وبالتحديد في العام 1995، جاء ناتان إلى ترشيحا ليعترف لفاطمة، التي أصيبت بالشلل ولا تزال تعيش في قريتها، أنه هو من قصف القرية، وكان الغرض من زيارته طلب السماح والعفو من فاطمة الهواري. لكن جواب فاطمة كان: "إنني على استعداد أن أسامحك بشرط أن تعيد إلي رجلي"..



أصدر النائب واصل طه بياناً نعى فيه إيبي ناتان، الذي وصفه بأنه "الشخصية الطلائعية من أجل السلام".

وجاء في البيان أن "ناتان ملك شجاعة نادرة في سعيه من أجل السلام، وملك رؤية واضحة أكثر من كل القيادات الإسرائيلية وبضمنها قسم من القيادات التي نعته اليوم فيما سجنته في السابق".

وأضاف البيان أن "لقاءات ناتان مع الرئيس السابق عرفات والحكم عليه بالسجن، وتشغيله راديو السلام لأكثر من عشرين عاماً، ومحاولة لقائه الرئيس عبد الناصر كانت أبرز محطات نضاله من أجل السلام".

واختتم طه بيانه بالقول: "اني أتقدم بالتعازي لأسرة الفقيد، أدعو القيادة الإسرائيلية أن تتعلم من أمثال هؤلاء الرجال الشجعان".

التعليقات