31/10/2010 - 11:02

"يديعوت": الدول العربية "تقصف اسرائيل بفيينا"

البند الثامن في جدول أعمال جلسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية... يجب ان يقلق اسرائيل كثيراً لسببين: السبب الأول هو ان الإستخبارات الإسرائيلية علمت وجود البند من وكالة أنباء، وليس من مصادرها.

تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم كشف وكالة الأنباء اسوشيتد برس الأميركية وثائق للوكالة الدولية للطاقة الذرية تفيد بأن الترسانة السرية من الأسلحة النووية في إسرائيل ستخضع لفحص وتدقيق غير مسبوقين من خلال إدراجها على جدول أعمال اجتماع هام للوكالة الذرية في السابع من حزيران (يونيو) المقبل.

وكتب مراسل صحيفة "يديعوت" للشؤون الأمنية والإستخباراتية، رونين بيرغمن، في الصفحة الثانية إن "البند الثامن في جدول أعمال جلسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية... يجب ان يقلق اسرائيل كثيراً لسببين: السبب الأول هو ان اللجنة للطاقة النووية (الإسرائيلية) وأجهزة الإستخبارات الإسرائيلية علمتا عن وجود البند في جدول الأعمال من وكالة أنباء، وليس من مصادرها. السبب الثاني، والأكثر أهمية، بأن الحديث يدور تآكل آخر في جداﺮالضبابة التي تفرضه اسرائيل منذ سنوات الستين حول ما يجري خلف جدران مصنع القماش في ديمونا".

ويرى الكاتب ان دور الولايات المتحدة مر بتغييرات مقارنة مع الإدارات السابقة. فقبل اربع سنوات افشل المندوبون الأميركان، منهم وزير الدفاع رامسفيلد، في مؤتمر ميونيخ الأمني طرح النووي الإسرائيلي. وتساءل عن الأسباب التي ادت الى تغير موقف الإدارة الأميركية الحالية، وإن كان ذلك نكث بالإتفاق القديم بين غولدا ميئير والرئيس نيكسون الذي نص على تتبع اسرائيل الضبابية حول مشروعها النووي مقابل امتناع الولايات المتحدة الضغط عليها للتوقيع على معاهدة حظر السلاح النووي أو فتح مفاعلها للوكالة الدولية للطاقة الذرية. أحد الأجوبة التي يضعها الكاتب ترى ان السبب وراء موقف الرئيس الأميركي الداعي لإخلاء الشرق الأوسط من سلاح الدمار الشامل هو "أيدلوجيته الليبرالية" التي تؤمن بجد بأنه يمكن اخلاء المنطقة من سلاح الدمار الشامل حتى قبل التوصل لتسوية شاملة أو حرب شاملة. جواب آخر يراها الكاتب ممكناً يتعلق بمنظومة العلاقات بين الدولتين، والغضب الأميركي من السياسية التي تنتهجها حكومة نتنياهو تجاه على الصعيد الفلسطيني، فقررت ازالة جزئية "للسترة الواقية" التي غطت فيها اسرائيل لسنوات في ما يخص النووي. وترى جهات في الإستخبارات الإسرائيلية، حسب الكاتب، أن الإدارة الأميركية مقتت نتنياهو "وسعيدون برؤيتنا ننزف".

ويرجح الكاتب أن الحقيقة تقع بين الجوابين المطروحين، فبرأيه تقرأ الدول العربية بصورة صائبة التغيرات الحاصلة لدى الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما و"تقصف اسرائيل بفيينا". وحسب الكاتب، فلو كانت اسرائيل موقعة على معاهدة حظر اسلحة الدمار الشامل، فإن نقاش النووي الإسرائيلي في الوكالة الدولية قد يتسبب باتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارا يدين خرق اسرائيل للمعاهدة ما يمهد الطريق لفرض عقوبات عليها، وبما أن اسرائيل لم توقع على المعاهدة فإن ذلك لن يحصل لها. لكن الكاتب يرى ان مجرد بحث النووي الإسرائيلي في الوكالة الدولية، الجسم الأكثر أهمية في هذا المجال، هو امر سيء وإشكالي لإسرائيل. فحسب العقيدة الإسرائيلية التي وضعها المسؤول عن الأمن في أجهزة الأمن، يحيئال حوريف، فإن أي نقاش أو انشغال أو مطالبة بالرقابة على ما يحصل في ديمونا هي أمور سيئة لإسرائيل.

التعليقات