تتهم الإدارة الأمريكية وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، بتضليلها وخداعها وخذلانها بشأن قدرته على التأثير على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتقدم في المسيرة السياسية وتجميد الاستيطان. ويؤكد مسؤول أمريكي أن الإدارة الأمريكية «فقدت الأمل في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي»، ويؤكد أيضا أن رهان الإدارة الأمريكية على باراك فشل، وأن ابواب الإدارة الأمريكية لن تكون مشرعة أمامه كما كانت طوال السنة ونصف الماضيتين.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى التقى مؤخرا مع اقطاب الإدارة الأمريكية، أن ثمة شعور بالغضب العارم يسود أعلى مستويات الإدارة الأمريكية اتجاه باراك ويتهمونه بأنه ضللهم وخدعهم وبالغ بقدرته على التأثير على مجريات الأحداث وحمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على قبول المطالب الأمريكية المتعلقة بدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين وتجميد الاستيطان.
وقال المصدر أن مسؤولي الإدارة الأمريكية لديهم شعور حاد بالغضب اتجاه. وينقل عن مسؤول في الإدارة الأمريكية التقاه مؤخرا قوله إن مشاعر الغضب الشديد اتجاه باراك تأتي من أعلى المستويات في واشنطن، الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، مشيرا إلى أن مشاعر الغضب وصلت لذروتها مؤخرا بعد زيارة باراك لواشنطن في سبتمبر الماضي حيث توصل مع الإدارة الأمريكية إلى تفاهمات حول تجميد الاستيطان لثلاثة شهور مقابل رسالة ضمانات سياسية أمنية لإسرائيل غير مسبوقة، وتعهد باراك بالمقابل أن يقوم رئيس الزراء الإسرائيلي بالمصادقة على التفاهمات، غير أن ذلك لم يحصل، مما زاد الطين بلة.
ويقول المسؤول الأمريكي: راهنا على باراك طوال سنة ونصف. إن كافة أقطاب الإدارة الأمريكية راهنت على باراك بأن يتمكن من التأثير على نتنياهو وينجح في دفعه نحو الاتفاق مع الفلسطينينيين، ولكنه ضللنا وخدعنا.
ويضيف المسؤول الامريكي: منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية قررت الإدارة الأمريكية فتح جميع الأبواب أمام باراك، وقام الرئيس أوباما بشكل استثنائي بالاجتماع معه في واشنطن. ويتابع المسؤول: باراك سحرنا بتحليلاته المهذبة، واستمع أوباما لباراك كتلميذ أمام معلمه واعتمد عليه، ولكنه لم ينجز اي تعهد بشأن العملية السياسية وتجميد البناء في المستوطنات.
وقال المسؤول الإسرائيلي بأنه خرج من لقائه مع المسؤول الأمريكي مذهولا، مؤكدا أن المسؤول الأمريكي أوضح له أن الموازين انقلبت خلال زيارة باراك الأخيرة لواشنطن حيث لم يعد باراك الابن المدلل للبيت الأبيض. ويشير إلى أن كون كلينتون التقت به لمدة ربع ساعة فقط على هامش اجتماعات مندى "سابان" كانت تحمل رسائل لها دلالات معينة تأتي في هذا الإطار.
"
ويتابع المسؤول الأمريكي: "اعتمدنا عليه طوال سنة ونصف، ولكننا في الشهور الأخيرة عرفنا مع من نتعامل. واكتشفنا أنه لا يوجد رصيد لأقواله، وفقد الثقة التي كانت ممنوحة له في واشنطن. لن نشتري البضاعة التي يعرضها بعد اليوم بشان العملية السياسية، ولن ينال معاملة خاصة في البيت الأبيض بعد اليوم.
ويضيف المسؤول الأمريكي ، إن الخارجية الأمريكية بدأت تربط بين مشاعر الغضب والخذلان وبين خيبة أملها منه حينما كان رئيسا للوزراء في تجربتين: المفاوضات مع الفلسطينيين، ومع سوريا.
ويؤكد المسؤول الأمريكي أن الإدارة الأمريكية «فقدت الأمل في الائتلاف الحكومي الحالي». ولكنه يؤكد أن الإدارة الأمريكية لن ترفع يدها عن العملية السياسي، مشيرا إلى أن جهود الإدارة الأمريكية تنطلق من أن الجمود سيقود للعنف وحينها ستكون الولايات المتحدة مجبرة على العودة للمنطقة، ولكن في هذه الحالة ستكون نقطة بداية جهود التسوية أسوأ بكثير مما هي عليه الآن.
02/01/2011 - 08:43
مسؤول أمريكي: باراك ضللنا وخدعنا وفقدنا الأمل في الائتلاف الحكومي الحالي
صحيفة "هآرتس" نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى التقى مؤخرا مع اقطاب الإدارة الأمريكية، أن ثمة شعور بالغضب العارم يسود أعلى مستويات الإدارة الأمريكية اتجاه باراك ويتهمونه بأنه ضللهم وخدعهم وبالغ بقدرته على التأثير على مجريات الأحداث

التعليقات