05/04/2011 - 18:55

"هآرتس": إسرائيل ستجد صعوبة في الغاء تقرير غولدستون...

ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم أن اسرائيل ستشرع في الأيام القريبة المقبلة بحملة سياسية واعلامية، في محاولة لاستغلال مقال القاضي ريتشارد غولدستون عن تحقيق الامم المتحدة .

ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم أن اسرائيل ستشرع في الأيام القريبة المقبلة بحملة سياسية واعلامية، في محاولة لاستغلال مقال القاضي ريتشارد غولدستون عن تحقيق الامم المتحدة .

يذكر أن وزير الداخلية الإسرائيلي، ايلي يشاي، أجرى اتصالاً بغولدستون ودعاه لزيارة إسرائيل، الأمر الذي اثار سخط رئيس الوزراء ووزارة الخارجية التي تتبع استراتيجية مقاطعة غولدستون.

وأحدى الأفكار التي تُدرس الآن هي اقناع غولدستون باطلاق رسالة رسمية الى مؤسسات الامم المتحدة لجعل مقاله وثيقة رسمية للامم المتحدة. ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه بوغي يعلون، قوله أمس في استعراض للمراسلين الاجانب ان اسرائيل تتوقع تراجعا تاما عن القرار في أعقاب المقال: "نحن نأمل بأن يرسل غولدستون كتابا الى الامين العام للامم المتحدة فيطهر الاتهامات التي وجهت لاسرائيل في تقريره المشوه".

أقوال مشابهة قالها أمس وزير الأمن ايهود باراك: "على اسرائيل ان تلزم غولدستون بالظهور أمام المحافل الدولية ولا سيما في الامم المتحدة، ليقول كلمته". بدوره  رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طرح أمس هدفا أكثر طموحا، في شكل الغاء التقرير. ولكن، احتمال ان يتحقق هذا الهدف طفيف، أغلب الظن، حسب الصحيفة.

 وكلف نتنياهو مستشار الامن القومي، اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور بتشكيل فريق مشترك مع وزارة الخارجية، وزارة الأمن ووزارة العدل لبلورة التوصيات لنشاط سياسي وقانوني في أعقاب مقال غولدستون. نقاش أولي في هذا الموضوع يُعقد غدا في قيادة الأمن القومي.

وقال نتنياهو  "هناك حالات قليلة جدا تراجع فيها المفترون وقد حصل هذا في تقرير غولدستون، سنحاول درء الضرر بأثر رجعي بأي قدر كان. وأنا أتوقع الحصول على التوصيات في الايام القريبة القادمة. سنعمل على الغاء التقرير".

 وأشارت محافل في وزارة الخارجية إلى أنه خلافا لما يقوله نتنياهو – فانه لا يمكن الغاء التقرير. وحسب هذه المحافل، ففي أفضل الاحوال سيكون ممكنا العمل على اتخاذ قرار جديد في الجمعية العمومية للامم المتحدة يقضي بأن القرار السابق في موضوع تقرير غولدستون لم يعد ساري المفعول. حتى ذلك الحين – فان القرار بقبول التقرير بكامله يبقى على حاله.

ولفتت الصحيفة إلى  سابقة لمثل هذه الخطوة وقعت في بداية التسعينيات في أعقاب قرار الجمعية العمومية في تشرين الثاني 1975 والذي قضى بأن "الصهيونية هي شكل من اشكال العنصرية والتفرقة العرقية". في كانون الاول 1991 اتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة قرارا اضافيا قضى بأن الامم المتحدة تتراجع عن هذا القول في أن الصهيونية هي عنصرية.

ونقلت الصحيفة عن  وزارة الخارجي الإسرائيلية بأن  الخطوة في 1991 كانت ممكنة بسبب بداية المسيرة في مؤتمر مدريد وانهيار الاتحاد السوفييتي. وقال مصدر في وزارة الخارجية "لقد أخذت الولايات المتحدة الموضوع كمشروع وسارت به حتى النهاية. في الواقع الدولي الحالي، وفي ضوء مكانة اسرائيل والجمود في المسيرة السلمية، من الصعب ان نرى كيف يمكن لمثل هذا السيناريو ان يتحقق مرة اخرى".

 محافل تعمل على الموضوع في وزارة الخارجية قدرت بأن اسرائيل سيكون بوسعها، في أقصى الاحوال، محاولة اقناع القاضي جعل مقاله كتابا يرسله الى الامين العام للامم المتحدة ومأمورية حقوق الانسان في الامم المتحدة. في مثل هذا الشكل، يصبح المقال وثيقة رسمية وتزداد أهميته السياسية والقانونية.

 في اسرائيل يأملون بأن مثل هذا الكتاب سيساعد في الصراع والصد لخطوات مستقبلية في مؤسسات الامم المتحدة في موضوع "الرصاص المصبوب". اضافة الى ذلك، فان مقال غولدستون يمكن ان يُستخدم للدفاع عن مسؤولين اسرائيليين اذا ما رُفعت بحقهم لوائح اتهام أو أوامر اعتقال في خارج البلاد.

التعليقات