13/04/2011 - 12:17

"استجلاب يهود الاتحاد السوفييتي بالكذب والاحتيال"

رئيس منظمة سرية إسرائيلية يكشف عن عملية الاحتيال لمنع توجه نحو مليون يهودي مهاجر من الاتحاد السوفييتي إلى الولايات المتحدة بمصادقة رئيس الحكومة في حينه يتسحاك شمير

عنونت "يديعوت أحرونوت" عددها الصادر صباح اليوم، الأربعاء، بالكشف عن خداع المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي. وتحت عنوان رئيسي "كذبنا على المهاجرين الروس" كتبت الصحيفة نقلا عن رئيس المنظمة السرية "ناتيف"، يعكوف كيدمي" قوله إن كان من الممكن أن يتوجه نحو مليون مهاجر إلى الولايات المتحدة، ولكن تم منع ذلك بالاحتيال. كما أبرزت قوله إنه غير نادم على ذلك، بذريعة أن الاحتيال والكذب قد "أنقذ الدولة".
 
وتشير الصحيفة إلى أن عملية الخداع هذه، التي يكشف عنها للمرة الأولى، جاءت في أعقاب حملة سرية لمنظمة تجسس تدعى "ناتيف (مسلك)" كانت تعمل على استجلاب يهود الاتحاد السوفييتي لتوطينهم في البلاد. وكان الهدف من الحملة منعهم من التوجه إلى الولايات المتحدة بعد خروجهم من الاتحاد السوفييتي الذي بدأ يتفكك في حينه.
 
ويكشف رئيس "ناتيف" عن عملية الخداع هذه بعد نحو 20 عاما، ويشير إلى أنه في نهاية المطاف تم استجلاب نحو مليون مهاجر إلى البلاد.
 
وتضيف الصحيفة أن بداية عمل "ناتيف" كان لمواجهة الظاهرة التي بدأت مع موجات الهجرة الكبيرة في سنوات السبعينيات، حيث أن المهاجرين اليهود في حينه الذين كان يفترض أن يتوجهوا إلى إسرائيل بعد خروجهم من الاتحاد السوفييتي توجهوا إلى الولايات المتحدة عن طريق فيينا، برعاية منظمات يهودية من بينها "هياس" و"هجوينت"، ولم تجد محاولات إسرائيل في حينه في مواجهة هذه "الظاهرة".
 
وتابعت الصحيفة أنه مع انهيار الاتحاد السوفييتي في أيلول/ سبتمبر 1989 بدأ اليهود الروس يفكرون بالخروج من هناك، في حين قررت إسرائيل منع تكرار ما حصل في السبعينيات. وبحسب كيدمي فإنه لو لم يتم ذلك لكان قلائل فقط سيتوجهون إلى إسرائيل.
 
وتقرر في حينه خداع يهود الاتحاد السوفييتي، وإشعارهم بأنه لا يوجد أمامهم خيارات سوى الهجرة إلى إسرائيل. وكانت تعتمد الخطة على منح اليهود تأشيرة الخروج والهجرة إلى إسرائيل، وبدون هذه التأشيرة لا يمكنهم الخروج من الاتحاد السوفييتي كما لا يمكنهم دخول أية دولة أخرى، إلا إذا عرضوا تذاكر سفر إلى هنغاريا أو رومانيا، وفي هذه الحالة عملت إسرائيل على أن تكون الترتيبات في بخارست وبودابست لا تسمح لهم سوى بالتوجه إلى إسرائيل.
 
وتضيف الصحيفة أن اختيار هنغاريا ورومانيا لم يكن بالصدفة، حيث تم الاتفاق مع تشاشسكو على أن يتوجه اليهود من هناك في مسار واحد إلى إسرائيل وعدم السماح لهم بمغادرة المطار. كما تم ترتيب إجراءات مماثلة في هنغاريا.
 
ويضيف كيدمي أن "انصياع القطيع الذي ميز المهاجرين، والضغط النفسي والتربية السوفييتية.. كل ذلك عمل لصالح إسرائيل".
 
كما يشير إلى أن تعاون "الطاغية الروماني" تم شراؤه بمبالغ مالية. وبحسبه فإن أحد مؤسسي "ناتيف" وأحد كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في حينه قد عقد صفقة مع الاستخبارات الرومانية، بموجبها تحصل رومانيا على قرض من الولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار مقابل أن تعمل رومانيا على دفع اليهود على الخروج من بخارست باتجاه واحد فقط إلى مطار اللد.
 
ويقول كيدمي إن رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، يتسحاك شمير، قد صادق على الخطة.

التعليقات