04/09/2011 - 13:16

نتانياهو لا يزال يأمل في التغلب على الخلافات مع تركيا

كلينتون حاولت الخميس الماضي تأجيل نشر تقرير بالمر لمدة شهر إلا أن تسريبه إلى "نيويورك تايمز" عرقل محاولتها * تركيا تتهم مسؤولين إسرائيليين بعملية التسريب

نتانياهو لا يزال يأمل في التغلب على الخلافات مع تركيا
تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، صباح اليوم الأحد، إلى الأزمة في العلاقات مع تركيا، وقال إنه يأمل في إيجاد طريقة للتغلب على الخلافات مع تركيا، وإن إسرائيل ليست معنية بتدهور العلاقات.
 
جاءت أقوال نتانياهو هذه في مطلع جلسة الحكومة صباح اليوم، وذلك في أعقاب تدهور العلاقات مع تركيا إلى حضيض لم يسبق له مثيل منذ 30 عاما، مع قرار تركيا طرد السفير الإسرائيلي وتجميد كافة الاتفاقيات الأمنية والعسكرية، وإيفاد سفن حربية تركية لمرافقة السفن المدنية التي تحمل مواد إغاثية لقطاع غزة، وضمان حرية الملاحة في المنطقة الواقعة بين إسرائيل وقبرص.
 
وقال نتانياهو إن تقرير لجنة بالمر قد أكد بشكل قاطع على أن إسرائيل عملت بموجب القانون الدولي، وأنه لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.
 
وأضاف "لسنا بحاجة للاعتذار عن قيام جنود البحرية بالدفاع عن أنفسهم مقابل الهجوم العنيف لناشطي منظمة IHH... ولسنا بحاجة للاعتذار لكوننا نعمل على لمنع تهريب السلاح لحركة حماس، أو لكوننا نعمل على حماية المواطنين".
 
وفي كلمة وجهها إلى جنود البحرية الذي شاركوا في الهجوم الدموي على سفينة مرمرة في أيار/ مايو من العام الماضي، قال نتانياهو إن إسرائيل ستوفر الحماية لهم في كل هيئة وفي كل مكان.
 
وعلى صلة، نقلت "هآرتس" عن مصادر دبلوماسية غربية قولها إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حاولت الخميس الماضي تأجيل نشر التقرير لمدة شهر، وأن وزير الخارجية التركي وافق على الاقتراح، إلا أن نشر فقرات من التقرير أفشل الجهود الأمريكية وأدى إلى المزيد من التأزم في العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
 
وجاء أن كلينتون اجتمعت مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو في باريس، الخميس الماضي، وعرضت عليه اقتراحا يتضمن تأجيل نشر التقرير لمدة شهر، كبادرة حسنة تجاهها، مع علمها أن تركيا رفضت عرضا مماثلا لمدة ستة شهور.
 
وأضافت المصادر ذاتها أن أوغلو فاجأ كلينتون برده الإيجابي، وقال إنه في حال وافق الأمين العام للأمم المتحدة على ذلك، فإن تركيا لن تعترض. وبعد انتهاء اللقاء تلقى وزير الخارجية التركية قصاصات ورقية من مستشاريه تشير إلى أن تقرير بالمر تم تسريبه إلى "نيويورك تايمز"، وأن مقاطع منه نشرت في الإنترنت.
 
وفي أعقاب ذلك عدل أوغلو عن برنامجه، وبعد ساعة توجه إلى المطار عائدا إلى تركيا. وفي طريقه إلى أنقرة هاتف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واحتج على التسريب، ولم يكن أمام الأخير سوى الاعتذار عن الخلل.
 
ونقل عن مسؤولين أتراك قولهم إن مسؤولين إسرائيليين، بينهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والوزير موشي يعالون ومسؤولين في مكتب رئيس الحكومة، كانوا خلف عملية التسريب لصحيفة "نيويورك تايمز"، وذلك بهدف عرقلة تأجيل نشر التقرير مرة أخرى.
 
وقال مستشارو وزير الخارجية التركية للصحافيين، الخميس، إن أوغلو ينوي عقد مؤتمر صحفي في الغداة يعلن فيها عن سلسلة من العقوبات ضد إسرائيل. وكتبت "هآرتس" في هذا السياق أنه كان من الواضح أن الأزمة في العلاقات مع تركيا تدهورت إلى حضيض لم يسبق له مثيل منذ العام 1980 عندما صادقت الكنيست على قانون أساس يقضي بأن "القدس عاصمة إسرائيل".
 
وأضافت "هآرتس" أنه على الرغم من إعلان تركيا في الشهور الأخيرة عن نيتها الرد بشدة على عدم موافقة إسرائيل على الاعتذار، فإن رئيس الحكومة ومستشاريه قد فوجئوا من شدة الرد التركي، وقام نتانياهو بعقد جلسة مشاورات عاجلة ظهر الجمعة الماضي، شارك فيها مستشاروه وزير الأمن إيهود باراك، والمدير العام لوزارة الخارجية رافي باراك.
 
وبعد مداولات استغرقت 4 ساعات صدر بيان تبنت إسرائيل بموجبه النتائج التي توصلت إليها لجنة بالمر، إلى جانب التحفظات الإسرائيلية ذات الصلة بالاستخدام المفرط للقوة خلال عملية السيطرة على سفينة مرمرة، بحسب التقرير.

التعليقات