رغم رضوخ دول أوروبية عديدة، للضغوط الإسرائيلية وإلغاء حجوزات عدد كبير من المتضامنين، وصل العشرات من المشاركين في حملة "أهلا بكم في فلسطين" إلى مطار اللد، وسط أجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، فيما تفيد التقارير الإسرائيلية أنه يتوقع في الساعات القريبة وصول أعداد أخرى.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن أجهزة الأمن التي انتشرت بكثافة في مطار اللد منعت حتى الان تسعة وأربعين ناشطا أجنبيا من دخول البلاد لدى وصولهم الى المطار إطار حملة التضامن مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أنه تم إبعاد عدد منهم على متن رحلات مغادرة بينما نقل عدد آخر الى معتقل تابع لمصلحة السجون في الرملة الى حين تأمين رحلات جوية تنقلُهم الى بلادهم. وقالت إن اثنين من المتضامنين فقط استطاعوا الوصول لمدينة بيت لحم حيث كانت وجهة المتضامنين.
وأفادت تقارير إسرائيلية في وقت سابق أن الشرطة احتجزت منذ مساء يوم أمس 43 متضامنا، نقلت 31 منهم إلى مراكز الاعتقال، فيما سيتم إعادة الباقين إلى بلادهم. وأكدت أن قسما من المتضامنين تم ترحيلهم فعليا، وقسم آخر يحتجزون في معتقلات تابعة لسلطة الهجرة بانتظار ترحيلهم. وأكدت أن 27 متضامنا نقلوا إلى معتقل الرملة، وجميعهم يحملون جوازات سفر فرنسية بينهم 14 رجلا و13 سيدة.
وأكدت الإذاعة أن الشرطة اعتقلت ايضا 6 متضامنين إسرائيليين، كانوا في استقبال المتضامنين الأجانب، مدعية أن "أخلوا بالنظام العام".
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" قد نقلت في في وقت سابق في موقعها على الشبكة ان السلطات التركية منعت متضامنين اجانب من السفر عبر مطاراتها الى اسرائيل،وهي بذلك حذت حذو فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول التي تواطأت مع اسرائيل والغت حجوزات المتضامنين الاجانب على متن شركاتها.
وكان السلطات الإسرائيلية اعلنت في وقت سابق عن اعتقال 9 مضامنين اجانب وصلوا الى مطار اللد في عدة رحلات جوية احداها من باريس، وقد تم ابعاد 3 من النشطاء ضمن حملة "مرحبا بكم في فلسطين" من اسرائيل احدهم من الاردن، ويخضع 4 نشطاء اخرين للتحقيق من قبل "الامن" الاسرائيلي.
وكانت اسرائيل قد قامت بمنع مئات المتضامنين الأجانب في حملة "مرحبا بكم في فلسطين" عبر الضغط على شركات الطيران الأجنبية وتهديدها بفرض مقاطعة عليها، واعلنت الشرطة الإسرائيلية حالة تأهب في مطار اللد ونشرت أكثر من 650 شرطي في المكان.
وكشفت مواقع اسرائيلية مختلفة أن نحو 650 متضامنا من أصل 1500 كانوا سيشاركون في الحملة، قد تم منعهم مسبقا من الوصول إلى مطار اللد بعد أن أبلغتهم شركات الطيران بإلغاء تذاكر السفر وحجوزاتهم على متن طائراتها. وقالت هذه المواقع إن وزارة الداخلية الإسرائيلية كانت وجهت رسالة رسمية أرفقتها بقائمة بأسماء 650 ناشطا، طالبت من شركات الطيران عدم السماح لهم بالوصول إلى مطار اللد على متن طائرات هذه الشركات.
وأكدت المواقع الضحفية الاسرائيلية المختلفة أن شركات الطيران: إيير فرانس، ولفنتانزا وشركة إير إليطاليا وتركيش إيروييز، قد أبلغت المتضامنين الذين وردت أسماؤهم في القوائم الإسرائيلية بإلغاء تذاكرهم ورحلاتهم على متنها طائراته إلى إسرائيل.
ولفتت الصحافة الاسرائيلية، صباح اليوم الاحد أنه على الرغم من ذلك إلا أن السلطات الإسرائيلية قلقة من أن يتمكن العشرات من المتضامنين من الوصول إلى مطار اللد وخلق حالة من البلبلة والفوضى، مشيرة إلى أن قائد الشرطة أمر عناصر الشرطة الإسرائيلية بالتعامل "بحزم" مع هؤلاء المتضامنين والامتناع عن مشاهد مطاردتهم في أروقة المطار.
إلى ذلك ستوزع سلطة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية رسالة باسم نتنياهو تدعو المتضامنين إلى التوجه والاحتجاج على "المذابح" في سوريا وعلى "الجرائم المزدوجة" التي ترتكبها حماس في القطاع على حد زعمها.
التعليقات