10/06/2012 - 18:58

إسرائيل توظف الأزمة السورية للنيل من إيران وحزب الله

د.عزمي بشارة: إسرائيل تريد صراعًا طائفيًا حولها وتعاطفها مع سوريا دموع تماسيح. * نتنياهو: مجزرةً تجري ضد المدنيين في سوريا "ونشاهد الصور المروعة للأولاد والمسنين، وهذه مجزرة لا تنفذها حكومة سوريا فقط وإنما تساعدها إيران وحزب الله.. وعلى العالم أن يرى اليوم محور الشر المركز إيران - سوريا - حزب الله".

 إسرائيل توظف الأزمة السورية للنيل من إيران وحزب الله

في تطور لافت،  شن مسؤولون إسرائيليون  هجوما عنيفا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد متهمين إياه بارتكاب مجازر بحق الشعب السوري،  ساعين إلى توظيف الأزمة السورية في حربهم الدعائية والتحريضية ضد إيران وحزب الله.

ورغم التناقض الصارخ بين سياسات إسرائيل، وطبيعة نشوئها، وبين حقوق الإنسان، لا يجد المسؤولون الإسرائيليون حرجا في إدانة النظام الحاكم في سوريا  والتباكي على الشعب السوري وزج إيران وحزب الله في المعادلة.


وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته  اليوم الأحد،  إن إيران وحزب الله ضالعان بالمجازر في سوريا التي اتهم النظام النظام السوري بارتكابها.
وقال نتنياهو إن مجزرةً تجري ضد المدنيين في سوريا "ونشاهد الصور المروعة للأولاد والمسنين، وهذه مجزرة لا تنفذها حكومة سوريا فقط وإنما تساعدها إيران وحزب الله.. وعلى العالم أن يرى اليوم محور الشر المركز إيران - سوريا - حزب الله".
واضاف نتنياهو أنه "تم كشف وجه محور الشر هذا بكامل بشاعته والأجدى أن يدرك الجميع في أية بيئة نحن نعيش".

وقبل نتنياهو،  دعا نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون إلى إرسال قوات دولية كبيرة إلى سوريا، وطالب المجتمع الدولي بإرسال أعداد كبيرة من الجنود ضمن قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا من أجل وقف المجازر وبسط النظام، وقال إن "على المجتمع الدولي أن يتوقف عن الكلام ويبدأ بالعمل".
وكان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز  أيضا دعا إلى تدخل الغرب في الأزمة السورية. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي قبل سفره إلى الولايات المتحدة الليلة الماضية، إن "جميعنا بشر.. ومن بإمكانه البقاء غير مبال لدى رؤية هذه المجزرة المروعة، وأمام م شهد الأولاد بالتوابيت الصغيرة وصراخ الأمهات".


وأضاف بيريز أنه "ليس ثمة من يسمع، والعالم يسمح لنفسه أكثر مما ينبغي عليه، وقد وصل الأمر إلى عدد قياسي وخلال كل السنة تم ذبح أكثر من 20 الف شخص على أيدي استبدادي وحشي، وعاجلا أو آجلا سيكون هناك تدخل لإنقاذ حياتهم وآمل عاجلا".
من جانبه وجه  نائب رئيس الحكومة شاؤول موفاز انتقادات حادة للنظام السوري،  وقال قال موفاز خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي "هناك جريمة ضد الإنسانية، إبادة جماعية ترتكب في سوريا اليوم، وصمت قوى العالم يتناقض مع المنطق الإنساني برمته".
ومضى يقول إن قوى العالم "تكتفي فقط بالإدانة المتراخية" بدلا من التدخل للإطاحة بالأسد.

كما انتقد موفاز روسيا لتسليحها دمشق، وكرر مطالب إسرائيل بالتدخل العسكري الدولي للإطاحة
بالأسد على غرار ما حدث من تدخل العام الماضي في ليبيا.

وكانت اسرائيل حتى وقت قريب تتلكأ في الدعوة لسقوط الأسد توجسا من تصاعد الاضطرابات في سوريا.

وأضاف موفاز "الأسوأ من ذلك هو موقف روسيا التي أدانت بالكاد المذابح بينما واصلت تسليح نظام الأسد الإجرامي. على أفضل تقدير هذا عدم مسؤولية، وعلى أسوأ تقدير مشاركة في القتل".


وقال موفاز، وهو جنرال سابق ينتمي لتيار الوسط وانضم إلى الائتلاف المحافظ الذي يرأسه بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، إن إسرائيل أمامها خيارات محدودة فيما يتعلق بسوريا لكن يتعين عليها الضغط من أجل اتخاذ إجراء دولي.


وتابع "علينا أن نشرك الغرب. لابد أن نجعل صوتنا مسموعا، هذه المذابح ترتكب على مسافة ليست ببعيدة عن الحدود الإسرائيلية".
وأضاف "لا يمكننا المشاركة لأسباب مفهومة لكني أعتقد أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة من مصلحته السيطرة على الوضع بحيث لا ترتكب إبادة جماعية".

 بشارة: إسرائيل تريد صراعًا طائفيًا حولها وتعاطفها مع سوريا دموع تماسيح

قال المفكر العربي، الدكتور عزمي بشارة، إنه ازدادت مؤخرًا تصريحات المسؤولين الإسرائيليين العلنية، المتعاطفة مع الشعب السوري, وهي تعبير عن موقف مخادع وفيه كثير من الدجل، ودموع التماسيح بشأن الضحايا، وأكبر هذه التماسيح هو التمساح شمعون بيريز، الذي ذرف الدموع بالأمس.
 

و أضاف بشارة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أنه: "يوجد هنا توظيف إسرائيلي للجرائم التي يرتكبها النظام من أجل إظهار "إنسانية " إسرائيل، ومن أجل وضع نفسها في موضع يساند القيم الإنسانية، علمًا أن موقفها الحقيقي على نقيض ذلك."

مؤكدًا أن: "إسرائيل تريد أن يستمر الصراع في سوريا ليطول أمد الثورة، وأن يستمر النظام في التصدي لها والبطش بالشعب السوري أطول فترة ممكنة؛ من أجل إضعاف سورية الدولة وسورية الشعب. كما أن من مصلحة إسرائيل تطييف الصراعات الاجتماعية والسياسية من حولها."

 

التعليقات