اكتفت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، اليوم الاثنين، بالحكم على الشرطيين باروخ بيرتس وآساف يكوتئيل بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا، وذلك بعد إدانتهما بالتسبب بالموت عن طريق الإهمال لعمر أبو جريبان من قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2008.
يذكر أن الشرطيين في حينه ألقيا المرحوم ليلا على قارعة الطريق، بدون طعام وبدون ماء، وهو في حالة صحية سيئة جدا بعد أن أصيب بشدة في حادث طرق تسبب له بكسور في الجمجمة والحوض، ورقد في المستشفى أسبوعين، فأصيب بالتهاب رئوي أيضا، ولم يكن يقو على الحراك والسير. وعثر على جثته بعد يومين من إلقائه على رصيف شارع 443 المؤدي إلى القدس.
كما تجدر الإشارة إلى أن القاضي قد أكد في قراره على أن الشرطيين كانا على علم بالحالة الصحية لأبو جريبان، بقوله "كان من الواضح لبيرتس ويكوتيئيل أن الحديث ليس عن إنسان معافى في أقل تقدير، وكانا الوحيدين اللذين رأيا وضع المعتقل، وبالرغم من ذلك فعلوا ما فعلوه".
ورغم أن الحكم لم يتجاوز 30 شهرا، إلا أن القاضي اعتبره على أنه يأتي لـ"خلق ردع، والتأكيد على الاعتراف المشتق من مبدأ قدسية الحياة وحق الإنسان في الكرامة". ونقل عنه قوله إن قوة الشرطة في أي دولة ديمقراطية في العالم لا تكمن في الهراوة أو المسدس الكهربائي "تايزر" أو أي سلاح آخر بيد الشرطي، وإنما بمستواها الأخلاقي.
كما أن هذا الحكم يأتي رغم أن القاضي ميز التسبب في الموت عن طريق الإهمال بين هذه الحالة وبين حادث طرق قاتل نجم قد يحصل مع أي سائق نتيجة عدم التشدد في قواعد السير.
التعليقات