21/03/2013 - 20:01

أوباما يعد إسرائيل بالبقاء والأمن والازدهار

ويدعو الفلسطينيين إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، ويدعو العالم العربي إلى تطبيع العلاقات معها، ويقول: "طالما بقيت الولايات المتحدة موجودة فإن إسرائيل لن تكون لوحدها"..

أوباما يعد إسرائيل بالبقاء والأمن والازدهار

في خطابه في ما يسمى بـ"مباني الأمة" في القدس، مساء اليوم الخميس، توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مباشرة إلى الإسرائيليين مؤكدا أنه "صديق حقيقي لإسرائيل" وأنه "طالما ظلت الولايات المتحدة موجودة فإنه إسرائيل لن تكون لوحدها"، ودعا الجمهور الإسرائيلي إلى أخذ دور أكبر في التأثير على القيادة السياسية.

وكان أوباما قد صعد إلى المنصبة في الساعة 16:39، قبل الموعد المقرر في الخامسة مساء. وقال إن الإسرائيليين أظهروا مسؤوليتهم في السنوات الـ65 الأخيرة، وأن هذه المسؤولية لا تنتهي بالوصول إلى "أرض الميعاد" (على حد تعبيره)، وإنما تبدأ هنا. واعتبر إسرائيل على أنها باتت موطنا ليهود أوروبا والاتحاد السوفييتي وأثيوبيا، وقال إنها "بنت أمة مزدهرة.. كيبوتسات تزيل قفر الصحراء".

وامتدح أوباما "الديمقراطية الإسرائيلية رغم التهديدات على وجودها"، مؤكدا على أن إسرائيل وفي كل مرحلة عملت على تأسيس علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة، والتي وصفها بأنها بدأت بعد دقائق معدودة من قيام إسرائيل، وأن الولايات المتحدة كانت أول دولة تعترف بها.

وإضافة إلى المصالح المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة، قال أوباما إنه يعتقد أن مستقبل إسرائيل مرتبط بمستقبل الولايات المتحدة، معبرا عن سروره بكون "العلاقات الأمنية بين الطرفين لم تكن وطيدة كما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى المناورات المشتركة واللقاءات بين قيادات الجيش والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية الكثيرة، وتمويل الولايات المتحدة لتطوير "القبة الحديدية". وأشار في هذا السياق إلى أنه من حق إسرائيل أن "تطالب حركة حماس بالتوقف عن العنف والاعتراف بحقها في الوجود".

ودعا أوباما جميع الشعوب في العالم إلى اعتبار حزب الله على أنه "منظمة إرهابية"، في ظل معارضة الاتحاد الأوروبي لذلك. كما اتهم حزب الله بأنه يهاجم أناسا أبرياء ويدعم قتل النساء والأطفال في سورية"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتابع "مخازن الأسلحة الكيماوية" الموجودة لدى "حليف حزب الله"، وأن العالم "يتابع الرئيس السوري بشار الأسد".

واعتبر أوباما إيران "خطرا وجوديا على إسرائيل"، وقال إنها تشكل تحديا بالنسبة لإسرائيل وكل الشعوب التي تنشد السلام، مضيفا أن "إيران النووية تزيد من احتمالات الإرهاب النووي، وتشعل سباق تسلح". وقال إنه تجري ممارسة ضغوط على إيران لم يسبق لها مثيل، وأن هذه الضغوط تتصاعد بينما تضعف إيران.

وبعد أن قال إنه يعتقد أن هناك مصلحة في حل هذه المسألة بطرق سلمية، وأن الدبلوماسية هي الطريق الأفضل لجعل إيران تتراجع عن محاولة الحصول على أسلحة نووية، قال إن الوقت محدود بالنسبة لإيران، وأن موقف الولايات المتحدة واضح وهو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وأن كل الخيارات على الطاولة.

وفي كلمة موجهة إلى الشباب قال إنه طالما بقيت الولايات المتحدة موجودة فإن إسرائيل لن تكون لوحدها. وكرر جملة "انتم لستم لوحدكم" باللغة العبرية.

وأضاف أن الإسرائيليين وحدهم يقررون مستقبلهم، وأنه قلق على هذا المستقبل، باعتبار أن السلام حيوي، وأنه الطريق الوحيد للأمن الحقيقي. وقال: "بإمكانكم أن تكونوا الجيل الذي يضمن البقاء الأبدي للحلم الصهيوني.. ومع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الديمغرافي في الضفة الغربية فإن الطريق الوحيد لضمان بقاء إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يكون من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة".

وقال أوباما إنه بالنظر إلى التغييرات في العالم العربي، ومع الأخذ بالحسبان الربيع العربي، فإن السلام يجب أن يكون بين الشعوب وليس بين الحكومات. وأضاف أن إحداث تقدم مع الفلسطينيين هو نقطة البداية القوية إلى جانب الدفع إلى الهامش بالمتطرفين الذين ينتعشون في ظل الخلافات.

وأضاف: "لا جدال في أن إسرائيل تواجه فصائل فلسطينية تتوجه إلى الإرهاب، وقيادات فلسطينية فوتت فرصا تاريخية". وتابع أن الولايات المتحدة ستواصل معارضة قيام دولة فلسطينية بطريقة تلتف على المفاوضات مثل التوجه إلى الأمم المتحدة، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وبالعدل. وقال "ليس من العدل ألا تستطيع طفلة فلسطينية أن تعيش في دولتها.. وهذه الطفلة يتوجب عليها اليوم أن تعيش مع تواجد عسكري أجنبي يتحكم بتحركاتها وتحركات عائلتها.. ليس من العدل ألا تتم معالجة عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين".

وقال أيضا إن إسرائيل يجب ألا تستسلم للمفاوضات مع من يتعهد بإبادتها، ولكنه يعتقد أن الرئيس أبا مازن ورئيس حكومته سلام فياض شركاء حقيقيين، مؤكدا على أن "السلام ممكن".

وتابع أنه على الدول العربية أن تتعايش مع حقيقة أن العالم قد تغير، وأنها لا تستطيع أن تواصل اتهام إسرائيل بعلاتها، ويجب عليها أن تتخذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأنه على الفلسطينيين أن يعترفوا بأن إسرائيل ستكون دولة يهودية.

وأضاف أن إسرائيل هي الدولة الأقوى في العالم لأنها تحظى بدعم ثابت من أقوى دولة في العالم. كما اعتبر إسرائيل على أنها في مقدمة الاقتصاد العالمي، وأنها يجب أن تكون "مفترق طرق تجاريا مزدهرا ومحركا للفرص، ويمكن تعزيز ازدهارها من خلال الأمن والسلام الدائم".
 

التعليقات