20/05/2013 - 20:31

«هيومان رايتس ووتش» تطالب إسرائيل بوقف استخدام ذخائر الفسفور الأبيض دون استثناءات

ولكن هذه الذخائر قاتلة وعلى إسرائيل ألا تؤخر فرض الحظر على استخدامها غير المشروع، وألا تتهرب عن طريق وضع حدود زمنية غامضة، واستثناءات سرية».

«هيومان رايتس ووتش» تطالب إسرائيل بوقف استخدام ذخائر الفسفور الأبيض دون استثناءات


طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إسرائيل ب حظر كل أشكال استخدام ذخائر الفسفور الأبيض لأغراض عسكرية على هيئة مقذوفات فسفور أبيض مُتفجرة جواً فوق المناطق المأهولة بالسكان، دون استثناء.


وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية  قد نظرت يوم 13 مايو 2013، في دعوى مقدمة من منظمات حقوق إنسان ومُنظمات مجتمع مدني إسرائيلية تُطالب فيها بفرض حظر على استخدام الجيش الإسرائيلي لذخائر مُعينة من الفسفور الأبيض في المناطق المأهولة بالسكان.


وفي أثناء نظر الدعوى، اقترح النائب العام الإسرائيلي «حظر استخدام الفسفور الأبيض في المناطق التي تحتوي على مُنشآت في الوقت الراهن، ولكن باستثنائين اثنين محدودين تم تقديمهما للقضاة»، في جلسة استماع منفصلة دون حضور المُدعين، حيث لم تسمح المحكمة بحضور مقدمي الدعوى ومحاميهم لمراجعة الاستثناءات المُقترحة، وذلك لأسباب أمنية لم يتم الكشف عنها.


وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومان رايتس ووتش»: «من الجيد أن يقرر الجيش الإسرائيلي أخيراً تقليل استخدام ذخائر الفسفور الأبيض، التي تصيب بلا تمييز حين يتم إطلاقها من الجو على مناطق مدنية، ولكن هذه الذخائر قاتلة وعلى إسرائيل ألا تؤخر فرض الحظر على استخدامها غير المشروع، وألا تتهرب عن طريق وضع حدود زمنية غامضة، واستثناءات سرية».


وذكر الجيش الإسرائيلي يوم 2 مايو الجاري، أنه سوف «يقلل بشكل كبير من استخدامه لقذائف الدخان التي تحتوي على الفسفور الأبيض خلال العمليات العدائية في المناطق المدنية»، لكن الجيش قال إنه إلى حين تطويره ذخائر بديلة، فإن استخدامه الفسفور الأبيض بهدف إخفاء تحركات القوات الإسرائيلية أثناء العمليات العدائية، «ربما يكون متوقعا في العمليات العسكرية القادمة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك».


وكشفت تحقيقات «هيومان رايتس ووتش» في حالتين إنه لم يكن لدى القوات الإسرائيلية مبرراً لاستخدام الفسفور الأبيض كحاجب للرؤية، لأن القوات الإسرائيلية لم تكن تشن هجوماً بريا في المناطق التي استهدفتها الهجمات. وفي حالات أخرى، استخدمت القوات الإسرائيلية الفسفور الأبيض المُتفجر جواً على أطراف مناطق مأهولة بالسكان، ربما كحاجب للرؤية لإخفاء تحركات القوات، لكن كميات كبيرة من الفسفور الأبيض سقطت لمسافة مئات الأمتار داخل مناطق مأهولة بالسكان.


ويعتبر هذا النسق والسياسة الواضحة من هجمات عشوائية بالفسفور الأبيض، والتي وثقتها «هيومان رايتس ووتش» عام 2009، غير قانوني، ويوفر دليلاً على جرائم حرب. ولقد اعترف الجيش الإسرائيلي باستخدام الفسفور الأبيض بعد أن أنكر في البداية، لكنه برأ ساحة قواته من أي انتهاكات لقوانين الحرب عن طريق تحقيقات شابتها عيوب جسيمة.


وتوصلت «هيومان رايتس ووتش» إلى أن استخدام الجيش الإسرائيلي غير المشروع للفسفور الأبيض خلال نزاع 2008-2009 في غزة، لم يكن بالمصادفة أو بشكل عارض، إذ تكرر مرات عدة في مواقع مُختلفة، حيث قام الجيش بقصف الذخائر المنفجرة جواً في مناطق مأهولة بالسكان حتى الأيام الأخيرة لعمليته العسكرية، كما ذكر تقرير طبي أعدته وزارة الصحة الإسرائيلية أثناء العدوان على غزة أن «الفسفور الأبيض يمكن أن يسبب إصابات خطيرة ووفيات إذا لامس الجلد أو تم استنشاقه أو بلعه»، كما أن الحروق في أقل من 10% من الجسد يمكن أن تتسبب في تلف عضوي قاتل.


واختتمت سارة ليا ويتسن بيان المنظمة قائلة «يمكن لحظر استخدام الفسفور الأبيض كسلاح مُحرق، أن يُوقف المُعاناة التي يسببها هذا السلاح الرهيب في المستقبل، ولكن المُلاحقات القضائية وحدها هي التي سوف تُحقق العدالة لضحايا استخدامه غير المشروع في الماضي».

 

التعليقات