عشية صدور كتابه "القناة السرية- القصة الكاملة لأوسلو" يعتقد د. رون بونداك أحد مهنسي اتفاق أوسلو، وبعكس الكثير من زملائه، ان نتنياهو يريد التوصل الى نوع من التسوية مع الفلسطينين، مشيرا الى أن الرجل تغير شيئا ما، فهو ليس نتنياهو التسعينيات حامل الايديولوجية الاستيطانية، ولكن يجب مساعدته على تحقيق ذلك لأن "عدم التزحزح عن الموقع الذي نقف فيه سيفضي الى كارثة"، كما يقول.
سيما كدمون االكاتبة الصحفية في "يديعوت أحرونوت"، التي نقلت أقوال بونداك في ملحق الصحيفة الاسبوعي، أوردت على لسانه أيضا ان احتمالات تمخض المفاوضات الجارية هذه الأيام بين لفني ومولخو من جهة وصائب عريقات من جهة ثانية عن شيئ يصل الى الصفر، لأن الفجوة بين موقف الحد الأدنى الذي على استعداد ان يقبل به الفلسطينيون وبين موقف الحد الأقصى المستعد نتنياهو لاعطائه غير قابلة للجسر. فموقف الحد الأدنى قد تقرر على يد أولمرط، كما يقول بونداك، ولا يوجد احتمال ان يقبل الفلسطينيون أقل مما سبق وعرض عليهم.
بونداك الذي قاد قبل 20 سنة هو ويائير هيرشفيلد قناة مفاوضات سرية مع الفلسطينيين، دون علم رئيس الحكومة الاسرائيلية في حينه، يتسحاق رابين، وجعلاه خلال بضعة أشهر يوقع على اتفاق هو أتفاق أوسلو، يستبعد تكرار ذلك في الظروف الحالية وهو مقتنع ان الفلسطينيين لن يذهبوا الى اتفاق مرحلي، فقد شبعوا من الوعود ويمكن حدوث ذلك فقط بضمانات أمريكية، على شكل قرار رئاسي يحدد ملامح الحل النهائي أو قرار من مجلس الأمن يصدر بهذا الشأن. عندها، يقول بونداك، يمكن التقدم نحو حل مرحلي في اطار عملية يعلن في بدايتها عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة تعترف بها اسرائيل والعالم، في حين يكون هدف الحل النهائي واضحا ويتلخص بدولتين لشعبين في حدود 67 وتبادل اراضي وعاصمتين لشعبين في القدس.
بالمقابل تنقل الكاتبة على لسان دوف فايسغلاس مدير مكتب رئيس الحكومة في عهد شارون قوله، ان رابين لم يكن رجل سلام وعندما سمع عن أوسلو سب وشتم ولكن، بعكس نتنياهو، كانت لديه الشجاعة وعندما فهم ان لا خيار اخر استولى على عجلة القيادة وبدأ يسير الى الأمام، وشارون أيضا كان على استعداد للمخاطرة عندما وصل الى نقطة الحسم.
فايسyلاس يروي ما قاله له أحد القادة الفلسطيين بأن اوسلو كان فكرة اسرائيلية عبقرية، تمكنت من خلق اكبر سجن في العالم يكون فيه الأسرى مسؤولين عن عن اقتصادهم، اذ لا يحلم أي محتل في العالم بأن يتحمل السكان الذين يقعون تحت الاحتلال مسؤولية اعالة انفسهم.
بعد أن تورد أقوال بونداك وفايسغلاس تقول كدمون في ختام مقالها، ان جون كيري الذي يرى نفسه مرشحا للرئاسة الأمريكية للفترة القادمة لا يستطيع ان ينهي هذه الجولة بالفشل ونجاحه يتمثل بالتوصل الى تسوية أو، في الحالة الاسوأ، سقوط نتنياهو، كذلك يعتقد مارتن انديك الذي سيفرح اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلام لأن ذلك سيعني سقوط نتنياهو، كما تقول.
التعليقات