14/11/2013 - 07:44

وثائق السي آي إيه توقعت فوز بيغن، واستعداد عرفات للتوصل لسلام

فقد استفاد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر خلال مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد من الملخصات التي قدمها له رجال المخابرات الأمريكية، عن المحادثات والمداولات الداخلية في صفوف الوفد الإسرائيلي كما في صفوف القيادة المصرية

وثائق السي آي إيه توقعت فوز بيغن، واستعداد عرفات للتوصل لسلام

اختارت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر، اليوم الأربعاء، أن تبرز من بين أكثر من 900 وثيقة أفرجت عنها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، "السي آي ‘يه" تلك التي تشير إلى نجاح الوكالة الأمريكية بتوقع فوز بيغن في الانتخابات العامة في إسرائيل عام 1977 بفضل تأييد "الأفارقة" والمقصود بهم أبناء الطوائف اليهودية الشرقية على مرشح حزب العمل، ورصد استعداد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للتوصل إلى سلام مع إسرائيل، وعدم مفاجأة المخابرات الأمريكية من اغتيال الرئيس المصري أنور السادات.

وبحسب يديعوت أحرونوت فقد استفاد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر خلال مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد من الملخصات التي قدمها له رجال المخابرات الأمريكية، عن المحادثات والمداولات الداخلية في صفوف الوفد الإسرائيلي كما في صفوف القيادة المصرية. بل إن رجال المخابرات الأمريكية رفعوا مذكرة مفصلة للرئيس كارتر تؤكد تراجع قوة "المعراخ" لصالح صعود نجم زعيم الليكود مناحيم بيغن وقدرته على جذب تأييد اليهود  الأفارقة،.

ووفقا ليديعوت أحرونوت، فقد رصد جهاز المخابرات الأمريكية "السي آي إيه"، منذ العام 1977 أن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ، الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان مستعدا للاعتراف بإسرائيل والقبول بحل الدولتين. فقد بينت برقية سرية للوكالة أن أبو عمار وجه رسالة للرئيس الأمريكي كارتر أعلن فيها استعداده للعيش بسلام مع إسرائيل مقابل اعتراف أمريكي بفكرة الدولة الفلسطينية.

لكن ما أثار اهتمام يديعوت أحرونوت، هو المراقبة والمتابعة الأمريكية للتحول السياسي في إسرائيل عام 77 بنجاح الليكود وسقوط المعراخ، إذ تبين الوثائق أن أمريكا توقعت هذا التحول بشكل دقيق ورصدت مؤشراته في توجه يهود المغرب والطوائف الشرقية نحو تأييد زعيم الليكود مناحيم بيغن.
إلى ذلك تبين أن وكالة المخابرات المركزية، أعدت مذكرات شخصية رسمت فيها صورة للزعماء في المنطقة، وتناولت الدوافع النفسية والمفاهيم التي تحرك هؤلاء الزعماء، وخاصة السادات وبيغن. ورسمت هذه المذكرات صورة لبيغن كزعيم يميل إلى المبالغة في تصريحاته العلنية واستفزازية، بينما رأت هذه المذكرة والتشخيص النفسي للسادات أن الأخير كان يبحث عن "مكان" له في التاريخ، وأنه أولى أهمية كبيرة لصورته كرجل سلام.
كما بين خبراء المخابرات المركزية الأمريكية قدرة على استشراف مواقف الدول العربية، إذ توقعت الوثائق، أن يقدم العرب في العام 1977 مقترحات تعتمد حل الدولتين،عبر إقامة دولة فلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
 

التعليقات