وصف مسؤول إسرائيلي، وصف بأنه مطلع على تفاصيل المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، المبعوث الأمريكي مارتن إندك بأنه متلون، وذلك في أعقاب تصريحات الأخير بأن استمرار البناء الاستيطان أحدث تخريبا في المفاوضات. وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن إندك كان يعلم أن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، سيستمر أثناء المفاوضات.
وقال المسؤول الإسرائيلي لـ"رويترز" إن إندك كان يعلم بمخططات البناء المفصلة لإسرائيل، لدرجة أنه كان يعلم عدد المباني التي ستقام في الضفة الغربية.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي كان يعلم أن إسرائيل وافقت على الدخول في المفاوضات على أساس استمرار البناء الاستيطاني. وبحسبه فإنه من غير الواضح لماذا يوجه الانتقادات الآن لإسرائيل.
وقال أيضا إن إندك يتهم الآخرين بدون أن يتحدث عن مسؤوليته هو في الوصول إلى طريق مسدود. وأضاف أنه من الصعب الإشارة إلى مساهمة ما قدمها في "العملية السياسية". وتابع أن إندك طلب أن يكون حاضرا في كل لقاءات المفاوضات، رغم حقيقة أنها كانت يجب أن تكون ثنائية، وبالنتيجة فإن حضوره قد سبب ضررا للاتصالات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. على حد قوله.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن تغيب إندك عن لقاءات معينة كان مجديا. وادعى أن حكومة نتانياهو أبدت مرونة خلال المحادثات، وأن المبعوث الأمريكي لم يتمكن من دفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إبداء مرونة مماثلة، حيث رفض اقتراح السلام الذي عرضه البيت الأبيض، ورفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وأضاف أن "إندك فشل في كل محاولاته، وأنه قبل تنفيذ خطة "فك الارتباط" مع قطاع غزة، عام 2005، قال إندك في مقابلة إن ذلك سيكون "سابقة مهمة، وتعطي دفعة لعملية السلام.. وتبين لاحقا أن الخطة أنتجت سابقة تمثلت في عشرات آلاف الصواريخ". على حد قوله.
إلى ذلك، قال موقع "واينت" إنه رغم أن تصريحات إندك قد أثارت الغضب في إسرائيل فإن مكتب رئيس الحكومة يفضل عدم الرد بشكل مباشر، وذلك حتى تحصل مواجهة علنية أخرى مع الولايات المتحدة. وأن إسرائيل تأمل، في أعقاب المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أن تقف الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل، وتوضح أنها تدين الوحدة الفلسطينية.
وقال الموقع إن الإدارة الأمريكية لم تدن المصالحة بشكل حاد، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل خشية تحميلها مسؤولية فشل المفاوضات. وبعد أيام وجه إندك الاتهامات لنتانياهو بشأن استمرار البناء الاستيطاني.
وعلى صلة، لفت الموقع أيضا إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والتي حذر فيها من "تحول إسرائيل إلى دولة أبرتهايد"، كما نقلت أسبوعية "نيوزويك" عن مصادر استخبارية أمريكية اتهامها لإسرائيل بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء في التجسس على الولايات المتحدة.
في المقابل، تابع الموقع فإن التعاون الأمني مستمر بين الطرفين، حيث زارت المستشارة الأمريكية للأمن القومي سوزان رايس إسرائيل قبل عدة أيام، واجتمعت مع كبار المسؤولين، حيث تم الاتفاق على عدد من القضايا الأمنية التي وصفت بالحساسة. ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل إلى إسرائيل في الأيام القريبة حيث سيجتمع بكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.
التعليقات