14/05/2014 - 07:22

تقديرات إسرائيلية: الدول العظمى تميل إلى تقديم تنازلات لإيران للتوقيع على اتفاق قريب

الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقول إن إيران عززت من مكانتها الإقليمية مؤخرا بسبب دورها في سورية ولبنان والعراق وأفغانستان وتدعي أنها تعزز علاقاتها مجددا مع قطاع غزة..

تقديرات إسرائيلية: الدول العظمى تميل إلى تقديم تنازلات لإيران للتوقيع على اتفاق قريب

تشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن الدول العظمى الست التي تجري مفاوضات مع إيران بشأن مشروع الأخيرة النووي تميل إلى تبني تسوية بعيدة المدى تتيح التوقيع على اتفاق نهائي مع انتهاء الفترة المخصصة لذلك في أواسط تموز/ يوليو القادم. وفي محادثات مع مسؤولين أمريكيين عبر نظراؤهم الإسرائيليون عن القلق من تقديم تنازلات من جانب الدول العظمى.

يشار إلى أن المستشارة الأمريكية للأمن القومي سوزان رايس قد زارت إسرائيل، الأسبوع الماضي، وتحدثت عن فرصة للتوصل إلى اتفاق مع إيران باعتبار أنه لا يوجد أي ضمان بأن القيادة المعتدلة نسبيا في إيران، الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، تستطيع مواصلة فرض السياسة الإيرانية لمدة طويلة.

وكتبت "هآرتس" في هذا السياق، إنه، وفي المقابل، فإن إسرائيل ترفض التبرير الأمريكي، وتعتقد أن إيران تنجح مرة أخرى في تضليل الدول العظمى.

وبحسب كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإن إيران متحمسة للتوصل إلى اتفاق دائم حتى تموز/ يوليو لأنها تلاحظ جاهزية غربية لذلك، كما أنها تسعى لإزالة العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت عليها. علما أن بعض العقوبات قد أزيلت في أعقاب الاتفاق الأولي الذي وقع عليه في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وفي حال إزالة غالبية العقوبات الاقتصادية، خلال شهور معدودة، فإن إيران تستطيع تطوير اقتصادها بسرعة في السنة القادمة.

وأشارت "هآرتس" إلى قلق إسرائيل من التقارير المتراكمة بشأن جاهزية رجال الأعمال والشركات الأجنبية لتجديد العلاقات الاقتصادية مع إيران منذ بدء تخفيف العقوبات.

كما أشارت إلى أن رايس، وفي المحادثات التي أجرتها في إسرائيل، عرضت ما يصفه الأمريكيون كإنجازات ملموسة في الاتفاق الأولي، وبضمن ذلك وقف تخصيب اليورانيوم بمستوى 20%، وتخفيض مستوى التخصيب القائم إلى مستويات أقل، إضافة إلى زيادة الرقابة الدولية. كما تعتقد الإدارة الأمريكية أنه يمكن دفع إيران إلى تقديم تنازلات بخصوص تفعيل مفاعل أراك. وفي المقابل فإن إسرائيل تعتقد أن إيران كانت على استعداد لتقديم تنازلات بخصوص مفاعل أراك في مجال البلوتونيوم، مقابل الحفاظ على إنجازاتها في اليورانيوم.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل انتقدت، أمام رايس، عدم معالجة الدول العظمى لقضايا أخرى، مثل البرنامج الإيراني لتطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى، والمساعدات الإيرانية الواسعة لما أسمته "النشاط الإرهابي". وبالتالي فإن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن الولايات المتحدة ليست على استعداد لإبداء المزيد من التصلب بهدف عدم عرقلة التوقيع على الاتفاق بسبب استمرار إيران في برنامجه الصاروخي.

وكتبت "هآرتس" أن إسرائيل ترى في أن الإدارة الأمريكية في ولايتها الحالية تسعى للالتزام بتعهداتها بشأن منع إيران من إنتاج قنبلة نووية، اي حتى كانون الثاني/ يناير من العام 2017. وتدعي أيضا أن الاتفاق سيسمح لإيران بتطوير اقتصادها بسرعة، ويبقيها على حافة التحول إلى دولة نووية، بحيث يكون بمقدورها إنتاج قنبلة نووية خلال سنة أو سنة ونصف.

كما كتبت الصحيفة أن توقيع الاتفاق مع إيران يقلص إلى الحد الأدنى احتمالات قيام إسرائيل بشن هجوم على المفاعلات النووية الإيرانية في هذه المرحلة، وذلك في ظل المعارضة الدولية الشديدة.

وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فقد حصل تطور في المكانة الإقليمية لإيران في الشهور الأخيرة، نظرا لدورها في سورية وأفغانستان والعراق ولبنان، كما أن المساعدات الإيرانية للنظام السوري كانت مركبا مصيريا في بقاء النظام في مواجهة قوات المعارضة. وأضافت أن المئات من عناصر حرس الثورة الإيرانية، إضافة إلى المئات من الخبراء العسكريين والخبراء في الشؤون الاستخبارية يمكثون في سورية بشكل دائم.

كما تدعي إسرائيل أن لإيران دورا مددا في قطاع غزة، وأنها عززت علاقاتها مع حركة الجهاد الإسلامي، إضافة إلى محاولات أولية للمصالحة مع حركة حماس بيد أنه لم تتحقق أية نتائج بعد.

التعليقات