19/05/2014 - 21:57

جامعة حيفا تكرم آخر رؤساء نظام الأبرتهايد: إنه النفاق!

أعلنت جامعة حيفا أنها تعتزم منح آخر رئيس لدولة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، فريدريك ويليام دي كلارك، شهادة دكتوراة فخرية، الأسبوع المقبل، وذلك خلال إنعقاد مجلس أمناء الجامعة.

جامعة حيفا تكرم آخر رؤساء نظام الأبرتهايد: إنه النفاق!

دي كلارك ومانديلا

كيف لجامعة قررت تجميد نشاط ثلاث كتل طلابية فيها لإحيائها ذكرى النكبة، أن تكرم من أعتبرته قائداً يعمل ضد التيار ويدعم قيم العيش المشترك بين الأعراق، فيما هي تقمع أبسط أسس العيش المشترك وهو حرية التعبير.. حرية التعبير عن الألم في ذكرى النكبة.  تعليق: عـــ٤٨ـــرب


أعلنت جامعة حيفا عزمها منح آخر رئيس لدولة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، فريدريك ويليام دي كلارك، شهادة دكتوراة فخرية، الأسبوع المقبل، وذلك خلال إنعقاد مجلس أمناء الجامعة.

وقالت الجامعة إنها ستمنح دي كلارك الدكتوراة الفخرية تقديراً "لقيادته وقدرته على العمل ضد التيار، التي قادت إلى إنهاء سياسة الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، وعمله الدؤوب وعلى مستوى العالم، لتدعيم قيم المساواة والتعددية والعيش المشترك بين الأعراق".

ودي كلارك هو آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا، امتدت ولايته من 1989 إلى 1994، قام خلالها بعدة إصلاحات أدت إلى إنهاء نظام الأبرتهايد سنة 1991، كما قاد عدة حوارات مع المؤتمر الإفريقي القومي بقيادة نيلسون مانديلا، أدت إلى تشكيل أول حكومة متعددة الأعراق في تاريخ البلاد. أدت هذه العوامل إلى تحصله على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع نيلسون مانديلا سنة 1993.

لكن هذه المبادرة الترويجية للجامعة، تطرح التساؤل: كيف لجامعة قررت تجميد نشاط ثلاث كتل طلابية فيها لإحيائها ذكرى النكبة، أن تكرم من أعتبرته قائداً يعمل ضد التيار ويدعم قيم العيش المشترك بين الأعراق، فيما هي تقمع أبسط أسس العيش المشترك وهو حرية التعبير.. حرية التعبير عن الألم في ذكرى النكبة.

وكيف لها أن تكرم شريك مانديلا في "نوبل" دون أن تكرمه هو -مانديلاً- ولو بعد رحيله وهو الذي خاض النضال الحقيقي ضد النظام الذي رأسه دي كلارك، وهل كان مانديلا سيقبل بهذا التكريم؟

وهل يعلم دي كلارك، الذي شرعن وأعترف بأحقية مطالب المنظمات المناهضة للعنصرية، المحظورة آنذاك، أن الجامعة التي تكرمه فصلت بالأمس القريب طالبين من الجامعة لتنظيمهما وقفة استذكارية لكارثة شعبهم - النكبة.

لقد كانت أولى خطوات المصالحة في جنوب أفريقيا التي أسس لها دي كلارك، هي الاعتراف بالجريمة والضحية بهدف تحقيق العدالة، جريمة النظام الأبيض والضحية السوداء، ومن ثم العفو والمصالحة.

وكيف لرئيس دولة فكك نظامها العنصري أن يقبل بتكريم من جامعة هي ذراع من أذرع التحكم والهيمنة في نظام استعماري يمارس الفصل العنصري على بعد كليومترات من القاعة التي سيكرم فيها؟

على كل، قبل دي كلارك على نفسه رئاسة دولة عنصرية منذ عقدين ونصف، فما الغرابة في أن يقبل شهادة فخرية من جامعة منافقة؟ تقمع في الصباح، وتكرم في المساء.

التعليقات