23/05/2014 - 10:41

للمرة الثانية: نتانياهو يلمح إلى خطوات سياسية بديلة من جانب واحد تجاه السلطة الفلسطينية

ويدعي أن "القيادة الفلسطينية لم تفعل شيئا في مواجهة الإجماع الفلسطيني، وإنما فعلت العكس توجهت للمصالحة مع حركة حماس، ولم تقدم تنازلات بشأن حق العودة والدولة اليهودية"..

للمرة الثانية: نتانياهو يلمح إلى خطوات سياسية بديلة من جانب واحد تجاه السلطة الفلسطينية

عن صحيفة "هآرتس"

في مقابلة أجراها معه الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ، نشرت صباح اليوم الجمعة، كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للمرة الثانية عن خطوات سياسية بديلة تجاه السلطة الفلسطينية، حيث قال إنه في أعقاب فشل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية فإن فكرة القيام بخطوات من جانب واحد من قبل إسرائيل تلقى دعما من اليسار حتى اليمين.

وجاء في المقابلة التي نشرت في موقع "غلومبيرغ" أن نتانياهو قال إن إسرائيليين كثيرين يتساءلون عما إذا كان هناك خطوات يمكن القيام بها من جان بواحد، والتي من الممكن أن تكون منطقية من الناحية النظرية. بيد أنه أضاف أن هناك "في إسرائيل من يعترف بأن الانسحاب من جانب واحد من قطاع غزة لم يحسن الوضع ولم يدفع عملية السلام إلى الأمام، وإنما أنشأ "حماستان" أطلق منها آلاف الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية".

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "هآرتس" كانت قد كتبت مطلع الأسبوع الحالي ان نتانياهو يدرس إمكانية تنفيذ عمليات سياسية بديلة في أعقاب الجمود السياسي وفشل المفاوضات، وأنه سيبدأ جولة من المشاورات بهذا الشأن مع وزراء في حكومته.

وكان قد صرح لصحيفة يابانية خلال زيارته لليابان بأنه قلق من الجمود السياسي ومن أبعاده على إسرائيل. وقال "لا أعتقد أن الوضع الراهن هو المطلوب، ولست معنيا به". وأشار إلى أنه يجري مفاوضات مع شركائه في الائتلاف ومع جهات أخرى من أجل فحص بدائل أخرى، مؤكدا أنه "لا يعتقد أن الوضع الراهن فكرة جيدة، وأنه لا يرغب بدولة ثنائية القومية".

وفي المقابلة مع غولدبيرغ، كرر نتانياهو تصريحاته بأنه "ليس معنيا بدولة ثنائية القومية، كما أنه ليس معنيا بدولة فلسطينية برعاية إيرانية إلى جانب إسرائيل". وأضاف "هناك إجماع يتزايد باطراد في إسرائيل بأنه لا يوجد شريك يمكنه مواجه الرأي العام لشعبه، أو القيام بأمر غير شعبي، أو القيام بعمليات صعبة". وبحسبه فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يعمل شيئا في مواجهة الإجماع الفلسطيني القائم، وإنما فعل العكس، وتوجه للمصالحة مع حركة حماس، واتخذ خطوات لتحويل الصراع إلى دولي، ولم يتنازل بشأن حق العودة، والدولة اليهودية، وأنه لم يوافق على مناقشة اتفاقية الإطار التي وضعها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري.

وقال نتانياهو أيضا إن المفاوضات المباشرة مع السلطة الفلسطينية هي الطريقة الأفضل، ولكنه أضاف أنه منذ اتفاقيات أوسلو حاول ستة رؤساء حكومة إسرائيليين التوصل إلى اتفاق من خلال المفاوضات، ولكنهم فشلوا جميعا. على حد تعبيره.

وقال: "طالما اعتقدنا أننا على وشك التوصل إلى اتفاق، وعندها تراجع عرفات أو تراجع عباس، فهم ليسوا قادرين على التماشي مع هذه المفاوضات. لا يوجد قيادة فلسطينية مستعدة لذلك، وشروط الحد الأدنى التي تحتاجها كل حكومة إسرائيلية، للتوصل إلى اتفاق، لا تحظى بالقبول من جانب الفلسطينيين".

وبحسب نتانياهو فإن السلطة الفلسطينية عرضت خلال المفاوضات أقصى مطالبها، ورفضت إبداء أي مرونة. وأضاف أنه طلب منه رسم حدود دولة بدون أن يقال له أنها ستعترف بـ"الدولة اليهودية" إلى جانبها. وادعى أن "السلطة الفلسطينية تريد خريطة دولة بدون إنهاء الصراع.. وأنها تتوقع أن تنسحب إسرائيل ببساطة، وتغمض عينيها، وتهدم المستوطنات.. لقد فعلنا ذلك في قطاع غزة، ولم نحصل في المقابل على السلام، وإنما على الصواريخ". على حد قوله.

وقال أيضا أنه لن يعلن من جانب واحد عن تجميد البناء في المستوطنات، بذريعة أنه لا يعتقد أن هذا الأمر سيدفع محادثات السلام إلى الأمام بطريقة ما. وادعى ان إسرائيل أوضحت للسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، قبل بدء مفاوضات الشهور التسعة، مخططات البناء، بما في ذلك في القدس، وأنها التزمت بذلك في كل دفعة من دفعات إطلاق سراح الأسرى. وبحسبه فإن "المستوطنات قضية مهمة، ولكنها ليست جوهر الصراع مع الفلسطينيين".

كما قال إن 80% - 90% من المستوطنين يسكنون في الكتل الاستيطانية الكبيرة، و"التي يعرف الجميع أنها ستبقى جزءا من إسرائيل في أي تسوية دائمة". كما ادعى أن مساحة المستوطنات بالنسبة لمساحة الضفة الغربية لم ترتفع بشكل ملموس في السنوات العشرين الأخيرة. وادعى أيضا أنه لم تبن أية مستوطنة منذ أن ترأس حكومته الأولى في العام 1996، مشيرا إلى الزيادة السكانية في الكتل الاستيطانية بدون أن يؤثر ذلك على الخريطة، وأن بناء بضعة مئات من الوحدات السكنية لن يغير الوضع. على حد قوله.
 

التعليقات