15/06/2014 - 01:08

"الشرطة تلقت بلاغ الاختطاف ولم تنقله للجيش والشاباك"

مع مرور الوقت، يتبيّن حجم الإخفاق الذي تعانيه أجهزة الأمن الإسرائيلية بما فيها الشرطة، في كل ما يتعلق بعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة.

مع مرور الوقت، يتبيّن حجم الإخفاق الذي تعانيه أجهزة الأمن الإسرائيلية بما فيها الشرطة، في كل ما يتعلق بعملية اختطاف المستوطنين الثلاثة.

فقد تبيّن أن الشرطة تلقت بلاغًا هاتفيًا قرابة الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي عن عملية اختطاف في الخليل، لكنها لم تبلغ عنها للأجهزة المعنية، الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك).

وذكر موقع "واينت" بعد منتصف الليل، أن كلما يمر الوقت كلما طفت الأسئلة حول معالجة عملية الاختطاف في ساعاتها الأولى والمصيرية، إذ تبيّن أن الشرطة تلقت بلاغًا أوليًا مساء الخميس بموازاة ساعة الاختطاف، لكنها لم تبلغ الجهات المعنية لسبب ما، وربما لأن الاتصال كان متقطعًا وغير واضح.

وفقط في الساعة الثالثة فجراً من يوم الجمعة، نقلت الشرطة للجيش وللشاباك بلاغًا حول العملية، بعدما وصل والد أحد المختطفين إلى مركز الشرطة وأبلغها بأنه فقد الاتصال مع ابنه، بموازاة بلاغ هاتفي من والد آخر.

وردت الشرطة على هذه الأبناء بالقول إن هناك عدة تفاصيل حول التحقيق بعملية الاختطاف لكنها لا تستطيع تأكيد أو نفيه أي معلومة.

وقال الراب دافيد ربينوفتش، نائب رئيس المدرسة التوراتية التي يدرسها فيها الثلاثة: "أدركنا بأنهم مفقودين في منتصف الليل. أهاليهم اتصلوا وقالوا إنه كان ينبغي أن يعودوا إلى بيتوهم ولم يعودوا. وفقط في الخامسة صباحًا أدركنا ما حصل…".

وعلت في الساعات الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، عدة أصوات تتحدث عن فشل استخباري وأمني كبير، في أعقاب إخفاق الأجهزة الأمنية في تحديد مصير المستوطنين الثلاثة بشكل مؤكد، على الرغم من أن الأجواء الإعلامية السائدة مغايرة وتجندها الطوعي وتبنيها لتعليمات الرقابة العسكرية والرواية الرسمية وتفاديها طرح تساؤلات محرجة عن الفشل الأمني المدوي، خصوصًا وأن العملية شكلت مفاجأة كبيرة لأجهزة الأمن التي تتبهاها بإحكام السيطرة على الضفة الغرفية.

وهذا الفشل دفع على ما يبدو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى القول في ختام تصريحه الصحافي إن على إسرائيل أن تعتمد على أجهزتها الأمنية وجيشها فقط وليس على أي طرف آخر، وتحميله المسؤولية إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زاعمًا أن الخاطفين خرجوا من مناطق تحت سيطرة السلطة.

وأعاد الجيش الإسرائيلي انتشاره في المناطق التي يجري فيها البحث عن المختطفين الثلاثة، ليتركز العمل على تجميع معلومات استخبارية توفر ولو طرف خيط لمصير المختطفين الثلاثة. ورغم الاعتقالات العديدة التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية وفي منطقة الخليل تحديداً، لم يستطع الاعلان عن إنجاز استخباري يذكر، سوى التسريب للاعلام عن حصوله على طرف خيط مزعوم جراء الاعتقالات، لكنه لم يحدد ما طبيعة هذا "الطرف".

وأكد نتنياهو في تصريحات صحافية، مساء أمس السبت، لأول مرة أن المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم قبل يومين جرى اختطافهم من قبل "تنظيم إرهابي"، حسب تعبيره. وقال إن الأجهزة الأمنية تعمل في الوقت الحالي على منع نقل المختطفين الثلاثة إلى قطاع غزة أو أي مكان آخر. وتابع أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لأي تطور أمني طارئ.

وجاءت تصريحات نتنياهو في مؤتمر صحافي عقدة في ختام اجتماع أمني بمشاركة القيادة الأمنية الإسرائيلية، مساء اليوم، في مقر وزارة الأمن (هكرياه) في تل أبيب، لبحث التطورات في اختطاف الثلاثة.

التعليقات