للمرة الأولى منذ بدء الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وأبلغه، بحسب التقارير الإسرائيلية، أنه على استعداد للتوسط من أجل وقف إطلاق النار مع حركة حماس.
جاءت هذه المحادثة على خلفية حشد الاحتلال قواته البرية في محيط قطاع غزة، وإبلاغ السكان الفلسطينيين في المناطق القريبة من السياج الحدودي بإخلاء منازلهم، وذلك في إطار الاستعدادات لإمكانية إدخال قوات برية إلى داخل القطاع.
وجاء أن أوباما تحدث مع نتانياهو عن الخشية من تصعيد المواجهات، وعرض عليه التوسط من أجل وقف إطلاق النار.
في المقابل، ورغم سقوط عشرات القتلى في قطاع غزة وإصابة المئات، مقابل عدم سقوط أي قتيل إسرائيلي في المواجهات الحالية، فقد أدان أوباما إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، مدعيا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وفي الوقت نفس حث الطرفين على عدم تصعيد المواجهات.
كما جاء أن أوباما عرض العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012، مع انتهاء الحرب العدوانية السابقة على القطاع، والتي أطلق عليها في حينه "عامود السحاب".
ونقل عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إنه لم يحصل أي تغيير في سياسة الولايات المتحدة التي تمنع إجراء اتصالات مع قادة حركة حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة "تنظيما إرهابيا".
وأشار المسؤول نفسه إلى أنه يمكن الاستعانة بدول في الشرق الأوسط كوسيط ثان، مثل مصر أو تركيا أو قطر.
إلى ذلك، أشارت تقارير إعلامية إلى أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري توجه إلى مصر وقطر في محاولة لإشراكهم في الدفع باتجاه وقف إطلاق النار.
وقال مصدر في الخارجية الأمريكية، الليلة الفائتة، لـ"رويترز" أن إسرائيل تعلم بهذه الاتصالات.
وعلى صلة، قالت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية جين ساكي إن أحدا لا يرغب بإدخال قوات برية إلى قطاع غزة. وبحسبها فإن الإسرائيليين أيضا لا يريدون ذلك. وزعمت ساكي أن إسرائيل تمارس حقها في الدفاع عن النفس.
وأضافت أن الولايات المتحدة تتركز في استغلال كل الوسائل المتوفرة لديها لوقف إطلاق الصواريخ، مدعية أنه لا يوجد دولة تسمح بإطلاق النار على مواطنيها.
وردا على سؤال مراسلين عرب بشأن المس بالمدنيين الفلسطينيين، قالت ساكي إن "مقتل المدنيين، بما في ذلك الأطفال هو مأساوي، ولكن الإسرائيليين يتخذون خطوات لتحذير الفلسطينيين قبل القصف، في حين أن حركة حماس تطلق الصواريخ بشكل متعمد باتجاه المدنيين الإسرائيليين". وحملت ساكي المسؤولية لحركة حماس، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهودها لوقف إطلاق النار.
التعليقات