10/08/2014 - 17:51

معلمون إسرائيليون يدعون لأطلاق خطة لمكافحة العنصرية لدى الطلاب

دعا معلمون إسرائيليون إلى إطلاق خطة طوارئ لمكافحة العنصرية في المدارس، معتبرين أنها باتت مقلقة إلى درجة لا تحتمل.

معلمون إسرائيليون يدعون لأطلاق خطة لمكافحة العنصرية لدى الطلاب

 دعا معلمون إسرائيليون إلى إطلاق خطة طوارئ  لمكافحة العنصرية في المدارس، معتبرين أن العنصرية تتفاقم  بدرجة كبيرة وباتت مقلقة وتعيق اي حوار بناء.

ويؤكد  عدد من معلمي موضوع المدنيات في المدارس اليهودية أن تفشي العنصرية بات أمرا مقلقا  ويهدد «المفاهيم الديمقراطية»، حيث باتت كراهية الآخر أمرا عاديا، وحذروا من تنامي العنف الجسدي والكلامي.

واعتبروا أن هذه الظاهرة تحدث «تصدعا في الديمقراطية»، مؤكدين أن الحرب على غزة كشفت حجم العنصرية المتفشية في المدارس ومدى كراهية  «الأخر».

ودعوا وزارة التعليم إلى إطلاق خطة طوارئ لكبح العنصرية المتفشية، وإلى بذل الجهود لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة.

وقال أحد معلمي موضوع المدنيات في إحدى مدارس القدس: " لو أنني أوقفت الدرس كلما صدر عن أحد الطلاب حديث عنصري، لمناقشته، فمن المؤكد أنني لن أعلمهم المادة التي يجب أن امررها لهم".

ويضيف: "لا يمكننا أن نعتبر العنصرية أمرا عاديا أو أمرا واقعا،  فقد بتنا نواجه تحديات جديدة فكيف يمكن معالجة طالب  يقول بشكل صريح "أنا عنصري، ولا مشكلة لي مع ذلك".

وتقول معلمة أخرى: " مشكلة العنصرية لدى الطلاب  هي نتاج جهاز التعليم"، فهذا الجهاز يغرس "القومجية والشمولية"، ويدفع الطلاب لتبني «لأيدلوجية السائدة».

وكانت صحيفة "هآرتس"  نشرت تقريرا عن العنصرية داخل المدارس مؤخرا، وحذرت من تفشي العنصرية في المدارس الإسرائيلية، واتهمت وزير التربية والتعليم شاي بيرون، بتجاهل «سرطان العنصرية»، فيما حملت مسؤولية تفاقمها في المدارس إلى وزير التربية السابق غدعون  ساعر ومن سبقوه.  وقالت إن «الحقد اصبح مركبا أساسيا في الهوية الشخصية والجماعية للشبيبة»، معتبرة أن «جريمة مقتل الفتى المقدسي أبو خضير هي  ثمار ما غرسه وزراء التعليم السابقين».

وقالت الصحيفة إن آلاف مؤلفة من طلاب الثانوية تعلموأنه يمكن إلغاء الآخر، وتتطلب مواجهة هذه الآفة عملا دؤوبا وبرنامجا طويل المدى. واتهمت بيرون بأنه يتحمل مسؤولية «تجاهل سرطان العنصرية الذي يلوث ألاف الطلاب».

وأضافت أن هذا التجاهل لا يقل خطورة عن جهود الوزير السابق غدعون ساعر في غرس وترسيخ عقائد قومية عنصرية. واعتبرت أن جريمة مقتل الفتى محمد محمد ابو خضير من  شعفاط على يد يهود، هي  ثمار ما غرسه وزراء التعليم السابقين كزبولون هامر وليمور ليفنات  وغدعون ساعر. فجيل كامل بات يطلب الانتقام، لكن بيرون يفضل توجيه أنظاره إلى أماكن أخرى.

وأضافت، إن تجاهل بيرون والوزارة التي يتولى مسؤوليتها لسرطان العنصرية لدى الشبيبة ليس جديدا. ففي تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي اتهمت مجموعة طلاب يهود في المحكمة اللوائية في القدس بالهجوم على عرب، وقبل شهر وخلال إحياء «يوم القدس» هتف عشرات الطلاب وهم يضربون على أبواب المنازل الفلسطينية "الموت للعرب" و "فليقام الهيكل ويحرق المسجد"، و  "محمد مات". وفي الحالتين فضلت وزارة المعارف عدم اتخاذ اي رد رد فعل. وتحول التجاهل إلى سياسة تغلغلت أيضا إلى المدارس

وتضيف الصحيفة: " كثيرون من المعلمين يخشون مواجهة الطلاب، فعهد ساعر عزز هذا الاتجاهن ففي فترته نظمت الزيارات للخليل،  وفعاليات "تراث" وزيارت لضباط جيش إلى المدارس، وتم فصل المسؤول عن موضوع المدنيات أدار كوهين الذي لا زال يكوي الوعي،  وقضية المعلم  أدام فارتا من ثانوية أورط كريات طبعون(صمت بيروت خلال تلك الايام )، كل ذلك لم يسمح للمعلمين الذين يسعون للسير بعكس التيار معالجة مواضيع كحقوق الإنسان وحرية التعبير، فكم بالحري طرح روايات تاريخية مختلفة وواقع مختلف.

ويضيف التقرير: قبل نحو عام وعلى خلفية موجة اعتداءات عنصرية ،  صرح طلاب في مدرسة  في القدس بأنهم  يكرهون العرب، ولا يريدون رؤية عرب في أي مكان لا في الشارع ولا في المجمع التجاري  ولا بالقطار الخفيف.  وتشير نتائج الابحاث والاستطلاعات خلال السنوات العشرين الماضية إلى أن العنصرية  تزيد بشكل مطرد. وتحول الحقد إلى مركب أساسي في الهوية الشخصية والجماعية للشبيبة وباتت العنصرية حاضرة طوال الوقت، وفي ظروف معينة تطال أيضا المهاجرين واليسارين

هذه الثانوية ليست استثناء، بل نتحدث عن ظاهرة عامة. ومشكلة العنصرية لا يمكن حلها  بتجاهل الصراع بل بمواجهة الخوف من الآخر في برامج التعليم  وفي نشاطات وفعاليات. لكن سلوك بيرون،  إلى جانب سياسة التحريض من سياسيين في محيطه، يشير إلى أننا قد نكون تأخرنا.

 

التعليقات