03/09/2014 - 14:27

بعد ضغوطات دولية وأردنية: تفكيك الجسر الخشبي في باب المغاربة في القدس

عالم آثار إسرائيلي: "ليست المرة الأولى التي تتحول فيها حفريات أثرية إلى بناء يلعب بالنار في منطقة البلدة العتيقة.. من المذهل رؤية كيف تلعب إسرائيل بالنار، فهي تجرب أمورا وتتراجع عنها"..

بعد ضغوطات دولية وأردنية: تفكيك الجسر الخشبي في باب المغاربة في القدس

بعد أسبوعين من بنائه، وقبل افتتاحه، بدأت اليوم، الأربعاء، عملية تفكيك الجسر الخشبي الذي بني على مدخل باب المغاربة في القدس المحتلة، بجوار حائط البراق.

وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، أصدر تعليمات تقضي بتفكيك الجسر، وذلك في أعقاب ضغوط شديدة من الأردن.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجسر قد أقيم بناء على قرار جهات محلية غير مخولة، وبدون إطلاع المستوى السياسي على ذلك وبدون مصادقته.

وأضاف المسؤول نفسه أن مكتب رئيس الحكومة ناقش قضية الجسر مع بلدية الاحتلال في القدس، ومع جهات في إدارة ما أسماه "حائط المبكى" (الإشارة إلى حائط البراق – عــ48ـرب). كما أشار إلى أن رئيس الحكومة علم بالمقضية في أعقاب احتجاج الحكومة الأردنية والقصر الملكي في الأردن.

وقال أيضا إن الأردن بعثت بعدة رسائل عن طريق قنوات دبلوماسية، عن طريق وزارة الخارجية وقنوات أخرى، اعتبرت فيه أن إقامة الجسر المؤقت يخلق حساسيات كثيرة في المملكة، وقد يمس باستقرارها، خاصة وأن هناك جهات في الأردن تسعى لاستغلال الحدث للادعاء بأن إسرائيل تحاول إجراء تغييرات في ساحة الحرم المقدسي. على حد قول المسؤول نفسه.

وجاء أنه في ظل التوجهات الأردنية، وفي ظل حقيقة أن هناك شكوكا بشأن ضرورة إقامة الجسر المؤقت، ومع الأخذ بعين الاعتبار أن إقامته تمت بدون تنسيق أو مصادقة رئيس الحكومة، فقد تقرر تفكيك الجسر.

وقال المسؤول الإسرائيلي أيضا إن "كل منطقة حائط المبكى تقع تحت مسؤولية رئيس الحكومة بسبب حساسية الموقع، وأن إسرائيل تجنب وضع تتهم فيه إسرائيل بإشعال الشرق الأوسط".

تجدر الإشارة إلى أن قضية جسر باب المغاربة بدأت في العام 2004، وذلك بعد انهيار الطريق القديمة، لعدة أسباب بينها الهزة الأرضية والأحوال الجوية. وفي أعقاب ذلك سارع الاحتلال إلى إقامة جسر خشبي مؤقت يستند إلى أعمدة حديدية يمكن استخدامها مستقبلا لبناء جسر ثابتا من الحجارة يستخدم للوصول إلى ساحة الحرم المقدسي، سواء من قبل المستوطنين أو من قبل قوات الأمن في حال وقوع مواجهات في ساحة الحرم.

وفي حينه أثار المخطط انتقادات دولية حادة، بادعاء أن إسرائيل تقوم بتغيير الوضع الراهن في ساحة الحرم، وأن هدف الخطة هو السيطرة على ساحة الحرم والمس بالمساجد، ولوحت الأردن ودول أخرى بأزمة سياسية.

وفي حينه، قرر مهندس بلدية الاحتلال في القدس أن الجسر غير آمن ويجب تفكيكه. وفي نهاية المطاف قررت الحكومة، وفي أعقاب الضغوط الدولية والتخوف من اندلاع المواجهات، حفظ خطة إقامة الجسر الدائم الجديد، والاكفاء بترميم وتقوية الجسر المؤقت، علما أن سلطة الآثار تقوم بإجراء حفريات أثرية تحت الجسر.

وقبل اسبوعين، كشفت صحيفة "هآرتس" أنه تم بناء جسر خشبي آخر تحت الجسر الدائم، وذلك بهدف استبدال القائم إلى حين يسمح الوضع السياسي والأمني بإقامة الجسر الثابت. وقد أقيم الجسر من قبل ما يسمى بـ"الصندوق لتراث حائط المبكى"، ونفذت العمل سلطة الآثار.

يشار إلى أن بناء الجسر الجديد قد تم بسرعة، ولكن صدرت في الأيام الأخيرة تعليمات من مكتب رئيس الحكومة بتفكيكه.

ونقلت "هآرتس" عن عالم الآثار الإسرائيلي، يوني مزراحي، قوله إنها "ليست المرة الأولى التي تتحول فيها حفريات أثرية إلى بناء يلعب بالنار في منطقة البلدة العتيقة". وأضاف أنه "من المذهل رؤية كيف تلعب إسرائيل بالنار، فهي تجرب أمورا وتتراجع عنها".

التعليقات