14/09/2014 - 05:47

"دور الوحدة 8200 في المناطق الفلسطينية يتجاوز الدفاع عن النفس"

رافضو الخدمة في الوحدة: "أنشطة الوحدة في الحلبة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من النظام العسكري المفروض على الفلسطينيين، ويمس بالأبرياء ويبعد نهاية الصراع"

أصدر الضباط والجنود الإسرائيليون، الموقعون على عريضة أعلنوا من خلالهم رفضهم الخدمة العسكرية في إطار الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، بيانا في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، ردوا فيها على الانتقادات التي وجهت إليهم في أعقاب العريضة.

وجاء في البيان أنه "لا ننفي الدور الهام ل8200 في الحفاظ على أمن مواطني إسرائيل، لكن السنوات الطويلة التي خدمنا خلالها في الوحدة أثبتت لنا بصورة مؤكدة أن دور الوحدة في المناطق (الفلسطينية المحتلة) يتجاوز الدفاع عن النفس والحديث لا يدور عن مهمات عينية، وإنما عن تعريف دور الوحدة".

وأضاف رافضو الخدمة في بيانهم أن "أنشطة الوحدة في الحلبة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من النظام العسكري المفروض على الفلسطينيين، ويمس بالأبرياء ويبعد نهاية الصراع".

وأثارت عريضة ضباط وجنود احتياط من الوحدة "8200" ردود فعل واسعة، وتعرض المبادرون للعريضة لانتقادات شديدة في إسرائيل بما في ذلك من أقطاب الحكومة والمعارضة على حد سواء، في حين حظيت الرسالة بإشادة من منظمات حقوقية كـ "أطباء من أجل حقوق الإنسان"  التي أكدت أن ما جاء في شهادات الضباط والجنود يعزز ما كانت قد أوردته في تقاريها بشأن ابتزاز المرضى الفلسطينيين.

وقال  وزير الأمن، موشي يعلون إن "محاولات المس بعمل وحدة 8200 عن طريق الدعوة لرفض الخدمة التي تعتمد على ادعاءات لا تلائم نهج الوحدة أو نهج رجالها القيمي، هي محاولات حمقاء ومدانة تسهم في حملات نزع الشرعية الملفقة في العالم ضد إسرائيل وجنود الجيش دون ذنب  اقترفوه".

وعبر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن معارضته للعريضة بشكل غير مباشر وذك عن  طريق الإشادة بالوحدة وعملها، وكتب على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "مواطنو إسرائيل يدينون لكم بالشكر والعرفان على خدمتكم المهنية والمخلصة من أجل إسرائيل، استمروا في عملكم  الهام من أجل أمن مواطني إسرائيل".

وقال رئيس الائتلاف الحكومي ياريف ليفين، الذي خدم في وحدة 8200: "استنكر كل ما جاء في الرسالة. من يرفض المساهمة في حماية دولته يتجاوز الحدود بين هؤلاء الذين يؤيدون الديمقراطية الإسرائيلية  والحرية التي تمثلها، وينتقل إلى جانب مؤيدي الإرهاب الفلسطيني  الذي يستهدف مواطني إسرائيل الأبرياء. الجيش الإسرائيلي هو أكثر جيشا أخلاقية في العالم. وعليه أن ينبذ  الرافضين من صفوف الاحتياط بشكل فوري".

وأعرب رئيس حزب العمل، يستحاق هرتسوغ، وهو أيضا خريج نفس الوحدة، عن رفضه الشديد لمضمون الرسالة وقال إن "الرفض ليس وسيلة لإصلاح الأخطاء وثمن ذلك يدفعه مواطنو إسرائيل".   

وأضاف أن عمل الوحدة مهم ليس في وقت الحرب فحسب بل في وقت السلام أيضا". واعترف هرتسوغ بإمكانية أن يكون هناك «أخطاء» في عمل الوحدة، لكنه اعتبر أن الحل ليس بالدعوة لرفض الخدمة أو بنشر ذلك في وسائل الإعلام  الأمر الذي يسبب ضررا لإسرائيل، يدفع ثمنه مواطنو إسرائيل".

وقد وقع 43 من ضباط وجنود احتياط من الوحدة "8200"، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على رسالة رفض المشاركة في العمليات ضد الفلسطينيين، ويرفضون أن يوصلوا كونهم أداة لتعميق السيطرة العسكرية على الأراضي المحتلة.

تجدر الإشارة إلى أن الوحدة 8200 هي هيئة جمع المعلومات المركزية في سلاح الاستخبارات، والأكبر في الجيش الإسرائيلي. وهي مسؤولة عن جمع المعلومات التي يطلق عليها "سيجينت"، والتي تشمل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية القصيرة (رنقات) والبريد الإلكتروني والفاكس.

وكتب الضباط في عريضتهم أنهم أدركوا خلال خدمتهم العسكرية أن الاستخبارات هي جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن السكان الفلسطينيين الواقعين تحت الحكم العسكري منكشفون تماما للتجسس ومتابعة الاستخبارات الإسرائيلية، خلافا للسكان في إسرائيل وفي الدول الاخرى.

وأضاف الضباط أنه "لا رقابة على أساليب جمع المعلومات ومتابعة واستخدام المعلومات الاستخبارية بشأن الفلسطينيين، سواء كان لهم دور في العنف أم لم يكن".

وكتبوا أن المعلومات التي يقومون بجمعها وتخزينها، تمس بـ"أناس أبرياء، وتستخدم للملاحقة السياسية، وخلق تفرقة في المجتمع الفلسطيني من خلال تجنيد متعاونين وتوجيه أجزاء من الشعب الفلسطيني ضد الشعب نفسه".

وأضافوا أنه في حالات كثيرة فإن المعلومات الاستخبارات تمنع المحاكمة العادلة لمتهمين في المحاكم العسكرية، وبدون وجود أدلة ضدهم، حيث تسمح المعلومات الاستخبارية بالسيطرة المتواصلة على ملايين البشر، تحت الرقابة المشددة، إضافة إلى اختراق كافة مجالات حياتهم، مضيفين أن ذلك لا يسمح لهم بحياة طبيعية، ويشعل المزيد من العنف، ويقصي حل الصراع.

وأنهى الضباط رسالتهم بدعوة جنود الاستخبارات العسكرية، حاليا ومستقبلا، إلى إسماع صوتهم، والعمل على وضع حد لذلك. وبحسبهم فإنهم يعتقدون أن مستقبل إسرائيل أيضا متعلق بذلك.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" الرسالة، مشيرة إلى أن أحد ضباط الوحدة "ن" قال إن كل فلسطيني معرض للرصد بدون توقف وبدون حماية قضائية. وبحسبه فإن جنودا صغارا يستطيعون اتخاذ قرار بأن شخصا ما هو هدف لجمع المعلومات الاستخبارية، بدون وجود أية إجراءات يؤخذ فيها بعين الاعتبار حقوقه الشخصية، مشيرا إلى أن "فكرة وجود حقوق فلسطينيين غير قائمة مطلقا".

ونقلت الصحيفة عن الناطق بلسان الجيش قوله إن الوحدة تعمل منذ إقامتها على جمع المعلومات الاستخبارية التي تتيح للجيش وأجهزة الأمن القيام بمهاتها، وأن الوحدة تعمل بوسائل مختلفة وفي ساحات مختلفة. 

التعليقات