في إطار جهودها الدؤوبة لتشويه التاريخ، تبدأ إسرائيل اليوم بإحياء أول ذكرى رسمية لما تسميه يوم «خروج وطرد اليهود من الدول العربية وإيران».
وستقام الطقوس الرسمية للذكرى الأولى في ديوان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، وسط صمت عربي رسمي عن إدانة مثل هذا التشويه.
وحسب القانون الذي سن لهذا الغرض في أجواء عنصرية متطرفة: تحيي إسرائيل في الثلاثين من تشرين الثاني 'نوفمبر' سنويا هذه الذكرى، ويأتي إحياء الذكرى بعد يوم واحد من ذكرى تقسيم فلسطين.
وطالب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بـ«إعادة» الأموال والممتلكات التي تركها اليهود خلفهم في الدول العربية وإيران. وقال: 'هذا الصوت يجب أن يصل لكل مكان، للمحافل الدولية من أجل إصلاح الغبن التاريخي من خلال التعويضات وإعادة الأموال'. من جانبه قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في بيان أصدره بمناسبة «الذكرى»: 'نحيي اليوم للمرة الأولى ذكرى خروج وتهجير مئات الآلاف من اليهود من الدول العربية ومن إيران خلال السنوات الأولى بعد إقامة دولة إسرائيل. وليس صدفة أنه يتم إحياء هذه الذكرى يومًا واحدًا بعد 29 نوفمبر (يوم التصويت في الأمم المتحدة على قرار التقسيم رقم 181 لدولتين يهودية وعربية الذي قبلته القيادة اليهودية ورفضته الدول العربية والقيادة الفلسطينية آنذاك) – لأن الدول العربية التي لم تقبل بإعلان الأمم المتحدة عن إقامة الدولة اليهودية أجبرت مواطنيها اليهود على ترك منازلهم وممتلكاتهم خلفهم. وفي بعض الأحيان رافقت عملية التهجير اضطهادات وأعمال عنف بحق اليهود. عملنا وسنواصل العمل من أجل عدم نسيانهم وعدم نسيان دعاواهم'.
يذكر أن إسرائيل التي طردت وهجرت الشعب الفلسطيني بعد احتلال وطنه واستجلبت اليهود من كل أصقاع الأرض، تسعى اليوم لوطيد تهجير اليهود من بلدانهم في قانون أساس تحت عنوان «تجميع شتات اليهود».
وتحاول السلطات الإسرائيلية خلق قضية وهمية موازية لتهجير الفلسطينيين من وطنهم. وأقامت منظمات يهودية بهدف مطالبة الدول العربية بتعويضات على «تهجير اليهود» (المتخيل)، في الوقت الذي تتنكر فيه لتهجير الشعب الفلسطيني، وتسعى من خلال هذه الخطوة إلى اختزال تهجير الفلسطينيين ونكبتهم برواية مختلقة حول تهجير اليهود من الدول العربية.
التعليقات