07/04/2015 - 13:19

ضابط إسرائيلي يؤكد تنفيذ "نظام هنيبعل" في الشجاعية أثناء العدوان

تحقيق حول واقعة تعتبر بنظر الإسرائيليين أنها إحدى الأحداث الأكثر مأساوية خلال هذه الحرب، ووقعت في الليلة بين 19 و20 تموز الماضي

ضابط إسرائيلي يؤكد تنفيذ

الدمار في الشجاعية في أعقاب العدوان

رغم أن إسرائيل امتنعت عن إجراء تحقيق رسمي حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة، في الصيف الماضي، وإجراء جيشها تحقيقات حول أحداث معينة خلال هذه الحرب، إلا أنه تتعالى انتقادات داخل الجيش، وخصوصا من جانب ضباط صغار، حول إخفاقات الجيش، ويؤكد أن الجيش قام بتنفيذ 'نظام هنيبعل' والذي يقضي بقصف المناطق المحيطة التي يشتبه بأنه جرى أسر الجنود فيها.

وفي هذا السياق تبث القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، في إطار برنامج التحقيقات 'عوفدا' (حقيقة)، يوم الأحد المقبل، تحقيقا حول واقعة تعتبر بنظر الإسرائيليين أنها إحدى الأحداث الأكثر مأساوية خلال هذه الحرب، ووقعت في الليلة بين 19 و20 تموز (يوليو) الماضي. وتناولت الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إفادات ضباط في جيش الاحتلال، عاشوا هذه الواقعة.

في تلك الليلة، داهمت دبابات وناقلات جند مدرعة حي الشجاعية في غزة. لكن المقاومة الفلسطينية كانت بالمرصاد، وأطلقت قذيفة مضادة للمدرعات أصابت مدرعة جيش الاحتلال، التي اشتعلت النيران فيها، وتبين لاحقا أن سبعة جنود كانوا بداخلها قد قتلوا وجثثهم تحولت إلى أشلاء، كما أن المقاومة أسرت أشلاء أحدهم، وهو الجندي أورون شاؤول.

وأنهى الجيش الإسرائيلي قبل أيام تحقيقا حول هذا الحدث، واستعرض نتائجه أمام ذوي الجنود القتلى. وروى الجنود المشاركين في العملية العسكرية التي وقعت في تلك الليلة، حيث كانت التعليمات في البداية تقضي بأن يحتلوا بنايتين عاليتين في الشجاعية، لكن قبل ساعتين من بدء المعركة غيّر الجيش الهدف بسبب تقديرات استخبارية جديدة.

لكن في هذه الأثناء، دخلت إلى عمق قطاع غزة قوة إسرائيلية مؤلفة من أربع دبابات وناقلتا جند مدرعة كان بداخلهما 13 جنديا من لواء 'غولاني'. ووفقا للجنود في المدرعة فإنهم فقدوا الاتصال مع الدبابات، وأن دباباتين أخطأتا في مسارهما وقادتا المدرعتين إلى مسار خاطئ، إلى داخل بيارة حمضيات. وفجأة بدأت المدرعة الأولى تحترق وتوقفت مكانها، بينما استمرت الدباباتان في سيرهما، وبقي الجنود في المدرعتين وحدهم.

وخلال اتصال مع قيادة القوة طولب جنود المدرعة الثانية بجر المدرعة الأولى، لكنهم لم يجدوا جنزيرا لفعل ذلك.

وقال ضابط في المدرعة الثانية أنه بعد وقت قصير أطلقت قذيفة 'آر.بي.جي' باتجاه المدرعة الأولى وأصاب محركها وتسبب بانفجارها، وتبين لاحقا أن الجنود السبعة الذين كانوا بداخلها قد قتلوا وأن المقاومة أسرت أشلاء أورون شاؤول.

وقال هذا الضابط إنه أعلن عن تنفيذ 'نظام هنيبعل'، الذي يستخدم في أعقاب أسر جندي ويجري خلاله إطلاق نار مكثف وعمليات تدمير بهدف منع أسر الجندي، حتى لو أدى ذلك إلى قتله. وقال الضابط لصحيفة 'يديعوت أحرونوت' إنه أبلغ قيادته باتصال لا سلكي بأنه 'يوجد سبعة (جنود) مفقودين. وأتحسب من (أنه يتعين الإعلان عن نظام) هنيبعل'. لكن قائد لواء 'غولاني'، غسان عليان، يقول إنه لم يتم الإعلان عن 'نظام هنيبعل'.

ويشار إلى أن جيش الاحتلال يعترف باستخدام 'نظام هنيبعل' في 'يوم الجمعة الأسود'، في الأول من آب (أغسطس)، بعد أسر الجندي هدار غولدين، وعندها شاركت طائرات حربية وسفن وقوات برية في قصف المنطقة التي جرت فيها عمليات الأسر في منطقة رفح، وأسفر عن ذلك تدمير هائل للمباني واستشهاد حوالي 150 فلسطينيا غالبيتهم الساحقة مدنيين وبينهم نساء وأطفال.

وربما يحاول الجيش الإسرائيلي إخفاء استخدامه لهذا النظام في الحدث المذكور أعلاه في الشجاعية، رغم إفادة الضابط 'ج' بأنه أعلن عن تنفيذ 'نظام هنيبعل'.    

التعليقات