21/07/2015 - 10:08

"حرب الجنرالات" على تقليص ميزانية الأمن الإسرائيلية

قادة الجيش الإسرائيلي يعارضون توصيات لجنة لوكير حول تقليص ميزانية الأمن وسفونها بأنها بمثابة رصاصة قاتلة بالنسبة للجيش، وآيزنكوت يسابق نشر تقرير لوكير بنشر خطة تقليصات تحتفظ بحجم الميزانية المرتفعة

قوات الاحتلال عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب.)

مثلما يحدث في كل عام عشية إقرار الموازنة العامة الإسرائيلية، تدور في هذه الأثناء حرب مجددة، بين جنرالات هذه المرة، حول ميزانية الأمن، وطرفيها هما الجيش الإسرائيلي ورئيس أركانه، الجنرال غادي آيزنكوت، من جهة، وبين لجنة لوكير الحكومية، برئاسة الجنرال في الاحتياط يوحنان لوكير، السكرتير العسكري السابق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

واستبق آيزنكوت نشر تقرير لجنة لوكير، بالإعلان عن "خطة غدعون" التي أعدها الجيش وهدفها منع تقليص كبير نسبيا في ميزانية الأمن كما تنص عليه توصيات لجنة لوكير. ورغم أن "خطة غدعون" تتحدث عن تقليصات بالضباط والقوات والوحدات، إلا أنها تبقي الميزانية بحجمها وحتى أنها تطالب بزيادتها.  

ويقول الجيش الإسرائيلي إن غاية خطة غدعون هي إعداد الجيش لمواجهة كافة السيناريوهات التي تمثل تهديدا على إسرائيل والدفاع عن حدودها، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي النظر إلى إيران على أنها التهديد الأكبر على إسرائيل اليوم، والأخذ بالحسبان احتمال نشوب حرب رغم عدم وجود مؤشرات على ذلك حاليا.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الثلاثاء، عن ضابط إسرائيلي كبير قوله إن خطة غدعون تشمل تسريح قرابة 100 ألف جندي من قوات الاحتياط، خلال السنوات المقبلة، فيما أولئك الذين سيبقون في الخدمة الاحتياطية سيتلقون تدريبات أكثر وسيخدمون لفترة أطول. لكن ما يخفيه الجيش في هذا السياق هو أن نسبة الجنود الذين يمتثلون لخدمة الاحتياط ويشاركون في التدريبات العسكرية ليست مرتفعة ولا تتجاوز ال50%.

وتشكل خطة غدعون إغلاق ألوية مدرعات وكتائب مدفعية، في مقابل استمرار الاتجاه نحو تعزيز قوة الاستخبارات وحرب السايبر وسلاح الجو، من خلال إضافة طائرات بدون طيار.

وسيجري الجيش بموجب هذه الخطة تغييرات في نوع الأسلحة والقذائف، بحيث سيتم استبدال القذائف القديمة بصواريخ ذكية. كذلك سيتم تقليص عديد القوى البشرية في سلاح التربية والتعليم.

وإلى جانب تسريح 2500 ضابط في الخدمة الدائمة، تتجه النية بحسب الخطة إلى تسريح عدد مماثل في السنوات المقبلة، في موازاة بدء عملية جعل الجيش شابا أكثر، بمعنى خفض سن الضباط الذي يقودون كتائب وألوية.

وقال الضابط الكبير إن "هذه الخطة ستقصّر بشكل ملموسة مدة الاستعداد للحرب. وإذا كنا حتى اليوم نحتاج لفترة استعداد ما بين ساعات حتى أيام، فإننا سنقلص هذه الفترة إلى ساعات معدودة وحتى يوم واحد".

من جهة أخرى، يتوقع أن تنشر "لجنة لوكر" تقريرها بعد ظهر اليوم الثلاثاء، فيما بدأ ضباط الجيش مهاجمتها، وجندوا معهم كافة المحللين العسكريين في وسائل الإعلام الإسرائيلية. والمعارضة الأساسية لهذه التوصيات هي التخوف من تقليص حجم التقاعد للضباط المسرحين.

وانتقد هؤلاء المحللون الإعلان عن توصيات لجنة لوكير، التي تسربت أمس، يأتي في توقيت سيء، كونها تشير إلى ضرورة إجراء تقليص في ميزانية الأمن.

وكتب المحلل العسكري للقناة العاشرة، ألون بن دافيد، في صحيفة "معاريف" إن مكان تقرير لوكير سيكون في سلة النفايات، بينما اعتبر المحلل في "يديعوت أحرونوت" ألكس فيشمان، أنه "بعد انقشاع الدخان، لن يبقى الكثير من تقرير لوكير"، ووصف المحلل في "هآرتس" عاموس هارئيل التقرير بأنه بمثابة حادس دهس وهروب.

وشن الجيش الإسرائيلي حربا ضد تقرير لوكير، وقال الناطق العسكري، موطي ألموز، للقناة الثانية، اليوم، إنه "إذا تم تطبيق قسم من استنتاجات لجنة لوكير فإن هذا سيكون بمثابة إطلاق رصاصة بين العينين"، أي قاتلة بالنسبة للجيش. 

التعليقات