16/02/2016 - 14:49

"مدسوسون" يحرضون فلسطينيين على التحرش بمستوطِنات لمنع سفرهم بالحافلات

نفذت حركات اليمين الإسرائيلية حملة عنصرية تهدف إلى منع العمال الفلسطينيين من السفر بحافلات يسافر فيها المستوطنون، بحيث حرّض مدسوسون عمالا فلسطينيين على التحرش بنساء، مدسوسات هن أيضا، وتصوير عملية تحرش مزعومة، وبعد ذلك عرض المادة المصورة في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي من أجل ممارسة ضغوط على صناع القرار لإقرار الفصل في الحافلات

المدسوسة إلى جانب عامل فلسطيني بمحطة حافلات

نفذت حركات اليمين الإسرائيلية حملة عنصرية تهدف إلى منع العمال الفلسطينيين من السفر بحافلات يسافر فيها المستوطنون، بحيث حرّض مدسوسون عمالا فلسطينيين على التحرش بنساء، مدسوسات هن أيضا، وتصوير عملية تحرش مزعومة، وبعد ذلك عرض المادة المصورة في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي من أجل ممارسة ضغوط على صناع القرار لإقرار الفصل في الحافلات.  

وكان قادة المستوطنين ادعوا زورا وعلى مدار سنوات أن العمال الفلسطينيين يتحرشون بالنساء المستوطنات في الحافلات، وطالبوا الحكومة الإسرائيلية بمنع العمال الفلسطينيين من السفر في هذه الحافلات، ودفع العمال إلى السفر بحافلات منفصلة تقلهم إلى أحد الحواجز بين إسرائيل والضفة الغربية والتي تبعد عن بلداتهم وقراهم مسافات طويلة. وجاءت مزاعم المستوطنين من منطلقات عنصرية.

وعلى أثر هذه المزاعم، قرر وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، في تشرين الأول 2014، أن يسافر الفلسطينيون بحافلات منفصلة لدى عودتهم من أعمالهم. وفي أعقاب انتقادات دولية لإسرائيل، قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تجميد قرار يعلون.

وكشف موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني، اليوم الثلاثاء، عن حملة "المدسوسون" لحركات اليمين، والتي قادتها بعد ذلك حركة "عاد كان"، وذلك قبل أن يصدر يعلون قراره بفصل الحافلات. وعقد عضو الكنيست موطي يوغيف، من حزب "البيت اليهودي"، اجتماعا خاصا للجنة متفرعة عن لجنة الخارجية والأمن لبحث "التحرش الجنسي". وادعى رئيس مجلس مستوطنة "كارني شومرون"، يغئال لاهف، خلال الاجتماع أن العمال الفلسطينيين يصعدون خصيصا إلى الحافلات لأنها تمنحهم "تجربة السفر مع بنات يهوديات". وقال مدير عام لجنة مستوطنين السامرة، ساغي كايزلر، "التحرشات الجنسية تحدث ووصلتنا عشرات الشهادات".  

وأعلنت الشرطة أنها تلقت عشرات الشكاوى حول تحرش جنسي في الحافلات. لكن صحافي استقصائي من القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي سافر يوميا في الحافلات المذكورة وأكد بعد تحقيق صحفي أنه لم يجد دليلا على حدوث أمور غير مألوفة.

ووفقا للمواد التي حصلت عليها "هآرتس"، فإن رئيس حركة اليمين "عاد كان"، غلعاد آخ، وفي إطار حملة ضد سفر العمال الفلسطينيين في الحافلات، أرسل امرأة مدسوسة، من عضوات حركته، ومدسوسا آخر حاملا معدات تصوير وتسجيل، للسفر في إحدى هذه الحافلات.

ويظهر من المواد الخام المصورة أن ناشط اليمين المدسوس يحرض عاملا فلسطينيا ليعبر عن رأيه بالنساء اليهوديات اللواتي يسافرن بالحافلة. كذلك يحرض المدسوس العامل الفلسطيني على التحرش بامرأة معينة هي ناشطة اليمين المدسوسة.

وقالت "هآرتس" إن آخ جمع خلال سنين جنودا مسرحين من وحدات قتالية ويتحدثون العربية ليرسلهم في مهمات متنوعة، وفي العام 2014 أرسلهم إلى الحافلات المذكورة.

وكتب آخ حول خطته أن الهدف هو تحريض الفلسطينيين على "شتم سائق الحافلة، التحرش ببنات في الحافلات، التفوه بعبارات عنصرية، مثل القول إن اليهود مستباحون؛ (والتحريض على) قول عبارات تدل على: عمل معادٍ، مخالفة القانون، عنصرية، جنس".

وجرى إرسال المواد المصورة والممنتجة إلى القناة الثانية ووزارة الأمن لتبدو أنها دليل على الوضع في الحافلات. ولم تكن حملة آخ طويلة لأن يعلون أعلن عن قرار فصل الحافلات. 

التعليقات