15/06/2016 - 10:51

البيت الأبيض يعارض مساعدات مالية ضخمة لإسرائيل

أعلن البيت الأبيض الأميركي، في وقت متأخر من مساء أمس، الأربعاء، أن الرئيس، باراك أوباما، سيستخدم حقّ النقض، فيتو، على بنود بقيمة 16 مليار دولار أميركيّ في مسودة قانون الميزانيّة المتداول في الكونغرس، منها قرابة 455 مليون دولار أضافي.

البيت الأبيض يعارض مساعدات مالية ضخمة لإسرائيل

تمر العلاقة بين نتنياهو والبيت الأبيض بشبه قطيعة رسمية (رويترز)

أعلن البيت الأبيض الأميركي، في وقت متأخر من مساء أمس، الأربعاء، أن الرئيس، باراك أوباما، سيستخدم حقّ النقض، فيتو، على بنود بقيمة 16 مليار دولار أميركيّ في مسودة قانون الميزانيّة المتداول في الكونغرس، منها قرابة 455 مليون دولار أضافها الكونغرس على الدعم السنوي الأميركي المقدّم لإسرائيل بهدف تطوير نظام إسرائيل للوقاية من الصواريخ.

فقد جاء في رسالة قسم الميزانيات بالبيت الأبيض أن 'الحاكم (أوباما) يعترض على إضافة 455 مليون دولار للميزانية لعام 2017، بغرض شراء وتطوير نظام الوقاية من الصواريخ في إسرائيل'، كما اعترض البيت الأبيض لطلب الكونغرس تخصيص 324 مليون دولار لوزارة الدفاع الأميركيّة للعام المقبل، مقرّرة لتطوير نظام أميركي للوقاية من الصواريخ الباليستيّة.

لكن مصادر صحافية إسرائيليّة رجّحت ألا يكون سبب الرفض الرئاسي هو الخلاف مع إسرائيل، إنما الأزمة في العلاقة بين البيت الأبيض وساكنه من الحزب الديمقراطي والكونغرس بأغلبيته الجمهوريّة، حيث قال ضابط أميركي رفيع إن 'القرار جزء من المساومات مع الكونغرس حول الأرقام النهائية لميزانيّة الأمن'، إذ تطرّقت رسالة البيت الأبيض التي جاءت بطول 6 صفحات إلى عشرات البنود في الميزانية المقترحة بالتفصيل، استحوذت المساعدات المقدمة إلى إسرائيل على أقل من 3% منها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الرسالة لا ترتبط بشكل مباشر مع المفاوضات الإسرائيلية الأميركية حول اتفاق المساعدات الأمنية الجديد للعقد المقبل (2018-2028)، إنما ترتبط بميزانية العام المقبل 2017 فحسب، وهو ما لن يضر بالاتفاق الحالي القائم بين البلدين، الذي ينتهي بعد عامين، إذ أن المساعدات التي رفض أوباما تقديمها، هي مضافة إلى الاتفاق بين البلدين وليست جزءًا منه.

من جهة أخرى، يبدو القرار الأميركي اليوم وكأنه تطبيق مبكّر للاتفاق المنوي إبرامه العام المقبل، حيث تشترط الولايات المتحدة ألا تقوم الحكومة الإسرائيلية بمفاوضات موازية ومستقلة مع الكونغرس من أجل الحصول على مساعدات مالية فورية للأمن سنوية، وأن تكتفي الحكومة الإسرائيلية بالاتفاق المبرم بين البلدين.

وفي العام 2007، وقّعت الولايات المتحدة وإسرائيل على اتفاق مساعدة أمنية ينتهي بنهاية العام 2018، حيث ينص على التزام أميركي بتقديم مساعدات مالية تبلغ قيمتها 30 مليار دولار أميركي على مدى 10 سنوات، لكن مفاوضات جديدة بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من أجل إبرام اتفاق جديد للعقد المقبل، وجد المفاوضون الأميركيون والإسرائيليّون فيها أن بينهم فجوات عميقة بما يتعلق بالميزانية المخصصة.

اقرأ/ي أيضًا | إسرائيل تتراجع في مفاوضات المساعدات الأميركية

المقترح الأميركي:

أولًا: تحصل إسرائيل على مساعدات مالية بمبلغ 3.7 مليار دولار أميركي للعام الواحد، ترفع تدريجيًا كل عام حتى تصل أكثر من أربعة مليارات دولار نهاية العقد المقبل، حيث تصل المساعدات إلى قرابة 40 مليار دولار أميركي، بزيادة تقارب 10 مليارات دولار عن العقد الجاري، بمقابل الالتزام الإسرائيلي بعدم إجراء مفاوضات موازية مستقلة مع الكونغرس كما ورد سلفًا.

ثانيًا: في حين رفضت إسرائيل الالتزام بعدم إجراء مفاوضات موازية مستقلة مع الكونغرس، فإن الزيادة في الميزانية المخصصة لن تتجاوز 34 مليار دولار للعقد المقبل.

وقد قالت مصادر إسرائيلية مطّلعة إن نتنياهو رفض البند الأول برفضه الالتزام بعدم إجراء المفاوضات التي تتعلق بالميزانيّات الأمنية مع الكونغرس الأميركي، بيد أنه غير راضٍ، أيضًا، عن البند الثاني كون المساعدة المخصصة 'أقل بكثير من يتوقعه نتنياهو، حيث تحدث عن اتفاق بين 40 إلى 50 مليار دولار'، بالإضافة إلى العلاقات المتينة والمتنوعة لنتنياهو بأعضاء الكونغرس، التي تمثلت في خطابه الأخير، الذي دعي إليه رغم خلافه مع أوباما وعدم إعلام الأخير بدعوة نتنياهو لإلقاء خطابه قبل الإعلان عن ذلك في الإعلام.

التعليقات