21/06/2016 - 13:35

إسرائيل تسعى إلى تنصيب دحلان زعيما للفلسطينيين

محلل عسكري إسرائيلي يحذر: من يبني آمالا على هذا الجوكر دحلان، عليه أن يتذكر جوكر آخر، زعيم لبناني يتمتع بكاريزما اسمه بشير الجميل، وماذا كان مصيره ومصيرنا

إسرائيل تسعى إلى تنصيب دحلان زعيما للفلسطينيين

دحلان ووزير الأمن الإسرائيلي شاؤل موفاز عام 2005

في سياق التصريحات التي أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي الجديد، أفيغدور ليبرمان، الأسبوع الماضي، حول القضاء على حركة حماس وحكمها في قطاع غزة، كتب المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تسعى إلى تنصيب المنشق عن حركة فتح، محمد دحلان، ليصبح حاكم غزة، 'وإذا اقتضت الحاجة سيحصل على دعم ليحل مكان أبو مازن' أي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وبحسب فيشمان فإن خطة تنصيب دحلان مدعومة من دول عربية: 'ورقة اللعب القوية، ال’أص’، التي تختبئ في علبة أوراق اللعب للتحالف الموالي للغرب، الأردن ومصر والإمارات والسعودية وإسرائيل، تدعى محمد دحلان. وهو الذي كان من قادة فتح في قطاع غزة وأفلت بجلده قبل تسع سنوات عندما أمسكت حماس بمقاليد الحكم، يسعى للعودة'.

وأشار فيشمان إلى مصلحة إسرائيل في استمرار الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية. 'إسرائيل تفضل كيانين فلسطينيين منفصلين ومتعاديين.حماس مكبوحة وسلطة ضعيفة في رام الله تخدم هذا التوجه'.

وأضاف فيشمان أنه منذ دخول ليبرمان إلى منصبه 'يتحدثون في إسرائيل مجددا عن دحلان كخليفة محتمل لحماس. فهو غزيّ، ولديه قواعد ومؤيدين في صفوف نشطاء فتح في غزة، ويضخ أموالا في القطاع بواسطة زوجته. ولا يوجد زعيم فلسطيني مستعد لدخول غزة راكبا دبابات إسرائيلية. لكن دحلان ليس بحاجة إليها. بإمكانه القدوم بسيارة مرسيدس مصرية، وسط ترحيب قادة الإمارات، الذين أعادوه إلى الحياة و’باعوه’ إلى السيسي عندما كان وزيرا للدفاع. ومنذ أن أصبح السيسي رئيسا، نفذ دحلان كمبعوث له سلسلة مهمات طويلة في ليبيا والسودان وإثيوبيا. وهو شخصية هامة في مصر. وعندما يهبط في القاهرة، تكون بانتظاره مجموعة من سيارات الليموزين'.

وتابع فيشمان أن 'دحلان سيأتي (إلى الأراضي المحتلة) بترحيب من الأردنيين... الذين قرروا أن يتبنوه لأنهم يئسوا من أبو مازن ويدركون أنه في نهاية طريقه. كذلك فإن السعوديين لن يعارضوا تغيير الحكم في القطاع'.

وأردف فيشمان أنه 'بهذا الخصوص، ستكون إسرائيل مقاول التنفيذ، وسيحل مكان حماس شخص (أي دحلان) سرقوا معه خيولا (أي شريكا) في الماضي. أي أنه بالإمكان إجراء مفاوضات سياسية معه، وهذا ما لا يمكن القيام به مع حماس'.

وبحسب هذا المحلل العسكري المقرب من أروقة الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، فإنه 'يوجد لدحلان في مخيمات اللاجئين مجموعات مسلحة من أفراد التنظيم (تنظيم فتح)، وأبو مازن مقتنع بأن هدفهم الوحيد هو إسقاطه بالقوة. ووفقا لمفهوم ليبرمان، الذي يرى بأبو مازن عدوا خطيرا، فإن طرح دحلان كبديل لحكم حماس أو السلطة الفلسطينية، يضعف رئيس السلطة الفلسطينية'.

اقرأ/ي أيضًا | "خرّافيّة" محمد دحلان/ معن البياري

وخلص فيشمان إلى التحذير من تنصيب دحلان. وكتب أن 'من يبني آمالا على هذا الجوكر (دحلان)، عليه أن يتذكر السحر الذي أصاب القيادة الإسرائيلية في سنوات الثمانين الأولى. جوكر آخر، زعيم لبناني يتمتع بكاريزما اسمه بشير الجميل، وماذا كان مصيره ومصيرنا' في إشارة إلى اغتيال الجميل الذي نصبته إسرائيل رئيسا للبنان، وفي أعقاب الاغتيال فشلت كل محاولات إسرائيل بتنصيب زعيم آخر.

 

التعليقات